أدب السجون: كتابات تقشعر لها الأبدان!!

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 09:19
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

لو أردنا أن نجمع ما قيل فى السجون من شعر منذ فجر التاريخ العربى المضئ حتى الآن، لحصلنا على "ديوان" شعرى ضخم مكتوب بالعذاب والألم والشعور بالظلم والتوق إلى الحرية، ومثل ذلك القصة والرواية العربيتان.
وقد لا تعدو الحقيقة إن قلنا إن الأدب العربى كله أدب سجون، لأن الأديب العربى مقيد، حتى وهو فى بيته، بقيود كثيرة فكرية واجتماعية واقتصادية وسياسية وفنية.
هذا التقييم لأدب السجون كما ورد على لسان الناقد الدكتور كان الصفدى يوسع دائرة هذا الجنس الأدبى الذى يحتل مكانة متميزة وبارزة فى العالم العربى، لسبب أساسى، هو أن من حق السجون العربية - كما يقول الصفدى - أن تفاخر على باقى سجون العالم بكثرة عدد الأدباء والمثقفين الذين تربوا فى عزها فقلما تجد أديبا عربيا لم يعرج فى مسيرة حياته على سجن أو مخفر أو مركز أمنى.
وحسنًا فعل مركز البحوث العربية والأفريقية ان قام بتنظيم ندوة عن أدب السجون فى الفترة من 11 إلى 12 ابريل الجارى.
وحسنًا فعل أن اهدى الندوة إلى الأدب الكبير صنع الله إبراهيم »أحد الذين ذاقوا مرارة التعذيب والتنكيل والسحل«، وكان ما يزال فى الواحدة والعشرين من عمره الفتى، وباعتباره أحد اكبر صانعى الرواية الجديدة، وكانت روايته الباكرة »تلك الرائحة« عام 1966 فاتحة لشكل جديد من الكتابة وصودرت حين صدورها كما يقول الناقد الأديب شعبان يوسف الذى لعب دورًا كبيرًا فى أن ترى هذه الندوة النور ومنسقها وجامع خيوطها.
وقد رأس هذه الندوة المهمة المفكر الكبير الدكتور سمير أمين صاحب الكتابات الابداعية فى تحليل النظام الرأسمالى العالمى وتحدث فى جلستها الافتتاحية كل من حلمى شعراوى مدير مركز البحوث العربية والأفريقية، وصاحب الفضل الأول فى انعقاد ونجاح هذا الحدث الفكرى والثقافى - والسياسى - الفريد كما تحدث منسق الندوة شعلة النشاط شعبان يوسف.
وفى الجلسة الأولى التى رأسها الأديب الكبير بهاء طاهر قدمت الناقدة المحترمة والكاتبة الكبيرة الدكتورة رضوى عاشور ورقة قيمة عن أدب السجون فى العالم العربى تضمنت عرضًا لكتابات السجن العربية من خلال المرويات: مذكرات وسير ذاتية وروايات انتجها معتقلون سابقون عن تجربة الاعتقال والسجن السياسى، واختارت تناول كتابة السجن فى اربعة بلدان عربية هى مصر والمغرب - لأن كم النصوص التى نشرت فيهما يفوق ما انتج فى البلدان العربية الأخرى - وفلسطين ولبنان واعتبرتهما حالة واحدة لتناولهما كتابة تجربة الاعتقال السياسى فى السجون الاسرائيلية، وأصبحت قاصدة عن تناول الشعر لأنه بحاجة إلى دراسات قائمة بذاتها تحيط بالعامى منه والفصيح وما انتجه شعراء أومن عبروا عن أنفسهم شعرا وإن لم يتحولوا إلى شعراء لأنهم اختاروا ذلك أو لأنهم غير مؤهلين له.
وتختتم الدكتورة رضوى عاشور ورقتها القيمة بقولها إن كتابات السجن على تنوع أساليبها واختلاف قيمتها البلاغية والتوثيقية أقرب لنسجية فذة، وراء كل تفصيلة من تفاصيلها عرق ودم وحكاية يقشعر لها البدن: جرنيكا فريدة تتجاوز قدرة أى فنان فرد وإن كان بوزن بيكاسو، عمل جماعى يشهد على قدرات الانسان على التحمل والتجاوز والانتصار رغم كل شئ.
وللحديث بقية..

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات