أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احسان حمدي العطار - نقد الايدلوجيا العراقية المعاصرة















المزيد.....

نقد الايدلوجيا العراقية المعاصرة


احسان حمدي العطار

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 06:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


: تعرف الايديولوجيا على انها نسق من التصورات والاراء والافكار والنظريات المستمدة من الواقع والتي تحاول مع تمثلها وعيا على تغييره (اي الواقع) من خلال الممارسة باشكالها المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لذلك فهي بنفس الوقت الذي تكون مستمدة من البنية التحتية القائمة على مختلف اشكال العلاقات الاقتصادية ومستوى تطور هذه البنية وتطور الانتاج المادي تكون حاملة لبذور التغيير بالقوة ان كانت هذه الايديولوجيا صحية بمعنى ان الايديولوجيا يجب ان تحمل التغيير والثورة واحدا من شعاراتها ومن ثم التأسيس على اساسات هذا التغيير وهذه الثورة.وهذا هو المعنى الذي شدد عليه التوسير بقوله ان الفصل مابين العلم والايديولوجيا هو فصل زائف فما نفع العلم والمعرفة بالشيء دون ان تتحول هذه المعرفة الى قابلية تغيرية بيد حامل المعرفة وهنا على حامل هذه المعرفة ان يحولها الى ايديولوجيا والتي تحمل معنى التغيير والتحويل للواقع المستمدة منه المعرفة. اذن ما كل هذا الكلام عن نهاية عصر الايديولوجيات وقيام عصر مابعد الايديولوجية. يشير هذا الكلام الى معنيين: الاول هو نهاية تلك الايديولوجيات التي تدعي الامتلاك الكامل للحقيقة والتي تلوي عنق الحقائق لادخالها تحت حتمية هذه النظرية الكبرى والتي تفسر الماضي والحاضر والمستقبل بشكل من اشكال اليقينية العمياء بعيدا عن العلم والمعرفة والتجريب. اذن المعنى يشير الى نهاية نوع من انواع الايديولوجيات (التي اسميتها بغير الصحية او العمياء) لا نهاية الايديولوجيا وانعدامها في المجتمع الانساني. اما المعنى الثاني والذي يعدم وجود الايديولوجيا وينفي الحاجة لها في المجتمع فهو كلام خال من الصحة فلا مجتمع ولافرد بدون ايديولوجيا حسب تعريفنا للايديولوجيا في بداية كلامنا بمعنى اننا لسنا امام (نهاية الايديولوجيا) بل (ايديولوجيا النهاية) وهي ايديولوجيا تحاول ان تسيطر على ذهنية الانسان دون الاعتراف بأنها ايديولوجيا ولكنها تبقى رغم ذلك ايديولوجيا مع سبق الاصرار والترصد.لنأخذ مفهوم اخر وهو (العماء الايديولوجي) لسنا هنا امام كلمة مترابطة بمعنى ان العماء (اي عدم القدرة على التفسير الصحيح للواقع وبالتالي العجز عن تغييره ان لم يكن الرجوع به الى الخلف) يرتبط بالايديولوجيا فمتى كانت الايديولوجيا كان العماء ولكن نحن امام حالة من حالات الايديولوجيا غير الصحية وهي انعدام قابلية التجدد تبعا لتغير الظروف والوقائع وذلك لارتباط هذه الايديولوجيا بعقائد دغمائية تمنع عنا المعرفة الجيدة بالواقع وبالتالي تمنع عنا قابلية تغييره. بما اننا عبرنا عن الايديولوجيا بأنها تصورات واراء ونظريات وافكار حول الواقع لذلك لابد لكل مجتمع من ايديولوجيا سواء وعى بذلك ام لم يع فلا مجتمع بدون تصورات وافكار ولا ينفصل المجتمع العراقي عن تلك المجتمعات لذلك كون له من الايديولوجيات عبر تاريخه الكثير مثلت بدرجة او بأخرى هذا المجتمع وموضوع هذه الورقة يتجة الى (الايديولوجيا العراقية المعاصرة) ممثلة بتياراتها السياسية المختلفة، كاشفة عن مفاصل الارتباط والاتصال ما بين تلك التيارات ومدى صحة نظرياتها حول الواقع، ومحاولة (بشيء من العجالة) تبيان تاريخ تكون الايديولوجيا العراقية داعية لتفكيك العقد اللاشعورية التي تثبط اية محاولة ايديولوجية لتغيير الواقع. قلنا ان الايديولوجيا نسق، والنسق بقدر ما يحمل من الوعي والشعور فهو مكون ايضا وحامل للاوعي ولاشعور اي ان الايديولوجيا نتيجة لطبيعتها النسقية تحمل من اللاشعور المعرفي الشيء الكثير اي ان الايديولوجيا ليست انعكاسا ميكانيكيا للواقع المادي ولكنها متأثرة بالماضي الايديولوجي الذي يشكل لا شعور الفرد والمجتمع الحامل للايديولوجيا. لذلك فأن اولى خطوات الوعي الايديولوجي هي وعينا بتأثير الماضي الذي يكون بحالة ذوبان في وجدان الفرد والمجتمع بحيث يربط الفرد بأرضية معينة لا يمكن تجاوزها ايديولوجيا الا في حالة معرفتها معرفة علمية وتفكيكها بحيث تأثر ايجابا لاسلبا في تأسيس ايديولوجيا صحية قادرة على التغيير والتقدم وهذا يحتم علينا اعادة قراءة التكون الايديولوجي العراقي وذلك باعادة قراءة الماضي ومعرفة عوامل الضعف والقوة في الماضي التي جعلت الايديولوجيا العراقية على حالها هذا. مع حروب الفتح العربية والتي تم من خلالها نشر الاسلام في العراق في عهد عمر بن خطاب تمت السيطرة على الشعب العراقي الموجود قبل وصول العرب وجيوشهم حاملة معها الاسلام. كانت على تلك الشعوب (باختلاف الاعراق والاديان) ان تبحث عن غطاء قيمي للمحافظة على وجودها وذلك عبر الاندماج مع الحالة الاسلامية وبذلك كانت اولى مصادر تكون المذاهب في الاسلام وبالتحديد مقدمة لتكون المذهب الشيعي في العراق. حمل العراقيون معهم مظلوميتهم الناتجة عن اندماجهم بالاسلام بصورة سيطرت قريش والعرب على مقدراتهم (اندمجت مظلومية الشعب العراقي بصورة مذهلة مع حالة خلاف العرب على السلطة والخلافة بعد وفاة الرسول وسيطرة قريش من بني امية على الحكم) وبالتالي غالبا ما عبرت الاقاليم العراقية المفتوحة عن معارضة لسلطة العرب وقريش متمثلة بالامويين والعباسيين. مثلت هذه المعارضة خروجا عن البدوية المسيطرة القوية القادمة من اللاحضارة من الصحراء محتلة وفارضة عقيدة الاسلام (بالرغم من انسانية العقيدة الاسلامية ولكن لا يمكن لنا ان ننفي صحراوية الدين وتأقلمه مع بيئته الحاملة لشريعته اذن لم تكن العقيدة الشيعية كما قلنا سوى تمثيلا لمظلومية وانعدام قدرة الشعب المستضعف امام قوة القبيلة متمثلة بقريش. مع واقعة الحسين وخروجه على حكم الخليفة الاموي وقصة استشهاده ومقتله وسبي اهل بيته ولد احساساً متزايداً بالمظلومية بل اصبحت هذه الواقعة نقطة تاريخية مرجعية بحيث كونت عقدة نفسية لا شعورية مستبطنة داخل وجدان الذات العراقية سأطلق عليها (مظلومية الحسين) وسيكون لها اكبر التأثير في مستقبل التكون الفكري والايديولوجي للشعب العراقي الذي سيظل يبحث عن نفسه في واقعة الحسين في كل مرحلة من مراحلة التاريخية ويكرر نفسه وهو بحالة دوام البحث عن من يظلمه ليكرر التاريخ نفسه بدائرة مركزها واقعة الطف.في حالة الدوران في الماضي والتاريخ لن يكون الحاضر سوى انعكاسا داميا للماضي ولكن سيكون للمستقبل في هذه الدورة دور مضاعف وخطير حيث لن يرى المستقبل سوى على حالة مثالية تعوض عن فقدان الماضي والحاضر (كما هو الحال مع الايديولوجيات السلفية التي تظل تدور في حاضرها مع تاريخ السلف الصالح اي تجربة الرسول ودولته اما المستقبل فهو حالة تحقق دولة الرسول) لذلك نحن امام امنيات بمستقبل لا علاقة له بالحاضر الذي هو تكرار الماضي.شكلت العقائد المسيحية السنطورية عقيدة شعبية قبل وصول الاسلام للعراق وتحتوي هذه العقائد على رموز واساطير شكلت الوعي المسيحي ويعد صلب المسيح وقتله مركز تلك الرموز كما مثلت واقعة الطف فيما بعد عقدة الشيعة (وبالتالي عقدة الشعب العراقي).وكما في المسيحية هناك رجوع للمسيح وعودته مع نهاية الزمان فأن العقيدة الشيعية وضعت رجوع المهدي وظهوره نهاية الزمان وتحقيق دولة العدل والمساواة والانتقام من قاتلي الحسين وهذه العقيدة اليوتيبية كما قلنا هي نتيجة حتمية لرؤية المستقبل.



#احسان_حمدي_العطار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية بين الفهم الفلسفي والواقع التاريخي
- العرب وتراثهم .... النظرة الى الماضي بين التزويق والتغريب
- ما بعد التفكيك وصياغة اولويات الثقافة العربية
- الثأر الاجتماعي بين العولمة والقاعدة الاجتماعية المنفلتة
- التراث والفكر العربي ..... محنة مزمنة


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احسان حمدي العطار - نقد الايدلوجيا العراقية المعاصرة