|
صفقة...أم اعادة تأهيل؟
زياد السيد
الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتابع للتقلبات السياسيه الجاريه في العالم عامة وفي المنطقه العربية خاصة وعلى المسار السوري بوجه التحديد يكاد يصعق من التقلبات السياسيه المتتالية والتي تبدو وكأنها متاثره بتقلبات الطقس الأوروبيه فمن هجمات اعلامية غزيرة الى تهديدات هادرة كالصواعق بوتيرة سريعه كسرعة البرق كل ذلك والسماء فوق سوريا تتلبد بغيوم الحرب الداكنه التي لم يكن اول مظاهرها قصف مقاتلات اسرائيليه لمبنى قيل انه موقع لمفاعل نووي شرق البلاد كما لم يكن آخر تلك المظاهر الحرب الاسرائيلية البربرية المجنونة على قطاع غزة، مرورا بحرب الأخيرة على لبنان عام 2006 ومن ثم ارسال مدمرة امريكيه الى البحر الابيض المتوسط قبالة السواحل اللبنانيه في استعراض واضح للقوة وتسخين ظاهر للاجواء في المنطقه والذي عكس برودة في العلاقات الدبلوماسيه حتى ان المرء ليظن ان أيام النظام السوري باتت معدودة. ثم فجأة وبدون مقدمات تنقشع الغيوم وينقطع هطول الهجمات الاعلاميه لتميل الاجواء الى دفئ نسبي وتهدأ العواصف وكأن شيئا لم يكن وتنقلب العلاقات الى حميمية ظهرت جليا في تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثناء زيارته الى بيروت العام الماضي، لكنه وكما قال مراقبون كان في لبنان وعينه على سوريا حيث اعلن من هناك انه سيرسل موفدين رئاسسيين الى دمشق هما مستشاره دافيد ليفيت، والامين العام لقصر الاليزيه غلود غايان للقاء الرئيس بشار الاسد وفي نفس الوقت هدأت موجة التصريحات الامريكيه المهدده والمتوعده للنظام في سوريا كما هدأت الحرب الاعلامية الطاحنه التي كان يدور رحاها في لبنان بالنيابة عن الاطراف الاقليمية و الدولية الموْثره هناك. وكانت المفاجأة بالاعلان عن المفاوضات السرية التي تجري بين سوريا واسرائيل بوساطة تركية - رغم الانتكاسة التي أصابتها عشية الهجوم الاسرائيلي على غزة- وفتح ابواب العواصم العربيه والعالميه لبشار الاسد الذي قام بجولة على دول الخليج العربي ثم على دول المغرب العربي وليتبعها بزيارة الى الهند وأخيرا جولته الأوروبية المرتقبة على كل من النمسا وسلوفاكيا في قفزة دبلوماسية واسعة، بيد أن ما يثير الاهتمام أكثر من هذا وذاك هو ذلك التقاطر الذي يكاد يصل الى التهافت من وفود أعضاء الكونغرس الأمريكي فيما يبدو وكأن صفقة تعقد في الظلام، الخاسر فيها الشعب السوري خاصة والشعوب العربية ومقاوماتها عموما. وتزامنا مع فك العزله عنه أطلقت يد النظام على ما يبدو في البلاد ليصول ويجول ويحكم قبضته الحديديه عليها، فها هو يبدأ مجددا بحملة اعتقالات واسعه في سوريا لم يكن آخرضحاياها قادة اعلان دمشق للتغيير الوطني، واجراء محاكمات صوريه لهم ثم يغلق مشفى لعلاج ابناء الوطن المقهورين لا لشئ الا لأن القائمين عليه يختلفون مع النظام في الفكر الأمر الذي يعتبره الأخير دواء فاسدا سوف يضر بصحة المرضى. التطورات المتسارعه تلك تضع المراقب في حيرة من أمره وتجعل من الحليم حيرانا ... هل ما جرى ويجري هو تلميع واعادة تأهيل للنظام؟... ربما... أم لعلها صفقة جديده عقدها النظام السوري مع الغرب واسرائيل على حساب حلفاءه في محاولة لاطالة عمره وضمان بقاءه متسلطا على رقاب الشعب السوري المكافح؟... قد يكون... أم هي مرحلة جديده من مراحل الدور القديم الجديد الذي يقوم به النظام في سوريا؟... ترى ما هو الواقع؟ وأين تكمن حقيقة ما يجري؟... ربما تزول الحيره و ينقشع الضباب بالرجوع الى صحيفة معاريف الاسرائيليه في عددها الصادر بتاريخ 28-10-2005 التي كشفت النقاب عن ان هناك ما يشبه الاجماع داخل الاوساط السياسيه والعسكريه الاسرائيليه على انه من مصلحة اسرائيل الابقاء على نظام الحكم الدكتاتوري والمتخلف والمنضبط في آن معا بهدف ضمان بقاء سوريا ضعيفه، كما افادت الصحيفه ان البنيه التعدديه لاي نظام سيخلف النظام الحالي في دمشق سيشكل تهديدا لاسرائيل لانه سيتمتع بشرعية دولية واقليمية ووطنية لا يحظى بها النظام الحالي كون الجماهير التي سينبثق منها هذا النظام البديل لديها توجهات "لاساميه" فتكون اسرائيل في هذه الحال كالمستجير من الرمضاء بالنار، وبالتالي قد لا تستطيع والغرب السيطرة على الموقف في حال جد في الأمر جديد. اذن هي السياسة الأمريكية المتخبطة تجاه النظام السوري التي تخشى اسرائيل أن تكون نتا ئجها كارثيه عليها اذا ما سقط النظام، فقامت الاخيرة بالضغط على واشنطن لتقوم بصحيح المسار وعقد صفقة مع دمشق تضمن بقاء النظام مقابل شروط لم يكن اولها حلحلة الوضع في لبنان ولن يكون آخرها حل ممسوخ لقضية الجولان السوري المحتل، ولكن ذلك له مخاطره أيضا، فقد ينقلب السحر في هذه الحال على الساحر وتتبعثر أوراق اللعب يمسك بها عند ذاك الشعب ليعيد ترتيبها... ثأرا لكرامته المهدوره واعادة للعربة الى خطها بعد أن انحرفت عنه سنين طوال
[email protected]
#زياد_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|