أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الحاج صالح - انفصال الإخوان المسلمين السوريين عن جبهة الخلاص.. ماذا بعد؟














المزيد.....

انفصال الإخوان المسلمين السوريين عن جبهة الخلاص.. ماذا بعد؟


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما هو متوقع، أعلن الإخوان المسلمون انسحابهم من جبهة الخلاص الوطني، التشكيل السياسي المعارض الذي كانوا أقاموه مع عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري، ومجموعات صغيرة في ربيع عام 2006. في بادرة لافتة، كان الإخوان علقوا معارضتهم للنظام في مطلع العام الحالي، على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة. التسويغ الذي قدمته الجماعة المحظورة والملاحقة في سورية يحيل إلى "توفير كلّ الجهود للمعركة الأساسية" في غزة. ولقد بدا واضحا بعد قرار التعليق أن العدوان على غزة ذريعة لإعادة تموضع سياسية وإيديولوجية أوسع، تضعهم اقرب إلى الإسلاميين العرب الآخرين (وكانوا معزولين نسبيا بينهم)، وأقرب إلى منطلقاتهم الفكرية الشرعية، وربما تكون مثمرة سياسية فوق ذلك. كان هذا افتراضا رجحناه قبل حين (مقالتي: "الإخوان المسلمون السوريون وتعليق الناشط المعارض... ماذا بعد؟" "الحياة"، 15/3/2009)، ولم تكد تمض ثلاثة أسابيع حتى تأكد ذلك بقرار الانسحاب من جبهة الخلاص في الرابع من نيسان الجاري.
لا يكاد المرء يقول شيئا جديدا إن ربط بين الباردة الإخوانية ومناخات المصالحة العربية والدولية. سياسة الاستقطاب والمحاور تتراجع في كل مكان، ولا يستطيع أي طرف سياسي متبصر أن لا يأخذ علما بذلك أو يمتنع عن التصرف بمقتضاه. ولعلنا أيضا لا نضيف شيئا بترجيح أن تكون جبهة الخلاص دخلت في نفق يتعذر الخروج منه. هي أصلا تفاهم محض سياسي بين طرفين لا يجمع بينهما جامع غير ظرف بعينه أوحى لهما أن السياسي المحض يكفي. لم يعد كافيا، إن كان كافيا وقتها. وفي بيان انسحابهم من الجبهة قال الإخوان إن "عقدُ الجبهة انفرط عملياً، وأصبحَتْ - بوضعها الحاليّ - عاجزةً عن النهوضِ بمتطلّباتِ المشروعِ الوطنيّ، والوفاءِ بمستلزماته". الأطراف الباقية في جبهة الخلاص ليس لها قضية ولا سند اجتماعي.
على أن السؤال الأهم يتصل بما إذا كان الإخوان حصلوا على وعود ما من النظام بتفاعل إيجابي مع مبادرتهم إن انسحبوا من جبهة الخلاص بعد أن كانوا جمدوا معارضتهم له؟ يصعب ألا يكون الأمر كذلك. ولا يعقل أن يبادر الإخوان مرتين خلال ثلاثة أشهر دون وعود من أي نوع. هذا بصرف النظر عما إذا كانت وعودا محددة ومباشرة من الجهات المقررة في الحكم السوري، وعما إذا كانت ستتمخض عن شيء ملموس فعلا، وعما إذا لم تكن ضربا من الخداع السياسي. نخمن (دون سند من معلومات يركن إليها للأسف) أنه التقت إشارات إيجابية من نوع ما تلقاها الإخوان من طرف النظام أو وسطاء بينهم وبينه، مع مناخات إقليمية ودولية أقل تشنجا، ومع شعور إخواني بأن جبهة الخلاص أمست عبئا فكريا وأخلاقيا عليهم. فإن نالوا شيئا ملموسا من طرف النظام فازوا، وإن لم يحظوا بشيء لم يخسروا.
لكن هل يحتمل بالفعل أن هناك صلات خفية بينهم والنظام، وأن نشهد خلال أسابيع أو شهورا تغيرا مهما في علاقة "تناحرية" عمرها 30 عاما بين الطرفين؟ إن جرى مثل ذلك فسيكون طفرة ثورية، تتفوق أهميتها الاجتماعية والسيكولوجية والإنسانية على أهميتها السياسية. من جهة هي خطوة مرغوبة نحو تطبيع العلاقات داخل المجتمع السوري بين "أمتين"، تتماهى إحداهما بصورة ما مع "الدين" (لا تتطابق مع الإخوان سياسيا بالضرورة) والأخرى مع "الدولة" (دون أن يعني ذلك أنها موالية للنظام حتما). وعلى المستوى السيكولوجي من شأن تسوية سياسية للصراع الإخواني الحكومي أن تضفي روحا من الاعتدال على المناخات العامة في البلد، فتجرد متطرفين أمنيين وإيديولوجيين من فرص تغذية الريبة والعداوة حيال "الخطر الإسلامي" ونياته ومشاريعه الخفية. وإنما من هذا الباب نتشكك في إمكانية مصالحة تامة بين الطرفين. فهي تنزع من أيدي متطرفي "أمة الدولة" فزاعة مثلى لطالما توسلوها لتسويغ تشددهم ولتوحيد معسكرهم.
وفي المقام الإنساني ثمة صفحة يتعين أن تطوى ببادرة رمزية عامة من الطرفين، حتى لو تعذر معالجة كل حالة من حالات تقدر بالألوف بصورة مرضية.
والغرض أن نقول إن القيمة الرمزية والنفسية والاجتماعية لتصالح ما نوع ما بين النظام والإخوان تفوق أية اعتبارات سياسية مباشرة. ما ترتب على صراع انطوت صفحاته الدموية قبل أكثر من ربع قرن يتجاوز ما ألحقه الإخوان بالنظام وما ألحقه هذا بأولئك إلى ما لحق بالبنية الاجتماعية والثقافية والنفسية للمجتمع السوري من تباعد وأزمة ثقة وانقسام وطني عميق.
والحال إنه ما إن نفكر بالأمر من هذا الزاوية حتى يبدو لنا أنه حتى التصالح بين الطرفين لا يكفي على أهميته. سنتناول الأمر في مقالة مستقلة، لكن نقول منذ الآن ما لا يدرك كله لا يترك جُلُّه.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد الأصولية
- ليس الدولة أن تفهم غير لغة القوة
- بصدد التبعات الاجتماعية والسياسية المحتملة لتحرير الاقتصاد ف ...
- الثقافة العربية وغياب الموضوع
- في أربعين صالح بشير.. المثقف المنفصل
- نظام عربي أكثر تكافلا، علاقات عربية أقل -أخوية-
- بصدد النقاش حول تعليق الإخوان المسلمين السوريين نشاطهم المعا ...
- في شأن سورية وأكرادها و..المستقبل
- -رابحا على طول الخط-.. رحل فارس مراد
- هل يصبو الإنسان إلى الحرية؟
- الإخوان المسلمون السوريون وتعليق النشاط المعارض.. ماذا بعد؟
- أصول ثقافية للعسر السياسي العربي
- سورية موضوعا مستقلا للمعرفة!
- في شأن -الأخلاق الموضوعية- لمقاومة الطائفية
- الرحيل الأخير لصالح بشير
- أربعة وجوه للمسألة الغربية
- نقد مفهوم التقدم كشرط لبلورة نقد تقدمي
- مضاربة، مضاربة، مضاربة
- بصدد بعض أصول هشاشتنا النفسية ضد الوطنية القبلية
- ثقافة الحرب الأهلية ومثقفوها


المزيد.....




- روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات ا ...
- -الاتفاق أفضل-.. ترامب يعلن عن محادثات مهمة مع إيران حول برن ...
- لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
- طهران تعلن عن موعد الانطلاق لمحادثات -غير مباشرة- مع واشنطن ...
- Ph?c m?n ???ng 789club – T?a game c?c hot dành cho bet th?
- Ng? long sicbo 3D 789club – Tr?i nghi?m c? c??c m?i l? và th ...
- مشاركة عزاء للرفيق ثائر تيم بوفاة خاله
- الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وإيران لا تنص على تباد ...
- -يديعوت أحرنوت-: تراجع أعداد المليونيرات في إسرائيل.. 1700 م ...
- الإعلام الروسي يكشف تفاصيل عن حياة ماهر الشرع في روسيا (صورة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الحاج صالح - انفصال الإخوان المسلمين السوريين عن جبهة الخلاص.. ماذا بعد؟