أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الناصر - اسلمة السرقة














المزيد.....

اسلمة السرقة


حسن الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 04:13
المحور: كتابات ساخرة
    


قد يصاب المرء بالدهشة وهو يرى ويسمع الهدر بالمال العام والرواتب الهائلة التي يتقاضاها أعضاء المؤسستين التنفيذية والتشريعية بدون جهد ملحوظ او عطاء مجزي يستحق هذه الرواتب كون الأجر على قدر المشقة مثل ما يقره العرف.

والذي يحزنني هي حالة التلون لبعض الساسة الذين رفعوا شعار التغيير على النظام السابق ونظّروا وكتبوا المقالات لكن حينما نزو على مقاعد السلطة أصابهم ما أصاب من سبقهم من ثراء فاحش وحمى الاستحواذ على المغانم و تركوا لأبناء شعبهم المغارم ولا يخزهم إن شريحة من الشعب مازالت تعتاش على القمامة , هذا الشعب الذي شرفهم في هذه المناصب بعد أن كانوا صعاليك يتسولون الضمان الاجتماعي في ديار المهجر . وتفاقمت لدى البعض من هؤلاء رغبة ملحة في البقاء في السلطة لما تمنحه لهم من امتيازات مادية ومعنوية وبالأخص في مجتمعاتنا الشرق أوسطية ومنها ما يتجلى بشكل واضح في العراق.إننا لا نرغب للمسؤول ان يعيش بمستوى غير لائق لكن ليس بهذا الإسراف , فالحديث يثير الشجن اذ نسمع ان بعض الساسة يتقاضى راتب شهري يصل الى خمسين ألف دولار والبعض يتقاضى راتبين وأكثر ومن جهات ومؤسسات حكومية شتى مخالفاً بذلك جميع النظم والتعليمات بهذا الخصوص ...واتسائل لم نحن كشعب بهذا المستوى من الضعة والخنوع لنرضى هذا الامتهان , وكأننا نستعذب الحرمان ونتلذذ العوز والفاقة .

وهل يحق لنا ان نقارن لم المتصدين للسلطة الآن وجلهم من التيارات الاسلاموية من كلا المذهبين أسرفوا في سرقة المال العام وهم من المتقولين بعشق الزهد والحياة الاخرة , هل هي شعارات براقة يدجلون بها على البسطاء من ابناء هذا الشعب البائس , ام ان بريق السلطة يعمي الأبصار ويصم الأذان . فالذي اشتهر عن بعض (المتقين) وأصحاب اللحى من امتلاكهم لملايين الدولارات خلال هذه البرهة الزمنية القصيرة وتأمينها خارج العراق تمهيداً للحاق بها بعد ان تنتهي وليمتهم داخل العراق حتى ان الأستاذ حسن العلوي أجرى مقارنة طريفة بخصوص هذا الموضوع حين قال بان ما سرقه المسؤول العراقي خلال هذه الخمس سنوات المنصرمة هي اكبر بكثير مما يسرقه وزير خليجي طيلة خمس وعشرين سنة .

نحن فعلا شعب لا يستحق الحياة ان لم نتمكن من إعادة حقوقنا ومحاسبة كل مسؤول أثرى من المال العام حتى ولو احتمى بتشريع قانوني سمج وضع لتمرير سياسات السراق وهم كثر بحيث أصبح العراق من الدول المتقدمة ليس بالتكنولوجيا او مستوى الخدمات والرفاهية الاجتماعية ولكن بمستوى الفساد الاداري . ان المتصدين للسلطة الآن هم عراقيون وليسوا من المريخ وكان اغلبهم يعيش في بلدان متحضرة وأسس النزاهة راسخة فيها كعرف اجتماعي وإداري واضح الملامح لكنهم لم يستوعبوا دروس الحضارة الأول وهي احترام القوانين وتقديس العمل والنزاهة .

والأغرب من كل ما ورد أعلاه سكوت جميع الحوزات الدينية الناطقة والصامتة والممهدة ..الخ عن هذه الفحشاء الظاهرة والواضحة المعالم وعن سراق طعام الجياع وآمال المحرومين الذين ما تبوؤ مقاعدهم الا بتزكية هذه المراجع ...لكن :



لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي



#حسن_الناصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقالة الامن الوطني بين الوزارة والمستشارية
- يهود العراق والحقوق المهضومة


المزيد.....




- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الناصر - اسلمة السرقة