أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام كوبع العتيبي - رسالة في الله وفي الانسان.. هكذا هو اسبينوزا - 2














المزيد.....

رسالة في الله وفي الانسان.. هكذا هو اسبينوزا - 2


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 802 - 2004 / 4 / 12 - 10:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أفرد اسبينوزا الجزء الأول من كتاب ( علم الأخلاق ) للحديث عن الله ؛ ذاته وصفاته وتجلياته وعما يتصل بهذا كله في الأنسان والعالم ؛ وأستهل هذا الجزء ؛ كما استهل غيره من الأجزاء الأخرى بطائفة من الحدود أو التعريفات والبديهيات والمسلمات التي قدمها بسبيل البرهنة عليها وكل أولئك قوام للأسلوب الهندسي الذي ساد الكتاب كله ؛ على نحو ما سبق الاشارة الى ذلك آنفا .
ولعل أهم الحدود أو التعريفات التي في مستهل هذا الجزء ؛ هو هذا التعريف الذي له خطره في تاريخ الفلسفة الحديثة بصفة عامة . وفي فلسفة اسبينوزا بصفة خاصة ؛ وفي ميتافيزيقياه بصفة أخص ؛ وأعني به تعريف الجوهر الذي يحدده اسبينوزا بقوله : ( أعني بالجوهر هذا الذي يوجد في ذاته ؛ أو بعبارة أخرى هو هذا الذي ليس تصدره مفتقرا الى تصور شيء آخر عنه يجب أن يكون وجوده ) . ثم يتحدث اسبينوزا عن الله باعتباره جوهرا متأحدا ولامتناهيا وضروريا أو واجب الوجود بذاته ؛ كما يتحدث عن الموجودات التي تملأ أرجاء الكون على انها أحوال أو أشكال أو صور أو هيئات لهذا الجوهر ألأوحد أو الله ؛ كما يبرهن على وجود الله باعتباره جوهر واجب الوجود بذاته ؛ ولامتناهيا . في ذاته ومتأحدا مع ذاته ؛ وله عدد لامتناه من الصفات الأمتناهية . وهاهنا يبين اسبينوزا أن اللأ متناهي على أنواع ؛ ؛ كما ان لفظ اللأ متناهي يستعمل في الاصطلاح بمعنى يدل على انه صفة ذاتية للشيء المتصف به تارة ؛ وبمعنى يدل على انه وصف عددي للشيء ؛ وقد تكاثرت أفراده فهي لا متناهية في عددها لافي ذاتها .
أما من حيث تطبيق هذا المعنى الأصطلاحي أو ذاك على الجوهر الذي هو الله عند اسبينوزا ؛ فان الفيلسوف الهولندي يستعمل كما يبدو لفظ اللامتناهي بالمعنيين ؛ اذ للجوهر الألهي عنده صفات لامتناهية في ذاتها ولامتناهية في عددها ؛ الا اننا لانعرف من هذه الصفات التي هي كذلك غير صفتين جوهريتين هما في متناول عقولنا ؛ وهاتان الصفتان الجوهريتان هما الفكر من ناحية والامتداد من ناحية اخرى .
واذا كان ذلك كذلك ؛ فان اسبينوزا يرى ان الله من حيث هو جوهر ؛ فهو مفكر من ناحية ؛ وممتد من ناحية أخرى ؛ وهو وان كان ممتدا الا انه لاجسماني . وعنده ان الله من حيث هو مفكر ؛ فان فكره لامحدود ؛ وأن موضوعه هو الوجود اللا محدود ؛ او الكائن اللا متعين . واذن فليس لله عقل بالمعنى المالوف ؛ ولافهم على الوجه المعروف ؛ لأن الفهم على هذا الوجه ؛ والعقل بذالك المعنى ؛ انما هما اسمان يطلقان على ملكة أو وظيفة من ملكات الفكر الانساني المحدود ووظائفه ؛ وهذا أو ذاك ليس من طبيعة الذات الالهية اللامتناهية في كل شيء بصفة عامة ؛ وفي صفتيهما الجوهريتين وهما الفكر والامتداد المطلقان عن كل حد او قيد أو تعين بصفة خاصة ؛ ومثل هذا يقوله اسبينوزا عن الارادة : فكما ان الله ليس له عقل أو فهم بالمعنى الانساني المعروف أو المألوف ؛ فهو ليس له ارادة أيضا بهذا المعنى أو ذاك ؛ لأن الله ليس له موضوع محدود أو معين تتعلق به ارادة مقيدة بهذا الموضوع المحدود المعين .واذا كان الله في ذاته ؛ وهو الطبيعية الطابعة كما يسميها اسبينوزا ؛ ليس له عقل ولا ارادة ؛ الا أن الأمر ليس كذلك فيما يتعلق بالله منظورا اليه في سياق النظام الضروري لطبيعته ؛ وهذا يعني بعبارة أخرى ان الفكر بالفعل والشعور ليس لهما مكان الا من خلال الفيض الضروري لصفات الله ؛ أو يعني بعبارة أوضح ان الطبيعة الطابعة هي العالم أو الله باعتباره جوهرا أو مبدأ بخلاف الطبيعة المطبوعة هي جملة الأحوال أو الأشكال أو الصور أو الهيئات التي للجوهر .
واسبينوازا الذي يعد الفكر والامتداد صفتين جوهريتين لذات الله ؛ ينظر كذلك الى الحرية على أنها عين ذات الله ؛ أو عين فعاليته اللامتناهية وفقا لقوانين ضرورية ؛ ولاينظر الى الحرية على انها صفة من صفات الله ؛ اذ الحرية عنده هي ان يفعل الكائن بمقتضى قوانين طبيعته الذاتية وحدها ؛ وذلك على الوجه الذي نتبينه معه في تعريفه للحرية حيث يقول : ( يقال لهذا الشيء انه حر اذا كان موجودا بحكم الضرورة النابعة من محض طبيعته ؛ وكانت ذاته وحدها هي التي تسيره في أفعاله . ويقال لهذا الشيء انه ضروري أو مضطر مجبر اذا كان شيء آخر هو الذي يسيره في وجوده وأفعاله ؛ وذلك بنسبة ثابتة وشرط معين ). وكأن اسبينوزا في فهمه للحرية على هذا الوجه ؛ يربط الله والانسان بروابط الضرورة ؛ كما يرى أن كل مايفعله الله انما يصدر عن طبيعته وضرورة على هذا الوجه الذي هو عليه ؛ وذلك على نحو ماهو في المثلث اذ يقال عنه ان جملة زواياه مساوية لزاويتين قائمتين ؛ فان المساواة بين جملة زوايا المثبث وبين الزاويتين القائمتين انما تنشأ من طبيعة المثلث ؛ ومن هنا لايمكن ان يكون كل مافي العالم على وجه آخر ؛ ولا على نظام آخر ؛ لأن كل شيء قد عينته وحددته الطبيعة الالهية ؛ سواء في الانسان أو في العالم ؛ واذن فالفرق بين الضروري الواجب الوجود بذاته وبين الحادث الممكن الوجود بذاته الواجب الوجود بغيره ؛ ليس له وجود في الحقيقة ؛ وأنما هو آت من جهلنا بماهية الأشياء وبنظامها الكلي .
والعالم الذي يصدر ضرورة عن ذات الله ؛ ينبغي أن يكون له أعلى درجة من درجات الكمال الممكن ؛ على حين ان الله ذاته ينبغي ان يكون له أسمى الدرجات من الكمال المطلق .
فأذا عرفنا كل ماتقدم ؛ فقد انتهينا مع اسبينوزا من الجزء الأول من الكتاب ورسالته ( في الله وفي الأنسان )



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسبينوزا ذلك اليهودي المتشكك
- يس يم يس يم ..مجلس الحكم العراقي ..إلى الوراء در.. خارج العر ...
- ليس ضد الاحتلال ..... بل من أجل صحيفة الحوزة!!
- موسم الهجرة إلى الجنة بقرار مشترك ..!!
- إسقاط شارون وحكومته شرط أساسي لتحقيق السلام
- العنف الفارسي ....خطباء مجرمون !!
- طز في القذافي .... طز في المريخ ... البهلوان المصروع
- شيخ دين سعودي يدعو لعبودية ألأنسان الرق ..الجواري !!
- المواقف العربية من القضية العراقية نفعية وأنانية مطلقة
- الطائر على بساط الريح الايراني دعوة للتخلف وقيادة للقمع ومصا ...
- حركات القذافي البهلوانية …!!!!
- لعنوا الحجاج وأستغفروا له المصالحة مع البعثيين مؤامرة جديدة ...
- حينما يتحول الروزخون الى السياسة ..!!
- فصل الدين عن الدولة هو الخيار الوحيد
- ألأرهاب بأسم الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: إسرائيل أول دولة تتفاوض مع ترامب بشأن الرسوم ا ...
- ترامب يفكك أجهزة الحكومة: العاصفة تهز مركز الأرصاد الجوية
- الخارجية الإيرانية تؤكد أن طهران لم تسع قط لامتلاك أسلحة نوو ...
- حرائق الغابات تستعر في جميع أنحاء نيبال وتهدد القرى والبنى ا ...
- غزة: غارات إسرائيلية جديدة تقتل العشرات بينهم إعلامي وحصيلة ...
- حكومة الوحدة الوطنية تعفي الليبيين في تونس من الغرامات وتصدر ...
- المفوضية الأوروبية تفضل الحوار مع واشنطن لحل رسوم ترامب الجم ...
- ظاهرة جيولوجية غير مسبوقة.. صفيحة أرضية قديمة تبتلع أجزاء من ...
- الداخلية السورية تكشف ملابسات هروب 6 نزلاء من سجن السلمية في ...
- العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في 9 أنهار أوروبية كبرى


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام كوبع العتيبي - رسالة في الله وفي الانسان.. هكذا هو اسبينوزا - 2