ثنائية البطل في تاريخنا السياسي

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 802 - 2004 / 4 / 12 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ان تشكل وتطور الحدث السياسي في تاريخ العراق نتيجة لعوامل يتعلق بنشوء وتطور الحضارة في وادي الرافدين وبناء الدولة المركزية القوية في ظل التداخل والتشباك والتقاطع الديني والقومي والحضاري داخليا مضافا اليه اشكالية العلاقة مع الجوار لم يخلق غير البطل الثنائي على مسرح احداثنا السياسية ومن ثم يجعل من انظمتناوفكرنا السياسي تعاقبا اما لوجه الدكتاتور الذي اتفقنا على تحديد ملامحه ومشتقات اسماءه او لوجه الثورة التي اختلفنا فيه لفائض يساره كما هو الحال مع ثورة الزنج او غدره كما هو الحال مع ثورة الطف وسيد الشهداء ابا عبد الله او عدم اكتماله كما في تموز 1958 .
وما بين الخطاب المنظم للدكتاتور في تاريخنا السياسي وشعارات الثورة التي عملت على تناغم اختلاف اللغة والنبرة، مشترك واحد وان اختلفت الوسائل والادوات والاليات الا وهو خلقها للعامل الاضافي لما هو مشترك بيننا نحن العراقيين ، فصوت الدكتاتور ومشاعة قمعه وحد الطيف العراقي من خلال اضافة مشترك القمع والظلم ومصادرة الحقوق ليصبح مشتركا مضافا لما هو تاريخي وديني واقتصادي ونفسي يجمع العراقيين من خلال وحدة الهدف،اما تاريخ ثوراتنا التي لم تكتمل لتأكل ابناءها فقامت باضافة مشترك اخر الا وهو اصطفاف الطيف العراقي خلف الشعار المرحلي والاتفاق على مقاومة القمع المتفق على ازاحته .
وبعد سقوط الصنم في 9 نيسان وبفعل عامل خارجي وعدم اتفاق عناصر ومفردات الثورة على المرحلة وطريقة التعامل معها وفي ظل غياب مؤسسات المجتمع المدني والارث التاريخي للديموقراطية ومؤسساتها السياسية تراجع العامل المضاف للمشترك مما جعل العوامل التاريخية والدينية والايديولوجية تبرز بقوة للحفاظ على توحد شعاراتنا وخطابنا المرحلى بل ان البعض بدأ باستخدام تلك العوامل لاقصاء الاخر بحجة التوحد وان كان بادوات كانت تحاربها الى الامس القريب.
ان العامل الاضافي للمشترك العراقي بغياب الخطاب الديموقراطي يبقى يدور في حلقة المؤجل والقابل للانفجار ، فنحن بحاجة الى مشترك يجمعنا بملامحنا الانسانية ويحمي خصائصنا القومية والدينية والثقافية ولن يكون هذا بصوت الدكتاتور الذي انتهى لشدة وقوة ترديده ل( الانا ) ، ولا بالثورة التي لم تكتمل رغم قوة ال (نحن ) فيه ، بل سيجمعنا صوت الديموقراطية الذي يغني( للاخر) ويقبل به

دانا جلال / استوكهولم

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات