سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 09:56
المحور:
الادب والفن
المدبغة
سُلَّمٌ ضيِّقٌ ، وحديدٌ ، سيأخذكَ ...
السلَّمُ الضيّقُ ، الحلَزونُ ، سيبدأُ من آخرِ المخزنِ .
السترةُ الجِلْدُ ، ثَمَّتَ ، والشايُ أخضرَ ،
تلك الحقائبُ مفتوحةٌ ، كفِخاخٍ ، ستسقطُ فيها عجائزُ برلينَ ...
والشمسُ غائبةٌ أبداً
( ربما تحرقُ الجِلْدَ )
يأخذكَ السُلَّمُ الضيّقُ ، الحلَزونُ ، إلى السطحِ :
من ههنا تُبصرُ المدبغةْ :
شمسُ إفريقيا تتمهّلُ ، حتى تغورَ عميقاً بتلك القدورِ الـمُـدوَّرةِ .
الماءُ يفقدُ ما هو للماءِ .
للماءِ رائحةٌ كالمجاري التي في الحميمِ
وللماءِ لونٌ ،
وللماءِ طعْمُ الرصاصِ .
الرجالُ يدورونَ بين القدورِ ، عُراةً إلى النصفِ .
كانت جُلودُ جِمالٍ على السطحِ تَنشَفُ
كان قطيعٌ من الماعزِ الـغِــرِّ ينزعُ أثوابَه قربَ ثورٍ بلا جثّةٍ
أتُرى دخلتْ في القدورِ خيولٌ من الأطلسِ ؟
الشمسُ باردةٌ
شمسُ إفريقيا تتمهّلُ كي تُنضِجَ الجِلْدَ
كي تتفادى سكاكينَــنــا بالغياب ...
لندن 30.03.2009
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟