|
قرأة في احاديث المدينة الجزء الثاني /للشاعر هاشم القريشي
عبد الرحيم العمري
الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 04:25
المحور:
الادب والفن
رسم الشاعر هاشم القريشي في احاديث المدينة الجزء الثاني الصورة الحقيقية للابن الوفي والعاشق المرهف الحس والمولع في كل مايربطه بماضيه وحنينه الى موطنه الاول وخصوصا مدينة (بعقوبة ) اني ارى الشاعر محقا في ذلك العشق لمدينة مثل (بعقوبة)التي تمتاز بااللون الذهبي لكثرة اشجار البرتقال فيها وهنا لا يلام الشاعر على ذلك بل يحسد عليه لانه ابن هذه المدينة خاض القريشي رحلة طويلة في حله وترحاله متنقلا بين المدن العراقية والعربية واكثرها بلاد الشام حيث اراد الشاعر ان يرسم صورة جميلة لتلك الرحلة باالرغم من المعاناة التي مر بها وهي معاناة كل رحالة ومهاجر حتى الطيور عندما تهاجر تجد بعض المتاعب في رحلتها رغم تعودها على الهجرة الفصلية وارى ان الشاعر استطاع ان يوكر على عشه الصحيح عندما تغزل في قصيدته (فاتنات الشام) والذي غاص في اعماق الوصف الجريئ لذلك الصدر المنتصب النهدين كانتصاب الافعى الشامخة للانقضاض على صيدها اجد ان الشاعر القريشي قد عبر عن حالة ربما يكون قد كان فيها صيدا لتلك الافعى اعانه الله جمع القريشي في هذا الجزء صورة لما يدور في خياله الواسع محاولا خلط الحاضر الذي يعيشه في المجتمع الاوربي مع صورة الماضي التي مازال يحتفظ بها ويحن اليها وربما لم يتمكن الفلات منها حافظ في كتاباته على موروثه العراقي عندما تذكر صوت القبنجي والغزالي في قصيدته (حي المنصور) اختار الشاعر الاسلوب السهل والكلمة المفهومة في قصائده متحررا من قيود القافيه والوزن ومحافظ على الصورة ا لشعرية الجميلة لكن في بعض الاحيان وجدت ان الشاعر قد ابتعد عن النص الشعري وكان اقرب الى النص النثري وكان واضحا في قصيدة (النظارات) باالرغم من احتفاضه باالصورة الوصفية الجميلة وهذا ما يميز الشاعر بدأ الشاعر قصيدته باالتساؤلات مما جعل النص ينحى منحى اخر وهو اسلوب الحوار الذي قد ينفع في النصوص المسرحية بينما اجد الشاعر في قصيدة (خناجر الفجر) ان الشاعر هذه المرة عاد ثائرا على ذاته يصارع النفس التي وصفها الله ب(اللوامة)صارع ذاته بين الحيرة والندم عندما اراد هجر حبيبته (زوجته)عندما تركها نائمة ولو كان ذلك هجرا ربما لاعودة فيه خاض الصراع الاصعب وهو مايطلق عليه علماء النفس الصراع مع (الانا الادنى)(الضمير) لم يبتعد الشاعر كثيرا عن عاصمته الحبيبة (بغداد)ملهمة الشعر والادب والفن عندما حاول ان يزور احيائها خجلا في قصيدة (حي المنصور)كذلك شارك ابنائها فرحتهم في يوم العرس العراقي عند قيام الجمهورية عام 1958 والذي عاصر احداثها الشاعر ووصف ذلك في قصيدته (جسر الائمة) لقد صاغ الشاعر قلادة الفرح العراقي ولكن فاته ان يزيدها جمالا (بهوسات واهازيج )ابناء الجنوب التي تعتبر كاالملح للطعام وبدون الملح لا لذة للطعام تخوف الشاعر كثيرا من تقدم السن وهذا امر طبيعي لدى اي شخص منا ولكن عند الشاعر كان الخوف واضحا في قصيدة (زحف الصحراء)عندما وصف ذلك بتقدم الصحراء نحو المروج الخضراء ولكن سرعان مايعود الامل باالشاعر وهذه اجمل صفاته عندما عاد واثقا في قصيدة (احساس القلب) وجعل تلك المرأة التي اعتاد الشعراء ان يكنوا لها الولاء والطاعة ليكسبوا قلبها ان تعيش على امل اللقاء به جعلها تنام باكية مغرقة وسادتها باالدمع وفي الصباح تنهض راكعة امام صورته وجدته مكابرا متفائلا خلع الصفة الملازمة للشعر العراقي وهي الحزن بدلها في الامل وحب الحياة ووجدت الشاعر حائرا عندما ركب الامواج في قصيدة (قوارير القلب )باحثا عن الشيئ المفقود من خلال تلك الرحلة البحرية التي رافقته النوارس محلقة في سمائه كان ذلك في مطلعها ابتعدا عبثا عن صورة القصيدة عندما ايقظ الاموات من قبورهم في النجف واخرجهم ليتضاهروا على ارتفاع الاسعار وانقطاع التيار الكهربائي لقد اقحم الشاعر هذا المقطع عنوة في تلك القصيدة فبان واضحا بانه دخيلا على تلك القصيدة يمتلك الشاعرصورة شعرية جميلة مطعمة بعبق المفردات السهلة المفهومة محاولا دوما ان يفلت من قيود الشعر المعروفة الذي يرى البعض ان القصيدة لاتتكون الا على هذه الاسس لقد اثبت القريشي ان الشعر هو تعبيرعن صورة جمالية للاحساس لا مجرد كلمات وضوابط لقد عرفت الشاعر منذ فترة قصيرة في بلاد الغربة الذي سبقني اليها ولكن سرعان ماانشددت له رغم فارق السن لاني وجدت فيه انساننا وشاعرا مرهف الحس محمل باالامل الذي لاينقطع متفائلا يحب الحياة عطوف ذو روح شفافة عالية يحاول دوما ان يمسح احزانه واحزان من حوله بوردة فواحة من ورود حدائقه العامرة باالامل المتجدد دوما
#عبد_الرحيم_العمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارهاب البرلماني/في العراق
-
رئاسة البرلمان العراقي /أتفاقات وأنشقاقات
-
هل يخلع المالكي جلباب ابيه
-
دعوة البصري بين الجد والهزل
-
ماذا نريد سلطة القانون ام قانون السلطة
-
مجالس الميريندا
-
الداخلية والمهنية في العمل
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|