أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب العمال التونسي - الأنظمة العربية : الدكتاتورية والعمالة














المزيد.....

الأنظمة العربية : الدكتاتورية والعمالة


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 801 - 2004 / 4 / 11 - 06:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطماع واشنطن في المنطقة العربية ليست لها حدود. فبعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق وسقوط القذافي برمي المنديل والتنازلات غير المشروطة التي قدمها النظام السوري تنفيذا لتوصيات البيت الأبيض، وبعد تهافت بقية الأنظمة العربية على إعلان الولاء وإبداء الاستعداد لتقديم مزيد الخدمات لعصابة بوش، ازدادت شهية هذه العصابة لمزيد ابتزاز هذه الأنظمة خدمة لمصالحها ولمصالح الكيان الصهيوني.

والأنظمة العربية التي طالما خدمت أسيادها الامبرياليين الأمريكيين وقدمت لهم التسهيلات وساعدتهم ماديا وعسكريا في مشروعهم الهيمني على المنطقة العربية، وجدت نفسها اليوم مستهدفة من طرف هؤلاء الأسياد. والامبريالية الأمريكية تدرك جيدا مدى هشاشة هذه الأنظمة التي لا تستمد قوتها من شرعية شعبية بل من قوة الآلة القمعية التي تقف حاجزا أمام كل تغيير وتقمع كل من تحدثه نفسه بالتطاول وتغرق كل تحرك شعبي في الدم. والإدارة الأمريكية تدرك أيضا مدى الكره الذي تكنه الشعوب العربية لأنظمتها التي حرمتها من أبسط حقوقها. لذلك فإن عصابة بوش عندما "تتحرش" بهذه الأنظمة فهي لا تتوقع أن تتحرك شعوبها لحمايتها.

إن أخشى ما تخشاه الأنظمة العربية هو فقدانها لكراسيها. وهي في سبيل الحفاظ على هذه الكراسي مستعدة لبيع الوطن لبوش وبالمقابل فهي مستعدة أيضا لارتكاب أبشع المجازر في حق شعوبها. وهذا ما يفسر التحركات التي دبت في صفوف هذه الأنظمة عندما عبّرت الإدارة الأمريكية عن رغبتتها في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وتربوية على أنظمة المنطقة العربية في إطار مشروع أطلقت عليه اسم "الشرق الأوسط الكبير". فالحديث عن "إصلاحات" يُرعب الأنظمة العربية حتى وإن كان جزئيا. لأن ذلك من شأنه تحريك البرك الراكدة وإطلاق الألسنة المربوطة وفتح الأفواه المكبلة والنبش في الملفات الحساسة التي طالما قبرتها هذه الأنظمة مثل الفساد ونهب الثروات العامة والاستيلاء على المال العام، ومثل عمليات القتل والاغتيالات والتعذيب وإغراق التحركات الشعبية في الدم…

لذلك فإن الأنظمة العربية مستعدة لتقديم كل التنازلات إلا ما يهــدد بقاءها في السلطة. قد تكون عصابة بوش لا ترى مانعا من "التنفيس" قليلا، لكن الأنظمة العربية تدرك جيدا أن فتح ثقب صغير في بالون منتفخ قد يؤدي إلى اتساع هذا الثقب ليتحول إلى تيار يصعب التحكم فيه. وإذا كانت بعض الأنظمة العربية مثل النظام المصري والنظام السعودي، ردّت على "اقتراحات" إدارة بوش، بما اعتادت الرد به، بأنها "ترفض الحلول المسقطة من فوق والتي لا تتماشى مع خصوصياتها"، فإن بعض الأنظمة الأخرى مثل تونس لازمت الصمت. والمعروف أن الأنظمة العربية لا "ترفض الدروس" إلا إذا تعلقت ببعض الإصلاحات السياسية مهما كانت محدودة وشكلية، أما فيما يتعلق برهن البلدان للمصالح الامبريالية عبر تنفيذ إملاءات المؤسسات المالية النهابة فإن هذه الأنظمة لا تقبل الدروس فقط بل تنفذ التعليمات بحذافيرها. نفس الشيء بالنسبة للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتأييد سياسة الامبريالية الأمريكية الهيمنية من خلال دعم ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب".

وفي هذا الإطار بدأت الأنظمة العربية تتحرك في اتجاه اتخاذ موقف موحّد يقضي بضرورة إقناع "صقور البيت الأبيض" بأن مصالحهم تقتضي الحفاظ على النظم العربية الحالية وعدم إدخال أي إصلاحات عليها من شأنها "زعزعتها". وقد بدأ التحضير من الآن لانعقاد "القمة العربية" القادمة في تونس.

وما من شك في أن المصالح المشتركة بين واشنطن وبين أنظمة العمالة والدكتاتورية العربية ستتغلب في النهاية على بعض "الخلافات" لأن لا مصلحة لواشنطن في زعزعة هده الأنظمة لأن ذلك من شأنه أن يفتح الباب أمام "المتطرفين" ليوسعوا دائرة إشعاعهم في صفوف الشعب وقد يتمكنون في هذا البلد أو ذاك من الإطاحة بحلفاء البيت الأبيض.

وبالمقابل فإن القوى الثورية في الوطن العربي عليها توحيد صفوفها واستغلال الأزمة التي تتخبط فيها الامبريالية والمأزق الذي آلت إليه توابعها في المنطقة العربية لتحقيق آمال شعوبها.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون والعائلة
- ضد الرأسمالية، دفاعا عن الاشتراكية
- حول الوضع الدولي الراهن - من أجل جبهة عالمية معادية للامبريا ...
- حول الوضع العام بالبلاد - لنكسر العزلة عن الحركة الاجتماعية ...
- المقرر السياسي للندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية ال ...
- على هامش القمة العربية المزمع عقدها يومي 29 و 30 مارس 2004 ب ...
- القانون الأساسي لحزب العمال الشيوعي التونسي
- بلاغ
- الأدنى الدّيمقراطي لتحالفنا اليوم وغدا- الجزء الثالث - -حركة ...
- الأدنى الدّيمقراطي لتحالفنا اليوم وغدا - الجزء الثاني- في عل ...
- الأدنى الدّيمقراطي لتحالفنا اليوم وغدا - الحزء الاول- النّقـ ...


المزيد.....




- رسوم ترامب الجمركية ستُعلن قريبًا في -يوم التحرير-.. إليكم م ...
- أمريكا تعاقب شبكة متهمة بإرسال أسلحة وحبوب أوكرانية مسروقة ل ...
- روته: دول -الناتو- زوّدت كييف بأسلحة بقيمة تجاوزت الـ20 مليا ...
- الجزائر ـ الكاتب بوعلام صنصال يستأنف الحكم بسجنه خمس سنوات
- مصادر طبية فلسطينية: 63 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غز ...
- مباحثات مصرية أردنية حول جهود القاهرة والدوحة للتهدئة في غزة ...
- الكويت تبدأ أولى جولات قطع الكهرباء في 2025
- إعلام: 50 ألف يمني محرومون من الماء بسبب الغارات الأمريكية
- هوس العناية بالبشرة بين المراهقات.. مخاطر خفية وراء المنتجات ...
- روته: لم نناقش الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب العمال التونسي - الأنظمة العربية : الدكتاتورية والعمالة