أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - معادلات جديدة ... لمرحلة مختلفة















المزيد.....

معادلات جديدة ... لمرحلة مختلفة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصعب وضع اعمار مفترضة للمعادلات الاقليمية ، فهي رهينة تفاعلات دولية ، ومتغيرات داخلية ، وقدرات على التجدد ، وتجنب الوقوع في حالة من التكلس الذي يحد من فرص المناورة .

تسارع الاحداث في المنطقة ، وما يترافق معها من تحركات دولية ، يوحي بانها على مشارف تحولات من النوع الذي ينهي المعادلات الاقليمية القائمة ، ويفتح الافاق امام تشكل معادلات جديدة .

فالمعادلات القائمة لم تعد قادرة على الاستمرار في دور الحلقة المفرغة التي تدور فيها الازمات المستعصية على الحل .

وبعجزها عن القيام بابسط الادوار التي تبرر وجودها ، تخرج هذه المعادلات من زاوية الاشتباك اليومي مع الازمات ، لتصبح عناوين جديدة ، لتأزيم يديم حالة من التوتر .

لكن ملامح نهايات المعادلات الاقليمية لا تكتمل الا بظهور معادلات جديدة الامر الذي لم تعد ملامحه خافية على راصدي التحولات في المنطقة .

الحديث حول معادلات جديدة يقود الى البحث عن اقطاب اقليمية لديها القدرة والاستعداد للاضافة والتأثير في المشهد الاقليمي .

واول ما يتبادر للذهن لدى التوقف عند هذه البديهية التصريحات التي ادلى بها الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال زيارته التاريخية لتركيا .

ففي تلك الزيارة حرص اوباما على توجيه رسائل سياسية من غير الممكن وضعها خارج سياق الدور الاقليمي المقبل لتركيا .

بين هذه الرسائل الاشارة الواضحة الى قوة النموذج السياسي التركي الاقرب الى الدمقرطة والعصرنة .

والواضح ان المقصود من الحديث عن ما انجزته الدولة التركية خلال العقود الماضية اظهار عقم ما وصلت اليه تجارب الحكم الاسلامي المتطرفة من ازمات داخلية واستعداء للآخر كما هو الحال في ايران وافغانستان الطالبانية .

كما حرص الرئيس الاميركي على الاشارة الى العقبات التي تضعها ايران امام عملية السلام من خلال ربطه تسوية القضية الفلسطينية بوقف المشروع النووي الايراني .

وبذلك حدد اوباما بعض مواصفات القطب المؤهل للعب دور اقليمي في المرحلة المقبلة .

الى جانب الاعتدال السياسي الذي تعد تركيا نموذجا له تشتمل مواصفات الاطراف المؤهلة للقيام بدور اقليمي على قدرة التعايش مع النظام العالمي والمساهمة في تجديده حين تقتضي الضرورة .

في هذا السياق تندرج المشاركة السعودية في دورتي تجمع الدول العشرين اللتين عقدتا في واشنطن ولندن للبحث عن سبل الخروج من الازمة المالية العالمية .

فالمشاركة السعودية في القمة التي كان من بين نتائجها ايجاد نظام عالمي جديد على حد وصف رئيس الوزراء البريطاني جوردان براون تعد اعترافا بقدرة الرياض على لعب دور يتجاوز البعد الاقليمي الى العالمي .

ولا شك في ان القوة المالية ابرز عوامل المشاركة السعودية في اجتماعات الدول المتصدية للازمة الاقتصادية العالمية .

لكن الامر لا يخلو من عوامل اخرى كدور الرياض في اطفاء بؤر التوتر الاقليمي والحد من استخدام الدين في تأجيجها .

ويلتقي الجانبان الاسرائيلي والايراني في الضرر من الدور الدولي ذو البعد الاقليمي الذي تضطلع به الرياض .

فلم يتوقف المطلون على صناعة القرار السياسي السعودي عن الحديث حول ضرورة استعادة الحضور الاقليمي العربي لانهاء الاحتلالين الاسرائيلي والايراني للاراضي العربية .

كما يؤكد وصف الرئيس محمود احمدي نجاد لنتائج قمة العشرين بالخاطئة ـ رغم الاشادات التي لقيتها في اوساط المحللين السياسيين ـ على درجة الانزعاج الايراني من المشاركة السعودية .

ويسلط حضور الغياب المصري في قمة الدوحة الضوء على ثالثة اثافي المعادلة الاقليمية المقبلة ، ففي تلك القمة تحول الحديث حول المصالحة العربية الى لعبة لفظية فارغة من اي محتوى ، وكان واضحا ان هدف اللجوء الى تلك اللعبة اخفاء حالة التبعثر العربي في غياب الحاضنة المصرية .

الغياب الفعلي للقضايا ذات القيمة ، وانعدام القرارات الملفتة للنظر ، وطغيان التعبيرات الهلامية على خطاب القمة ارتبط ايضا بامتناع راس الهرم السياسي المصري عن الحضور احتجاجا على الاثار التي تلحقها السياسة القطرية بالعمل العربي المشترك .

هذه الحقيقة لم يستطع المتطاولون على الدور المصري تجاهلها وان اختلفت طرق التعبير عنها .

وجوهر الاعتراف ـ الذي تلتقي عنده التعبيرات المتباينة في وضوحها ـ هو ان العمل العربي المشترك يتحول الى جثة هامدة حين يغيب مركز الثقل الذي تمثله القاهرة .

الا ان هذه الاعترافات لم تصل بعد حد مراجعة العواصم اللاهثة الى لعب ادوار اكبر من احجامها لسياساتها المثيرة للفتن .

مثل هذا التجاهل للحقائق يضيف اعباء جديدة على القاهرة ، وهي تتولى دورها في المعادلة الاقليمية الجديدة ، لا سيما وان هذا الدور يتطلب تغيير نمطية العلاقة بين الدول العربية .

حالة تشكل الخطوط العريضة للمعادلة الاقليمية المقبلة تغري دمشق بمواصلة اللعب على التوازنات .

فهي تتشبث قدر المستطاع بعلاقتها مع طهران رغم ادراكها لطبيعة الدور الايراني في المنطقة .

وتسعى في الوقت ذاته لمزيد من الانفتاح على الرياض والقاهرة وانقرة في محاولة للخروج باكبر مكتسبات سياسية ممكنة وتجنب الاثار التي يمكن ان يخلفها تغير المعادلات الاقليمية .

بهذه الطريقة تستطيع دمشق الافلات من مأزق سياسي هنا ، والالتفاف على اخر هناك ، وتقليص هامش العزلة ، مستفيدة من سلة الاوراق الفلسطينية واللبنانية والعراقية التي في حوزتها .

لكن قدرة النظام السوري على الافلات من المآزق والازمات لا تعني باي حال من الاحوال التحول الى قطب اقليمي فاعل .

ويمكن للمعادلة الاقليمية الجديدة باطرافها الثلاثة التركي والسعودي والمصري تقديم مساهمات فعالة في اطفاء بؤر التوتر .

فهناك قواسم مشتركة تجمعها ، من بينها الرغبة في التوصل الى تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين على اساس خيار الدولتين ، والخلاف مع سياسة التغلغل الايرانية ، والميل نحو علاقات هادئة بين اطراف المجتمع الدولي .

هذه السمات المشتركة تضع المعادلة الجديدة في مواجهة تهديدات الخطرين الاسرائيلي والايراني القادرة على اشاعة المزيد من التوتر وانعدام الاستقرار في المنطقة .

لكن تداخل "الاقليمي والدولي " في قضايا المنطقة واثاره على التطورات المتلاحقة لا يوحي بان لاطراف المعادلة الاقليمية الجديدة وحدها القدرة على تحديد اولويات المرحلة المقبلة .

فالقراءة المتأنية لتصريحات الرئيس باراك اوباما خلال جولته الشرق اوسطية تكشف عن استحواذ الملف الايراني على تفكير صانع القرار الاميركي .

ويحاول الائتلاف الاسرائيلي الحاكم الذي التقط هذه الحقيقة في وقت مبكر استثمارها الى اقصى الحدود لتعويم خلافه مع الادارة الاميركية حول تسوية القضية الفلسطينية .

امام هذه المعطيات تتسع احتمالات التصعيد الدولي والاقليمي ضد السياسة الايرانية بتشعباتها التي تشمل النزوع نحو التوسع والعبث باستقرار دول المنطقة والمشروع النووي .

حضور هذه الاحتمالات يملي على اطراف المعادلة الاقليمية الجديدة استحقاقات تحديد دورها في المواجهة المقبلة بين واشنطن وطهران .

وعلى ضوء هذا الدور ستتحدد المكاسب والخسائر التي يمكن ان تحققها هذه الاطراف .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم الهجرة الى واشنطن
- قمة -العوالم- العربية
- مصالحات الوقت الضائع
- بوابة السلام الاقتصادي
- تسونامي الغموض الاميركي
- قبل اطلاق رصاصة الرحمة على خيار الدولتين
- سلام مشوه ... وازمات برسم التصدير
- ايران تخطف القطار الفلسطيني
- ازمة الخيارات الفلسطينية مع تلاشي حل الدولتين
- ضيق الخيال الايراني
- في نهج الاقصاء الحمساوي
- افق عربي ... لعراق مختلف
- حول صورة العربي في فضائية العالم
- ازمات المركز ...ومأزق الاطراف
- قلة الاستيعاب في صحافة الاعراب
- عار الصحافة العربية
- حماس تواجه الواقع باختزال التاريخ
- ديمقراطية الامعاء الخاوية
- خطاب -التخريف- السياسي
- علمانيون برسم الاسلمة


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - معادلات جديدة ... لمرحلة مختلفة