أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - صرحت بما نهمس , فعذبوني ...














المزيد.....


صرحت بما نهمس , فعذبوني ...


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


في الليل و وراء قضبان النافدة المطلة على الخارج , و التي تعلونا بأمتار. هناك أصوات افتقدناها نحن المعتقلين. زمزمة الرعد, نهيق الحمار, زغاريد النساء في المناسبات و ضجيج الشوارع .
بينما مللنا أخرى كنباح الكلاب وصراخ حراس السجن , أصوات المصابين بدنف ما . و أنافت الملل , قطرات يبصقها الصنبور الصدئ بوثيرة متتابعة في المرحاض المتمركز على الركن الأيسر للزنزانة , ذو الباب الخشبي الأحمر, و الذي صارت رائحته النتنة , ميزة يعرف بها . .
المكان الوحيد الذي تجد فيه نفسك بينما أنت مضفدع تعصر أمعائك من طعام المعتقل المر. تفكر في المناخ النقي العذب و الطعام اللذيذ المتنوع و الحرية التي لن يمنعك منها أحد .
الزنزانة المقسمة إلى ثلاثة صفوف , كل صف من عشرة معتقلين يقيمون في مساحة لا تتعدى خمس أمتار مربعة . تلتصق بها الأجسام بعضها ببعض , وتفوح منها رائحة العرق .
أغلب الوجوه ميتة المعالم ...
الصورة من الشبرين اللذان يحتوياني , مثيرة جدا . الزنزانة كمقطع من مقبرة مهبوشة , الموت ممزوج بالحياة و الحرية طيف يجوب العقول و المكان .
فالمستقبل مبهم غامض . غد مقرر بأجل , حكم بجرة قلم مستبد . الإفراج سراب على ذاكرة المعتقلين , اللذين مازال الأمل بداخلهم يفرض الانتظار. وهم لذلك مستمرون ... و من داخل القضبان التي ينبعث منها الحقد, ندب الصرخة الأولى , شرارات الجنون . و نحيب الفراق غير المرغوب ...
ربما تولدت هده الرؤى , ساعات فقط . بعد أن فتح عيناه ... بينما نلتف حول جسده المنهك , حين صار يدقق في الوجوه التي تطل عليه , وهو ممدد على أرض الزنزانة الباردة , رغم البطانيات التي تكسوها .
حملق في الوجوه المتسائلة , التي رسمت تعابير اختلفت من الصديق إلى العميل. فتح فمه الذي مازالت الجلطة التي أحدثتها الكدمات واضحة على شفتيه . واستنشق غصبا بعض الهواء المتعفن من تلك الزنزانة, بينما أحد المعتقلين يمسح بمنديل العرق عن جبينه . في محاولة للنشر الطمأنينة والأمان , في روح عمار المنهارة .
سأله أحدهم :
ماذا فعلوا لك _
نظر إليه عمار , وقال بصوت خافت بالكاد سمع :
صرحت بما نهمس ... فعذبوني ..._
تبادل من حوله النظرات , فقد عرفوا مصيرهم . و طمس ما قال , فكرة الحرية و القانون البشري . ولابد من تأدية فريضة المبدأ في المعتقل .
لكن , و كما نهمس ... فالتعذيب له حدين , حد يستبد بالمعتقلين . وحد يستنسخ داخلهم , آلاف المتمردين الثوار ..
فلا الموت يوقفهم
و لا النسيان يحضنهم
لذا يذكر التاريخ أنهم ولدوا , و ماتوا أحرار ...



لأجل الذين يصرخون بالحرية من داخل المعتقلات


علاء كعيد حسب
شاعر و قصاص



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - صرحت بما نهمس , فعذبوني ...