أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - جدل الخبرات وشروط التمكين ..(3)














المزيد.....

جدل الخبرات وشروط التمكين ..(3)


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 11:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد تجد نفسك في محك اختبار في بعض المشكلات أو تحيط بك بعض المغريات .. بعد قرارك .. بكشف منك تجد فارق اللعبة مع الوقت والنفس والكون .. وأيضا الشهوات .. على اختلافها ولربما ابسطها المأكل والمشرب .. والعادات السابقة المتمكنة منك .. تجدها في حالة من توتر جديد .. الجمود الفكري مثلا البلادة الحسية أو عادات سلوكية تساعدك الإرادة الجديدة وكشف مبررات السلوك الحقيقية على أن تتجاوز عبوديتها لك .. ومن ثم محاصرتها .. بشروط جديدة .. أو لربما .. لقد بدأت تقرأ الذات بباطنها في حالات الفعل في القهر والحرية .. وهذا يعطيك قوة أكبر في الاختيار .. كلما كنت حرا في حركتك .. كلما كان اختيارك أفضل .. لقد قرأت الكثير من المشاكل .. وهذا ما كان يمنحني فرصة للكشف عن مسبباتها وعللها .. وأيضا شعوري بالعجز عن كشف بعضها أشعرني بعدم صواب الرؤية أو عدم تبصر الحقائق على علاتها كما يجب .. فأدركت تفاوت النفسيات وأيضا تفاوت الوعي ومحتوى الشعور لدى الأفراد .
أذكر جيدا ذلك الصديق الذي بدأ معي الفكرة .. كانت له مشارب عدة ولربما كان أكثر قهرا وعبودية في كثير من الأمور .. عندما قرر من حيث لا يدري .. أن يختار غير ما اعتاد اختياره .. وجد قوة جديدة .. تسعفه في أن يمارس هذا الامتناع .. ولربما كان هناك من الألم ما يكفي .. ولكنه الم مدرك الإحساس به بجدية .. ومعروف الغاية منه .. اختار الألم وكنت استغرب لحالته هذه .. وكأنه دخل طور تعذيب الذات .. ولكن بعد مرور علمت ضرورة الدخول بوعي من الفرد حالة قهر النفس ومن ثم الشعور بالألم وسوف يتبين للقارئ ضرورة هذه المرحلة فيما بعد.. وهي مرحلة ضرورية لمنح القوة .. عادة الإنسان يهرب من الألم النفسي والجسدي .. فكيف له أن يمارس هذا الألم بمحض إرادته .. وكان السر في هذا تحرير العقل والنفس من شروط راحتها وشعورها بالسعادة والرضا .. تخطيا لمرحلة العادة .. والاعتياد .. لخلق مساحة من إرادة جديدة بأسباب ومسببات أنت تخلق شروطها كما تريد وتهدف .. تمر حالات الألم كما سجلتها وهي عادة لا تتحدد بكلام أو تصور واحد .. فلكل حالة وضعها وأيضا تطورها ومتطلباتها .. وأنا هنا أفعل ما استطيع فعله من تصور تجريدي لما مر .. وتبقى التجارب قيد حالاتها الخاصة بها .. بعد تخطية الألم الاختياري والطوعي قد تنتاب الفرد حالة من التمرد على النفس .. ومحاولة الانفلات منها وهذا يأتي خاصة في لحظات المعاناة ولكن بعدما يتجاوزها يشعر بلذة مفارقة لما كان يشعر به .. وتحققا جميلا يتخلله شعور بالرضا بأكثر مما كان يشعر به .. كل هذا ما هو إلا مقدمات تحضير لنفس بشرية جديدة يتم ترويضها ..أو يتم تحضيرها بشروط جديدة .. لتحقق رشدها ومكنونات فعلها الحقيقي .. الأنا الحقيقية .. الفعلية الحرة .. وهي التي سوف تبدأ شعورها بنفسها عبر آليات التغيير والتحقق من العالم الخارجي ومن نفسها .. لذا تجد نفسك مضطرا لوضعها في عوالم مختلفة الشكل والحركة والوعي .. وإغراءات متباينة المضامين .. تتردد حالات الوعي لديها بين بين .. شئ جديد وشئ معتاد ..مكتشف جديد ومفهوم مصاغ بإدراك جديد .. حالات التجرد هذه وحالات التردد هذه تمنح النفس وعيها بنفسها .. حتى تعتاد نفسك على سلوكها الفكري الجديد .. على أن يكون اختيارها الواضح الصريح في ما بعد تحت رعاية عقل جديد ورشد متبصر .. لا ترتهن في العادة لردود فعل مضمرة أو مكشوفة .. لقد بدأت تدرك عالمها الحركي وأيضا العالم المحيط بها إدراكا ليس كما كان مشهودا لها من قبل .. وإن كانت لا تزال تحتفظ بقيمها الراسخة والتي هي قيمة في حد ذاتها .. ولربما هذا يؤكد المصداقية بأكثر مما يعمل على كسر أو سقوط هذه القيم .. بالطبع هذا يشير ضمنا إلى الشخص المقصود هنا وهو من له قيم معينة وتبصر معين .. فلا مكان هنا لمن هو دونه.. أو من لا هدف له .. ولا قيم لديه .. صعب جدا أن تخلق من لا إنسان .. إنسان .. إنما أتحدث من يقرر أو يريد أن يكون أكثر إنسانية وشفافية وتعقلا وتدبرا لعالم يحيط به ويعيش فيه .. على مستوى باطني فردي ومستوى خارجي كوني .. على أن يكون أساس التدبر خلق فكرة أو وضع أساس حقيقي لخلق جديد .. أريد التعري .. أرغب في التحول .. بلا خجل ..أرغب في التجريب عن قرب .. تجريب أدواتي الفعلية والتي تفرض علي مصداقية حقيقية وذلك لفاعليتها وأيضا ايجابيتها .. ومن ثم يفترض بنا طرح السؤال الأول والضروري هل أنا إنسان ؟ وما لون هذه الإنسانية التي أتمثل فيها ؟ وما مستواها وما هي قيمها وتميزها ؟ وما هدفها أو ما تبغيه من هذه الكينونة ..؟ أنا موجود كمخلوق بلا اختيار ولكن ما مدى ما أملكه من إرادة لكي أحقق وجودي الفعلي على أرض الواقع و اخلق فعلي كما يليق بي .. وما الذي يليق بي ؟ .. أسئلة تفترض صياغة مسبقة لفكرة مؤجلة .. من سوف أكون في النهاية .. ؟ وكيف سوف أكون ؟ .. بأي حال وبأي كيفية يجب أن أتدبر خالقي وخلقي ومشاركي الحياة معي من إنسان وحيوان ونبات وجماد ؟ ما هو دوري ؟ ما هو انجازي ؟ سأبقى حال قيدي أم سوف اخلق عالما من الحرية الموجبة المقيدة بشروط إنسانيتي الجديدة التي أعيها جيدا واعرف ضروراتها واعلم محدودها ومطلقها .. كل هذه أسئلة واجب أولا التفكير فيها أو إعادة التفكير فيها من جديد ..



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاكيت أول مرة
- شمائل ..
- رونق ..
- ضياء ..
- جدل الخبرات وشروط التمكين
- دلال ..
- مرام ..
- صورة من وطني .. دنيا الأمل اسماعيل بين مهام الصحافة وتوق الإ ...
- قراءة مقارنة - استدراك صدى المعنى - بين دراما - باحب السيما ...
- إرادة المختلف والمتحول في - لعلك-قصائد نثرية للشاعر الفلسطين ...
- إرادة المختلف والمتحول في - لعلك - قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- بوح فلسطينية ..
- نذور ..
- غربة .. روح
- رقص على الثلج ..
- حجر .. قدسي
- قراءة في آية ..
- ميكانيكا وميوزيكا
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (4 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (3 )


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - جدل الخبرات وشروط التمكين ..(3)