|
مهرجان المربد ..( وردة الى حسين عبد اللطيف ، صفعة الى المجاملات ) ...
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 04:55
المحور:
الادب والفن
كل عام ، ومنذ زمن الجواهري ، وفي عام 1969 عقدت أول دورة لمهرجان المربد ، وربما كانت تلك الدورة هي دورة الفحول والقصائد التي ملكت هيبة الشعر وصهلت في حروب الكلمات لتنتصر بوردة الشعر عبر هيبة الإلقاء عند الجواهري ونزار قباني وشقيق الكمالي وعبد الوهاب البياتي ومصطفى جمال الدين وبدوي الجبل وخليل حاوي والهادي آدم ومحمود درويش وغيرهم ... هم كثر ، مروا على أزمنة المربد منذ صاحب بانت سعاد وحتى الشاعر الشطري خالد خشان وموفق محمد أبو خُمرة وعُمر السراي.. يتنفسون من منصة الإلقاء وسحر البيان بريق رموش الجميلات من اللائي دعتهن وزارة الأعلام لإضافة السكر والعسل لحماس القصيدة التي دخلت شيخوخة الجسد ،لكن روحها كما برتقال بعقوبة يتدلى من الرموش والتصفيق وكل ما كان يجعل شعراء الأمة ، يقولون: لنا في المربد لقاء غرام مع أنثى أسمها بغداد ونخلة ممشوقة القوام أسمها البصرة . بعد الثمانينات وسني الحصار الاقتصاد على العراق ارتدى المربد المرقط ، ومسك زر الراجمة وصعد طائرة الميراج ، فغاب الكثير من رومانس الشعر وسط قوافي التعبئة ونظرة الحزن والعوز والتفريق بين الأديب العراقي والأديب العربي ، بحجة إن الضيف ينبغي أن يحصل على عناية خاصة ووجبات فاخرة وإيفاد بالدولار وخاصة في التسعينيات حيث كان الكثير من المدعوين من هوامش الثقافة وبعض مدعيها بسبب خوف الكبار من المجيء الى بغداد ،وبعضهم كان يتعلل بطول الطريق البري بين عمان وبغداد حيث كان الطيران المدني محضورا على العراق ،فيما تضامن الآخرون مع الكويت في محنتها مع العراق بعد 1990. وبالرغم من هذا كان هناك مربد وكان هناك من العراقيين من أصر على أن يبقي إنشاده وإصراره على البوح بقناع أو بلغز أو بمهادنة أو بولاء ، المهم أنه كان يقرا شعراً ..وأنا كنت شاهدا لأديب عراقي من أهل الحلة قرأ على منصة مسرح الرشيد في مربد من مرابد تسعينيات القرن الماضي قصيدة أدمت حتى ضوء مصابيح قاعة المسرح ، وشقت ذاكرة التاريخ بوجع فقدانه لصف من أضلاع قفصه الصدري ، وعندما انتهى من الإلقاء وعنف التصفيق ذهب ليتعشى فلافلاً في واحد من مطاعم الصالحية السفري ويشرب شايا من مقهى أبو ناطق ، في المقابل كان أحد الضيوف الذي قد لا يعرف إن هناك همزة في اللغة العربية يشخر على مقعد مطعم فندق المنصور ميليا حتى قبل أن يقدم له طبق العشاء الفاخر.. المهم ذلك التاريخ انتهى ، وجاء إلينا تاريخ جديد ، ولهذا كان على المربد أن يكون جديدا ، ولكنه ومنذ 2003. يخضع الى صفعات التجاذب ومزاج السياسة والتحزب ومحاولة البعض إقصاء دور الاتحاد عن القيام في هذه المهمة التي صنعها الجواهري عندما كان رئيسا له أن صحت معلومتي التاريخية ، وطوال هذه السنين كان المربد يعيش في ظروف قاهرة ومزاج من كان يدعي انه عراب الثقافة وواحد من حماتها بصفته مديرا عاما في وزارة الثقافة ، وبالتالي نكتشف انه مطلوب للقضاء بتهمة سرقة الآثار العراقية ، أو نرى كما شاهدنا في الأيام القليلة الموال السنوي بين الاتحاد ممثلا برئيسه الناقد فاضل ثامر والوكيل الأقدم لوزارة الثقافة الشاعر جابر الجابري ، حول المسؤولية لأدارة الاتحاد وتسمية اللجان والصرف وهلما جر ..ودائما يبدا الأمر همساً أثناء أيام المهرجان وينتهي علنا بعد إلقاء البيان الختامي ، وبالتالي الضحية هم الجنود المجهولين من أدباء البصرة واتحادها ،الذين يتحملون وزر الضيافة والتنظيم والمجاملات ، ولا ينال أحدهم حتى غرفة في فندق يستريح عندها من عناء المجاملات وتهيئة القاعة والاتصال بمديرية الكهرباء والتوسل إليها أن تبقي الكهرباء موجودة أينما كانت هناك فعالية للمربد. إضافة الى تحملهم مزاج الأحزاب وتوجهاتها ، فكان محرجا جدا في 2004 أن تقدم الفرقة البصرية عملا تراثيا راقصا وقدمته على عجل لأن بعض الجالسين في الخط الأمامي كانوا يغمضون عيونهم طوال مدة العرض الفني . وأيضا ما تعرض له الشاعر العراقي عدنان الصائغ في واحدة من مهرجانات المربد واعتقد في 2006.أيضا مثل عبئاً لتلك المزاجات التي كان يعاني منها الأدباء البصريون. وهنا علي أن امنح مديحا خاصا للسيد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام لأدباء العراق لأنه كان يتحمل الكثير من ذلك الوزر واعتقد انه بدوبلماسيته وبساطته كان يمثل صمام أمان للتخلص من الكثير من الاخفاقات وكان توافقيا بين ما يريده البصريون وبين ما يريده البعض من موفدي الوزارة ولجانها. سمعت أن دورة هذا العام ستسمى بدورة الشاعر عبد الوهاب البياتي الذي هو من رواد الحركة الشعرية الحديثة في العراق والوطن العربي ،وربما هو اقرب شاعر عراقي من العالمية ، ومات كما شعراء العراق الكبار في غربة المدافن ، هناك في دمشق ولهذا فأن قمته الكبيرة تستحق كل التكريم ، ولكني كنت أتمنى أن تؤجل هذه التسمية الى الدورة التي ينقل فيها جثمان البياتي ليدفن في العراق قرب مقبرة لضريح واحد من متصوفي الطرائق المدهشة ، أولئك الذين احبهم وعشقهم واستمد من رؤاهم هواجسه الطافحة والمؤثرة ، وهو ربما راض بمقترحي هذا وان تعطى الى شاعر من شعراء البصرة الذين أعطوا لمدينته إبداعا رائعا من هواجس الصياغة الجميلة للجملة الحسية المصنوعة من محلية المكان وثقافته الكونية الشاسعة واقصد الشاعر حسين عبد اللطيف الذي يئن اليوم من ألم المرض والحاجة الى رعاية تبعد عنه آسى علة الجسد . فدعوا المربد يكرم أحياءه بعدما شبع من تكريم موتاه .. إنها رؤية ربما سترمى في سلال الورق المهملة والقهقهات والبطرنة ، لكنها في تقديري أمضى من كل تلك السجالات التلفزيونية ومجاملات الدعوات لأشباه معطلة في عالم الثقافة ومنهن نساء عرفت أنهن دعين فقط لاكتساب المهرجان صفة العلمانية لأنهن لا يلبسن الحجاب وكنت اسمعهن ، كل حروف كلامهن فيها ( أغ ) .... هذا كل مافي قلبي ..وربما في قلوب مثقفي العراق ومبدعيه اكثر مما أقوله واحس فيه ..وكل سنة والعراق والمربد وبغداد والبصرة والنجف والنعمانية وقضاء عفك بألف خير ...........!!!!!!!
زولنكن في 5 أبريل 2009.
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعدان ..( التاريخ وجلجامش ، في مهب السريالية ) ..
-
عيون المها ..بين برج أيفل وأهوار الجبايش...
-
الرافدين.. ورموش العين وعصير العنب...
-
صابئة حران وصابئة المعدان وصابئة هذا الزمان ....
-
الأهوار.. (الإنسان يموت، الجاموس يموت، والقصائد أيضاً)...
-
قبر الزعيم عبد الكريم قاسم ...
-
الدولة العراقية وسفارتنا في برلين ورفات الفنان العراقي أحمد
...
-
شيء عن بلاد أسمها ( التها بها )...!
-
مديح إلى مدينة العمارة .. ومعدانها أجداد هيرقليطس...
-
شيوعيو مدينة الناصرية بين الانتخابات ومتحف لفهد....
-
مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....
-
جلجامش وملوك ورؤساء الجمهوريات ..
-
البارسوكوليجي 2009
-
انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!
-
قراءة الباطن الروحي ( للمغربي ) شكسبير وتنظيم القاعدة...
-
عيد ميلاد مجيد يا أهل ناحية الحَمارّْ ....
-
طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...
-
قيصر والعراق وحبة التين
-
الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس
...
-
أشراقات مندائية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|