|
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....52
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:51
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.
• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.
• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.
• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.
علاقة التقاليد بالمعرفة الدينية بتنوع مذاهبها:.....38
وبهذه الخلاصة السابقة نصل إلى طرح السؤال:
ما المقصود بالمعرفة المذهبية؟
هل هي مجرد وجهة نظر معرفية؟
هل هي تعبر عن توجه ديني معين؟
وهل نقبل وجود توجه ديني في دين له رسول تلقى رسالة من الله ليبلغها إلى البشرية؟
إننا عندما نخوض في مفهوم المعرفة المذهبية، فإننا نجد أن هذه المفهوم يرتبط بوجود المذاهب الدينية، التي لا تعني إلا تأويلات مقصودة للنص الديني، تبعا لطبيعة المصلحة الداعية إلى ذلك التأويل.
ونظرا لأن كل مذهب يحتاج إلى إقناع الناس المومنين بالدين المتمذهب، فإن مؤولي النص، أو النصوص الدينية لصالح مذهب معين، يعمدون إلى بناء معرفة خاصة بذلك المذهب، تأسيسا له، وعملا على إقناع المتتبعين له، ومن أجل قيام سيادة لهذا المذهب، أو ذاك، في أفق اعتماده من قبل هذه السلطة، أو تل،ك لخدمة مصالح الطبقة التي تملك تلك السلطة.
وانطلاقا من هذا الفهم، فإن المعرفة الدينية لا تعني إلا:
ا ـ كل معرفة تخص مذهب دينيا معينا، من أجل جعل تأويلاته للنص، او للنصوص الدينية، مجسدة للدين في نظر المؤولين، ومن أجل جعل المعرفة الدينية المذهبية مقنعة للمومنين بذلك الدين، أو لغالبيتهم، حتى يصير المذهب الديني، بإشاعة المعرفة الدينية المذهبية، هو الدين عينه.
ب ـ معرفة المذاهب المختلفة، وتاريخ ظهورها، والشروط الموضوعية الفارزة لها، والنتائج المترتبة عن اعتمادها في هذا النظام، أو ذاك، أو في هذه الجماعة، أو تلك، وإدراك الفوارق القائمة بين المذاهب المختلفة، والصراعات القائمة بين المومنين بها.
ج ـ معرفة وجهة نظر كل مذهب، في كيفية أداء الشعائر الدينية، التي تتحول إلى شعائر مذهبية:
وهل هي تطوير لأداء الشعائر المذهبية الدينية، حتى تخدم مصالح الجهات الخاصة بمذهب ديني معين؟
د ـ معرفة طبيعة أحكام "الشريعة" المعتمدة من قبل كل مذهب ديني معين، في تنظيم العلاقات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية القائمة بين المومنين بالدين المتمذهب، من أجل الوقوف على دور كل مذهب في تنظيم العلاقات بين البشر، وفي حدود شيوع هذا الدين، أو ذاك، وبتصور هذا المذهب، أو ذاك.
وبناء على هذه التحديدات، وفي هذه المستويات، نجد أن المعرفة المذهبية الدينية، هي كل معرفة لها علاقة بنشأة المذاهب الدينية، وبمضامين تلك المذاهب، وبتطورها، وبمجال شيوع كل مذهب، وبالأنظمة المحتضنة لكل مذهب، وبالأهداف المتحققة من وراء ذلك الاحتضان، وبما يمكن أن يترتب عن كل مذهب في حالة احتضانه، وبالصراعات القائمة بين اتباع المذاهب المختلفة:
وهل هي صراعات ثانوية، أو رئيسية؟
وما هي التناقضات المنتجة لتلك الصراعات؟
وهل هي تناقضات ثانوية، أو رئيسية؟
والمعرفة المذهبية، ونظرا لتعدد المذاهب الدينية، فإنه يمكن أن نستنتج أنها ليست إلا وجهات نظر أشخاص استطاعوا أن يبدوها في مراحل تاريخية معينة، وفي أماكن معينة. إلا إنه، ونظرا لكثرة أتباع وجهات النظر هذه، ولتعبيرها عن مصالح طبقات معينة، فإنها تنتقل من مستوى وجهات النظر الموثقة، والمدققة بالحجج، والبراهين، غلى مستوى التوجهات المذهبية الكبرى، التي تصير سائدة، ومحتضنة من قبل السلطات القائمة في مختلف البلدان.
والمعرفة المذهبية، عندما تصير تعبيرا عن توجه معين، أو عن مجموعة من التوجهات، فإنها تصير محمية، وقادرة على الفعل في الواقع، وأن تساهم في تشكيل العادات، والتقاليد، والأعراف، وفي بناء المعارف التقليدية المختلفة، التي تصير مذهبية التوجه، سواء تعلق الأمر بالمعرفة التقليدية الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو السياسية، من أجل تعميق معرفة مذهبية معينة، من خلال تخللها لجميع مجالات الحياة.
وعلى أساس هذا العمق الذي قادنا إليه التحليل، يمكن أن تسجل أن المعرفة المذهبية الدينية تتسم بالسمات الآتية:
ا ـ الانطلاق من الإيمان بدين معين.
ب ـ تكونها على أساس أنها مجرد وجهة نظر.
ج ـ تحول وجهات النظر إلى توجهات مذهبية معينة.
وبعد وقوفنا على مفهوم المعرفة الدينية، وعلى السمات التي تتميز بها هذه المعرفة، نصل إلى طرح السؤال:
ما هي الشروط الفارزة للمذاهب الدينية المؤسسة للمعرفة المذهبية الدينية؟
إننا عندما نرتبط بمرحلة تاريخية معينة، إنما نرتبط، في نفس الوقت، بتشكيلة اقتصادية / اجتماعية معينة، كانت مصدر شروط معينة، أدت إلى طهور أديان معينة، وثنية، وغير وثنية، تتنوع بتنوع الزمان، والمكان.
والذي يهمنا من تلك الديانات، هو الديانات السماوية، التي ظهرت إبان انفراز تلك التشكيلات، فكان التعامل معها من منطلق استجابتها للحاجيات الطبقية، أو عدم استجابتها لتلك الحاجيات، مما يؤدي إلى العمل على تأويلها بما يتناسب مع خدمة الحاجيات الطبقية، وهذا التأويل المختلف، من طبقة إلى أخرى، هو الذي يؤدي إلى بلورة تصورات طبقية، تختلف من طبقة إلى أخرى، إلى درجة التناقض. وهذه التصورات هي التي يتم تسميتها بالمذاهب الدينية، كما حصل في ديانة عيسى، وفي ديانة موسى، وفي الدين الإسلامي.
وبما أن التشكيلات السابقة على التشكيلات الرأسمالية، هي تشكيلات طبقية متخلفة، كالتشكيلة العبودية، والتشكيلة الإقطاعية، فإن الشروط الفارزة لظهور المذاهب الدينية تكمن في تلك التشكيلات نفسها. وهذه الشروط يمكن تقسيمها إلى:
ا ـ شروط اقتصادية متمثلة في قيام الطبقة المستفيدة من الاستغلال، بمضاعفة استغلال الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال، من أجل إحداث تراكم هائل، في ثروات الأسياد، أو الإقطاعيين، أو البورجوازيين، في مقابل تفقير شرائح واسعة من كادحي المجتمع، من أجل المغالاة في السيطرة الاقتصادية، التي تعتبر مصدرا لأشكال السيطرة الإيديولوجية، والسياسية، والقمعية.
ب ـ شروط اجتماعية تمكن من سيادة الطبقات المستفيدة من الاستغلال، وتكريس دونية الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى لا تمتلك الوعي الطبقي الذي يوحدها، ويفرض احترام كرامتها الإنسانية، التي لا تحصل إلا بتمتعها بكافة حقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
ج ـ شروط ثقافية، تقضي بترسيخ قيم السيادة، والتحكم، وممارسة الاستغلال في صفوف الطبقات المستفيدة من الاستغلال، في مقابل ترسيخ قيم الذل، والمهانة، والخضوع المطلق، في صفوف الذين يمارس عليهم الاستغلال، من أجل تسهيل عملية إحداث تراكم في الثروات، لدى الطبقات الحاكمة، ومن يدور في فلكها.
د ـ شروط مدنية، تقضي بانعدام المساواة بين النساء، والرجال، وبين الأثرياء، وذوي الحاجة، وبين المتعلمين، والأميين، وانطلاقا من العادات، والتقاليد، والأعراف السائدة في الزمان، والمكان، وفي إطار تشكيلة اقتصادية / اجتماعية معينة.
ه ـ شروط سياسية، تقضى بتمكين المستفيدين من الاستغلال، بامتلاك أدوات السلطة السياسية، والقمعية، كما امتلكت السلطة الاقتصادية، والسيادة الاجتماعية، حتى تتمكن من فرض القوانين التي تخدم مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن فرض سيطرتها، وبالقوة، على الكادحين الذين يجب عليهم أن يضاعفوا كدحهم، لأجل خدمة مصالح الأسياد، أو الإقطاعيين، أو البورجوازيين، وهكذا.
وهذه الشروط مجتمعة، ومتفاعلة، هي التي تنتج مجموعة من المذاهب الدينية، التي تخدم مصلحة هذه الطبقة، أو تلك. وكل مذهب يجد في النصوص الدينية ما يبرر به ما يذهب إليه، حتى يكون أكثر خدمة لمصالح طبقة اجتماعية معينة، لها سلطة أو تسعى لأن تكون لعا سلطة اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية.
وبدون شروط الموضوعية التي أدرجناها أعلاه، نجد ان الشروط الذاتية التي يمكن أن تتوافر لهذا الشخص، أو ذاك، تبقى محدودة، وغير ذات معنى، وفعلها في الواقع غير مؤثر بما فيه الكفاية، ولا يترتب عنه بناء مذهب ديني معين.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها
...
-
دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية...
...
-
دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية...
...
المزيد.....
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
-
المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|