أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حبيب تومي - عبد جمعة مناضل من القوش يودعنا الى الحياة الأبدية














المزيد.....

عبد جمعة مناضل من القوش يودعنا الى الحياة الأبدية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2609 - 2009 / 4 / 7 - 09:16
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عبد حنا جمعة تعرفه سوح النضال ويألفه جبل القوش الأشم ، إنه ذلك المناضل الذي كرس حياته للنضال يغمره التفاؤل والأمل لتحقيق أماني شعبه ، فتحّمل شظف العيش وقساوة الحياة وركب موجة المخاطر مع اقرانه ، وفي كل تلك السنين الطافحة بالتعب والجوع والمؤامرات حرص على ادبه الجم ووده الصادق مع الآخرين وصداقته المحببة مع الصغير والكبير ، فكان له قلب كبير يفيض بالنبل والأخلاص غير المحدود لشعبه ووطنه العراقي .
بقي أميناً لمبادئه ولم يشغل نفسه ببورصة المال ومكاسب الحياة ، وظل أميناً طوال حياته على النهج الذي اختاره فكان جل همومه تنحصر في تخليص شعبه من براثن الأستبداد والقهر ، كان سر ديمومته في هذا الطريق الصعب ، نابعاً من اصول تربيته العائلية النقية ، فهو من عائلة مناضلة ومن القوش الحبيبة ، المدينة الكلدانيـــة العراقيـــة التي عرفت بمواقفها الوطنية ، كما ان الأستمرارية في هذا النهج لم تكن يسيرة لولا وقوف الزوجة الوفية المخلصة فضيلة بوداغ الى جانبه .
كانت الحكومة تلجأ الى اساليب القهر والتنكيل بعوائلنا حينما اصبحت هذه الحكومة عاجزة عن النيل من المناضلين ، لقد كانت الزوجة الوفية والأم الرؤومة فضيلة تحتضن اطفالها الثلاثة ثائر وثائرة وغادة وكان عمر اكبرهم لا يزيد على 7 سنوات ، ورافقت عوائل القوشية اخرى هاربات من بطش السلطات الحكومية وتحت جنح الظلام متوجهين نحو قرية بوزان ، ومن هنالك الى قرية باعذري حيث كان بعض افراد من عائلة تحسين بك ، ورغم التحاقهم مع قوات الجتا الحكومية إلا انهم كانوا يكنون الود والأحترام لتوما توماس وعبد جمعة ولاهالي القوش عموماً ، فحافظوا على العوائل والأطفال وضمنت وصولهم الى قرية بيروزافا ، ومن هنالك الى تلسقف ، وبعد ايام تمكنوا من الوصول الى مدينة الموصل رغم ملاحقة السلطات الحكومية لهم ، فكان وصولهم بفضل المواقف الطيبة لابناء شعبنا وبتعاونهم تمكنوا من الأفلات والوصول الى هذه المدينة ومن هنالك انتقلوا الى بغداد . لقد ضربت تلك العوائل العراقية الألقوشية مثالاً حياً للصبر والتحمل بوجه القهر والتعسف والعدوان .
وإذا تتبعنا حياة المرحوم عبد جمعة فإنه قد تخرج من معهد المعلمين سنة 1954 وعمل في التدريس ، وفي سنة 1959 اعتقل في كركوك لاسباب سياسية لمدة سنتين .
أزعم ان المرحوم عابد جمعة من المحاربين القدماء إن صح القول فقد كنا من الرواد الملتحقين بصفوف الثوار مع الثورة الكردية ، وكثير من هؤلاء قد ودعوا هذه الحياة ومنهم المناضلين : توما توماس ، الياس الصفار ، هرمز شعوكي ، رحيم قس يونان ، واسكندر بجوري الذي وافاه الأجل في هذه الأيام ، وعابد كَردي ، وجورج كَردي وبطرس كَردي ، وأخوهم الشهيد فؤاد كردي ، وكان اول شهيد يسقط في المعركة ، وسالم اسطيفانا ، وصبري نكارا ، والشهيد بطرس هرمز جركو الذي كان مع الشهيد كوريال من تلسقف يوم استشهدوا سوية . وهنالك اسماء اخرى لا تحضرني اسماؤهم ، وفي مدار تلك السنين كنا مع او قريبين من اخوتنا الآثوريين العاملين تحت قيادة الأنسان الشجاع هرمز ملك جكو وبعده مع مامي طليا .
كان المرحوم عبد جمعة حريصاً على إبقاء حبل المودة والصداقة مع الجميع ، فكان بهدوئه وأناته وقوة حجته يعمل على اقناع الآخر مستفيداً من سمو ثقافته وتجاربه في الحياة ، إضافة الى ما كان يتسم به في عناوين التواضع ودماثة الأخلاق والشجاعة ، فكان يحظى بثقة واحترام الجميع .
عبد حنا جمعة كان يحمل ثقافة عالية وله أسلوب إقناع منقطع النظير ، وهو محاور سلس حاضر البديهية ، ولا يجابهك بكلمة لا ، إنما يعوض عنها بلباقة بكلمة ( نعم .. ولكن ) وله نفس طويل في تقبل الآخر مهما كان على الضد منه ، لكنه في كل الأحوال لا يفرط بالمبادئ ولا يساوم عليها مهما كان الثمن ، فكان له شخصية محبوبة ومحل تقدير واحترام من قبل الجميع ، ومع هذه المعطيات عن هذه الشخصية الألقوشية المثقفة قلما تجد إنساناً يحمل الحقد عليه حتى لو كان على خلاف مبدأي معه ، فانفتاحه ورحابة صدره وصراحته الشفافة ومصداقيته يكسب ود وثقة محاوره .
رحم الله صديقنا العزيز عبد جمعة وأسكنه نعيم ملكوته السماوي ، وباسم أسرة نادي بابل الكلداني في النرويج نقدم مواساتنا وتعازينا القلبية ، لولده ثائر والعائلة الكريمة ولاخوانه نجيب وجميل وعمانوئيل (مانو ) واخواته نعيمة والماسير بولين في العراق والسويد والى كل كل آل جمعة المحترمين .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نجعل من أكيتو البابلي الكلداني موحداً لا مفرقاً ؟
- إذن .. اين حرية النقد والتعبير أيها السادة ؟
- الأحزاب القومية المسيحية تحت المجهر ج2
- اسئلة مطروحة على هامش اجتماع بروكسل القومي
- هل حقاً اخفق رابي سركيس في الأمتحان ؟
- في تللسقف ينبغي إعادة المفصولين الى وظائفهم
- برلمان اقليم كردستان هل ينصف شعبنا الكلداني ؟
- لا مبرر لامتعاض رابي يونادم كنا من فوز قائمة عشتار في الموصل
- الحركة الديمقراطية الآشورية لم تعد اللاعب الأوحد على الساحة ...
- القوى العلمانية هل تفجر مفاجأة في الأنتخابات العراقية ؟
- هل يعيد الحزب الشيوعي أمجاده على الساحة السياسية العراقية ؟
- اسرائيل وحماس وما بينهما من مأساة غزة
- القوش انتعاش السياسة وخمول السياحة
- خطاب مفتوح الى الرئيس مسعود البارزاني الموقر
- نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي
- واقعة منتظر الزيدي أيقظت امة العرب الغارقة في السبات
- دعوة الاستاذ جواد بولاني للمسيحيين اليست متأخرة ؟
- مرقد النبي ناحوم في القوش من ينقذه من الأنهيار ؟ الحلقة الثا ...
- قوائمنا الأنتخابية في مجالس المحافظات الى اين ؟
- مرقد النبي ناحوم في القوش من ينقذه من الأنهيار ؟ الحلقة الأو ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حبيب تومي - عبد جمعة مناضل من القوش يودعنا الى الحياة الأبدية