طالب المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 02:54
المحور:
الادب والفن
ست حياة
موطني موطني
الجلال والجمال
والسناء والبهاء في رُباك
خفقات قلوب الصغار المتسارعه ولحاظهم ترقب ارتفاع العلم وست حياة اختلطت عليها الوان العلم وزرقة السماء ودموع جهدت ان تحبسها ..... كم نشيد دار في خلدها , اناشيد زمن الملك الى لاحت رؤوس الحراب تلمع بين الروابي , الله واكبر ثم اناشيد تمجد الطاغية وتهتف للحروب الى يا هناك في علاك ..... رفعة العلم في هذه الساحة كم جمعت من الطلبة , اجيال بعد اجيال منهم الان اطباء , مهندسين , محامين , شعراء , منهم عصفتهم الحروب , اخرين هاجروا بعيدا يرون مدارسهم في الاحلام...... اكتظت ساحة المدرسة بكل رفعات العلم لخمسة واربعين عام ... الكل ينظر للعلم ويصيح يا هناك في علاك ..... عبثا راحت كل محاولات ست حياة وهي تحاول حبس دموعها فأنفجرت نهران دافقان ترويان وجها عراقيا ادمن اكثر من ستين عاما على الالم . اكمل الصغار رفع العلم وراح يرفرف بنشاط وكأنه يريد ان يقول شيئا لست حياة . انتهى النشيد , وقفت المديرة لتقول ان هذا اليوم يشهد توديع ست حياة لأحالتها على التقاعد , وهي الاخرى تلعثمت فيما اكمل البكاء كلماتها .. اقتربت المعلمات من ست حياة يقدمن لها باقات الورد , يقبلنها , يشممن فيها رائحة جداول الدراسة لسنين , يشممن فيها رائحة الرحلات والاقلام , يشممن فيها رائحة اجيال من الطلبة , يشممن فيها رائحة كل الاناشيد . تكدست باقات الورود في حضنها , سقطت احداها فأنحنت لتأخذها كأنها طفلة في الصف الاول سقطت وردة من ظفيرتها وراحت تلتقطها , تدفقت الدماء في وجنتيها ونهضت حياة طفلة لتغادر جموع المعلمات وتقف في طابور الطلبة ترمق العلم وتصيح يا هناك في علاك
د.طالب المحسن
#طالب_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟