أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فيكتور شابينوف - ماذا ينتظَر من ولاية بوتين الثانية؟















المزيد.....

ماذا ينتظَر من ولاية بوتين الثانية؟


فيكتور شابينوف

الحوار المتمدن-العدد: 798 - 2004 / 4 / 8 - 11:00
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


صوت لصالح بوتين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أكثر من 71 بالمائة من أصل نسبة 64 بالمائة تقريبا من الناخبين الذين جاؤوا إلى أقلام الاقتراع، وهذا يساوي أقل قليلا من نسبة 46 بالمائة من السكان البالغين في روسيا. ليس هذا طبعا الأغلبية، ولكنه كثير جدا مع ذلك. فأولو الأمر يعيّدون النصر!!

غير أن الأهم بالنسبة إلى بوتين المنتخب من جديد ليس هؤلاء الـ46 بالمائة ولا رأيهم فيه، بل الأهم بالنسبة إليه هو دعم البورصة له الدعم الثابت. فأسعار أسهم كبرى الشركات في عهد بوتين ترتفع باستمرار. حتى أسهم شركة "يوكوس" التي يقبع رئيسها خودوركوفسكي في السجن ترتفع هي أيضا. فالوحدة القائمة الآن على قاعدة شعار "لن تكون هناك إعادة نظر بنتائج الخصخصة" الذي طرحه بوتين بين المجموعات الرأسمالية التي كانت تتناهش فيما بينها في عهد يلتسين هي التي اعطت الأخير هذه النسبة العالية من الأصوات. فكل رجالات الدولة وموظفيها أصغوا جيدا إلى صوت البورصة وراحوا يتنافسون فيما بينهم على جذب الناخبين إلى صناديق الاقتراع وعلى الإتيان بأكثر ما يمكن من الأصوات لصالح بوتين. وتحقق ما كان متوقعا أيضا من تصويت ساحق بنسبة قد تكون الأعلى في روسيا لصالح الرئيس بوتين في الشيشان المدمرة حيث ليست ثمة عائلة واحدة لم تتضرر من حرب الشيشان الثانية، حرب ما قبل الانتخابات. وهذا كان سيضفي على الانتخابات مسحة من الهزل لو لم يكن الأمر بهذه الجدية.

أزمة الأحزاب التقليدية

انتخابات 14 آذار دقت آخر مسمار في نعش الديموقراطيين الليبراليين من الرعيل اليلتسيني. فقد تبين أن السياسة النيوليبرالية أسهل انتهاجها بأساليب ضابط الاستخبارات.

في السنوات الأخيرة بات الليبراليون يبدون مضحكة للقاصي والداني بما طرحوه من موقف يقول: نهج بوتين الاقتصادي سليم، ولكن نهجه السياسي غير سليم. فليس طبعاً في كتب مدرسة شيكاغو ما يقول إن السياسة هي فقط تعبير مكثف عن الاقتصاد. فلئن اشتد ساعد الاحتكارات الكبرى في الاقتصاد فمن الحماقة بمكان توقع أن تحتكم هذه الاحتكارات إلى نقاشات في البرلمان أو إلى إجراءات ديموقراطية. وتشوبايص الأبعد بصيرة من بين "الديموقراطيين" أدرك هذا الأمر قبل غيره حين سمى نظام الرأسمالية الروسية السياسي الجديد بالإمبراطورية الليبرالية. وإن هذا إلا وصف ولا أدق. ولكنه وصف مهلك بالنسبة إلى اليمينيين القدامى. فالإمبراطورية الليبرالية هي بحاجة إلى إمبراطور ليبرالي، لا إلى قبضة من الديماغوجيين المنباعين للغرب بقضهم وقضيضهم.

إن شخص بوتين لَينسحب على كل الجناح اليميني حين يرتب نظاماً بورجوازيا جديدا بدلا من الاستباحة البرجوازية في عهد يلتسين. في ظل ظروف كهذه لم يعد من حاجة لا إلى اليمين التقليدي فقط، بل ايضا إلى اليسار التقليدي. فالحزب الشيوعي الروسي المنحسر تأثيره واصل العمل في شخص مرشحه للانتخابات الرئاسية خاريتونوف بأساليب الوعود الانتخابية القديمة من مثل "سأفعل"، "سأساعد" بدلا من أن يقول للناس كيف عليهم أن ينتظموا بأنفسهم ليغيروا حياتهم نحو الأفضل. فهل من عجب في أن يصوت الناس والحال هذه لصالح بوتين؟ فوراء وعود بوتين جيش جرار من الموظفين ودعم رجال الأعمال والجيش والاستخبارات، فما الذي يقف وراء وعود خاريتونوف؟ لا شيء.

ما دام ليس ثمة مركز استقطاب وتوحيد لليسار فإن العاملين سوف يصوتون لصالح مراكز القوى القائمة. والقائم هو بوتين، وهم يصوتون لصالحه. ليس لأنه يعجبهم، بل لأن لا بديل له. والبديل ليس هو الحزب الشيوعي الروسي (زوغانوف) بسياسته التوافقية مع النظام منذ عشر سنوات. الشعب لا يثق بهذا الحزب. وعهد المعارضة النيابية ولى إلى غير رجعة، ومركز مواجهة النظام ممكن وجوده فقط خارج الدوما، في الشارع.

شعبية بوتين ترتكز على قائمتين هشتين: تراص ودعم كل مجموعات البرجوازية وغياب المنافس اليساري. وكلتا هاتين القائمتين يمكن أن تنكسرا في حال سقوط أسعار الموارد التصديرية الأساسية (النفط الروسي) أو في حال حصول هزات اقتصادية أخرى. فلننتظر...

ما الذي يمكن انتظاره من الولاية الثانية؟

هذا السؤال يطرحه أيضا من صوت لبوتين. والإجابة عنه يعطيها جدول أعمال جلسات الحكومة الأولى: تعميق كل الإصلاحات. هذه هي مهمة الحكومة الجديدة. خفض الضرائب المفروضة على الأغنياء، مواصلة تدمير النظام التقاعدي، إصلاح نظام الضمان الصحي والإسكاني بما يضر العاملين إلخ. وعلى الرغم من أن الناس باتت تتقيأ من كلمة "إصلاحات" أصلاً يواصل الرئيس وحكومته بعناد تعميق هذا النهج. وليس ما هو مستغرب في هذا ما دام ناخِب بوتين الرئيسي هو رأس المال الروسي. وكلمة "إصلاحات" تشنف أذن البورصة. وأكثر المحللين نباهة باتوا يلاحظون أن ولاية بوتين الأولى كرست لبناء الهيكلية الإدارية والبوليسية للنظام حيث تم تبطيء وتيرة الإصلاحات بعض الشيء قياسا إليها في عهد يلتسين، فيما ولايته الثانية ستكوت فترة نشاط "إصلاحي" مكثف يستند إلى أجهزة القمع التي أنشئت.

بالمقارنة مع الاتحاد السوفياتي ضمرت مساحة روسيا من 22 مليوناً إلى 17 مليون كلم مربع، وقل تعداد السكان من 228 إلى 146 مليون نسمة. غير أن تعداد موظفي جهاز الدولة تضاعف مرتين. ولا يمكن أن يثير غير السخرية اليوم أن يبدأ ترميم الرأسمالية في بلادنا بشعار مكافحة البيروقراطية. فالرأسمالية، الصديق الصدوق للبيروقراطية، أوجدت طبقة هائلة ومتزايدة من الموظفين المنقطعين كلياً عن الشعب وهمومه. وحتى آخر تعديل حكومي، وإن قلص فيه عدد الوزارات، قابلته زيادة في عدد الأجهزة الفدرالية والحكومية من 54 إلى 73.

الانهيار الاجتماعي

الحكومة والرئيس يعدان انهيارا جديدا. ولكنه سيكون هذه المرة انهيارا اجتماعيا. وما كان أصدق فريدريك إنجلس حين قال إن الدولة إن هي إلا لجنة لإدارة شؤون الرأسماليين العامة. والرأسماليون إياهم حريصون على خفض كلفة الإنتاج بغية الحصول على ربح أكبر. وأول ما يضحي به الأغنياء هو شتى الضمانات الاجتماعية والإعانات والمعاشات التقاعدية وما شابه. ففي وروبا وأميركا مضت التسعينات كلها تحت شعار الهجوم على الضمانات الاجتماعية. ولكي يصبح راس المال الروسي قادرا على المنافسة (وأن يكون قادرا على المنافسة هو بالذات تلك الفكرة الوطنية العامة التي أعرب عنها بوتين مؤخراً) عليه أن يقفز من فوق الضمانات الاجتماعية براديكالية أكبر بكثير من راديكالية الحكومات الغربية.

حتى أن بوتين لم يحاول أن يفسر للـ31 مليون روسي العائشين تحت حافة الفقر لماذا لم تؤت نسبة الـ7 بالمائة من النمو الاقتصادي في العام 2003 المنصرم أي تحسن في معيشتهم. وأي تفسير يمكن ان يكون هنا ما دام الشرط الأهم للنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات هو مستوى المعيشة المنخفض لكل من يكدح، أي السعر المنخفض لقدرة هؤلاء على العمل. فرأس المال يحب أن يشتري بالرخص ويبيع بـ"أغلى الكوى". ولذا يمكن القول إن بوتين إذا لم يواصل سياسة خفض سعر القدرة على العمل، خفض سعر العامل وعمله كبضاعة، فإن رأس المال سوف ينتقل إلى إندونيسيا، إلى الهند، إلى أميركا اللاتينية حيث أمراء الليبرالية المحليون لا تعوزهم الوسائل البتة لمحاربة الكادحين وقهرهم. وإن البرنامج الاجتماعي المنكشف والمفضوح لبوتين في ولايته الثانية لتفصح عنه بكل وضوح ودون لبس الصحافة الأجنبية. فهذا مثلا كبير المدراء ورئيس قسم الاستراتيجيا في بنك "رينيسانس كابيتال" الروسي رونالد ناش يقول لصحيفة الغارديان اللندنية إن الإصلاحات التي تخطط لتنفيذها الحكومة الجديدة "ستنال من جيب إيفان" أي من جيب الروسي البسيط. وهذا النهج ترحب به كل الترحيب جماعات الأغنياء المتحدين في شركة واحدة، في حزب واحد هو حزب "العائلة".

ماذا عله سيكون رد الناس البسطاء على ولاية بوتين الثانية؟ سوف يتوقف هذا في معظمه على المعارضة الشيوعية من خارج النظام، المعارضة التي خلافا للحزب الشيوعي الروسي، لم تخسر على الأقل في ظل الظروف المستجدة، وهي تعرف كيف تغير تكتيكاتها.

وإن استطالة حرب الاستنزاف التي بدأها عهد بوتين وحكومة الركود الجديد التي يرأسها لتنالَ من عيش العاملين لَتضطرنا إلى اعتماد تكتيك الدفاع الاستراتيجي. ومهمة اللحظة بالنسبة إلى الشيوعيين هي إيجاد بؤر "أنصار" في الحركة العمالية. فأفظع دكتاتور يصبح نمراً من ورق في مواجهة حركة الجماهير العمالية المنظمة. وإذا تمكن الشيوعيون المعاصرون من أن يكونوا على مستوى مهمات اللحظة، فإننا سنرى بزوغ فجر يوم يكرر فيه بوتين مصير دكتاتور الشيلي بينوشيت وأمثاله الذين ما كان أكثرهم في القرن العشرين.



#فيكتور_شابينوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول البرنامج الانتخابي لمرشح الحزب الشيوعي الروسي
- حصيلة الانتخابات: فشل الحزب الشيوعي الروسي وتفاؤل الشيوعيين ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فيكتور شابينوف - ماذا ينتظَر من ولاية بوتين الثانية؟