جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 02:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
عودة العمليات الارهابية الى ضواحي بغداد وبقية المحافظات ليس بالامر الغريب بعد استفاقة الخلايا النائمة والاسترخاء الامني والاستخباراتي للقوات العراقية وتباهي المسؤولين الامنيين بالانجازات المتحققة على الارض متناسين الدعوات التي اطلقت من جهات سياسية واعلامية للحذر من تلك الخلايا التي تعتمد تكتيكات مضادة لكل عملية امنية تقدم عليها القوات العراقية المشتركة سواءَ من الجيش او الشرطة...
ولاندري هل ان القادة الامنيين يحاولون ان يحققوا انجازات اعلامية قبل الشروع في اية عملية عسكرية من اجل ان لاتكون هناك مواجهة مع الخصم ولجعل الارض مؤمنة تماما ، فالتصريحات التي يطلقها المسؤولون حول نيتهم شن عملية عسكرية كبري في المنطقة الفلانية قبل اشهر معدودات يدفع بالعناصر الارهابية الي ترك تلك المناطق واللجوء الى مناطق اخرى توفر لهم ملاذا امنا ويعودون الى مناطقهم الاصلية بعد حالة الاسترخاء التي تلازم قواتنا الامنية ...
من المعروف في العرف العسكري ان عوامل نجاح اية عملية عسكرية هو عنصر المباغتة والمفاجأة ، اي ان تفاجئ خصمك بتكتيكاتك وخططك لاان تحذره قبل فترة من اجل ان يهرب ويجد له مكانا اخر ، ولكن مسؤولينا يطلقون التحذيرات مسبقا وكأن الامر تحدي في حلبة مصارعة لامواجهة عسكرية كبري مع عدو شرس يستخدم كل الوسائل للوصول الى اهدافه حتى لو كان قتل الاطفال والنساء بالجملة في الاسواق او الافراح والمآتم ....
الخاسر الوحيد من كل تلك التصريحات هو المواطن المسكين الذي يشكل الحلقة الاضعف في مخططات التنظيمات الارهابية ، وما تصريحات المسؤولين الحكوميين حول انخفاض اعداد الضحايا من المدنيين في المدة الاخيرة الا دليلاً على الاستهانة بالدم العراقي ، فلانعتقد ان رقم مئة او خمسين هو رقم هين ، وانما حتى الرقم واحد رقم كبير لايستهان به ، وليفكر المسؤولون بان اي رقم في قائمة الخسائر العراقية لايعد رقما هامشيا وانما عنصرا مهما في المشهد العراقي ...
دعوة الى القادة الامنيين ان يراجعوا خططهم وحساباتهم قبل ان تفلت الاوضاع وتسيل المياه من بين اقدامهم ان لم نقل الدماء ويكفي استرخاءَ وتصريحات غير فعالة ... فمايريده المواطن يقظة وحذراً دائماً والتعامل مع اية معلومة بمنتهى الدقة لاتصريحات انفعالية وسيطرات واليات عسكرية ونقاط تفتيش تعيق حركة المواطنين بحيث اصبحت مدننا ثكنات عسكرية ...
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟