سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 08:26
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
أب يسكن تحت ثرى العراق وابنه تتلاقفها أمواج الغربة فكتبت هذه المحاورة
هي :
هذا الصباحُ تلبسُ روحي ،
حنين ٌلأيام ِطفولتي
فأشتهيتُ ان أنام على ساعدك
مثلما كنت ُفي تلك الأيام
حين َيمتدُ بك الفرحُ
تحملني الى سريري
وتضع ُوردة َالجوري الحمراء
على حافة وسادتي
هو :
بين تلك الأيام ،
وصباح َعينيكِ هذا اليوم
دنيا من الفرح ِ
يرتسم ُعلى حافتها
عنفوان التحدي والأمل
لهذا كنا ننسى أسماءنا
مثلما ننسى عناويننا
ونطيرُ فـَرحا ً يا أبنتي
هي :
كنت أستيقظ صباحا ً
وصدري ممتليءٌ بعبير وردة الجوري
أهرع ُاليكَ
أنت َلماّ تزلْ في السريرِ
أُعانقك َبفرح الطفولة كله
وأطبع ُالف َقبلة ٍعلى وجهك
هو :
وتندسين معي في الفراش
تضعين وردة الجوري بين شفتيَّ
وساعدك الصغير يلتف على رقبتي
حينها أشعرُ
كل العالم يلتمُ بين عيوني
إبتسامة فرح
هي :
ولكنك َتنهض ُعلى عجالة ٍ
بعد َأن تقبلني
وتقولُ َمن أن اليوم عيدنا
فأسألك عن بابا نوئيل
تضحك ُوتقول ُ سيأتي
ولكن في المساء يا أبنتي
ولكنه يحملُ (جاكوجا )
فأنتظرُ المساء
مثلما أنتظرُ عودتك َالى البيت
بدلتي البيضاء تعبتت ْ من الأنتظار
مثلما تعبت ْعينايَ
من مراقبة ِباب بيتنا
هو :
أرفعك ِمن الأرض
أقبلك ِبين عينيك
وأنت تطلبين الجواب عن بابا نوئيل
نذهب ُمعا لرؤيته
لم يكن ْبعيدا ً عن بيتنا
لهذا نذهب ُاليه مشيا ً
تلتقين َبعيون تعرفك وتعرفينها
تهمسين بخجل
( بابا وين بابا نوئيل الشايل جاكوج )
أضحك ُوأقول لك
كلهم يحملون المطارق يا أبنتي
هي :
كنت ُأنسى أمر بابا نوئيل
حين َيبدأ الجميع بالغناء
لا أفقه شيئا من الغناء
ولكنني كنت ُانسجم معه
لأن الجميع يساهمُ به
هو :
لا أعرف ُكيف َلا يجد ُالنعاس طريقه لعينيك
تمضين معنا أكثرمن خمس ساعات
وفي عودتنا الى البيت
تدوخينني بأسئلتك عن كل شئ
وكنتُ أجيبك بكلمة واحدة
لأنه عيد ُحزبنا
هي :
اليوم صباحا ً
تذكرت ُكل شئ
فهو عيد ُحزبنا
انا وانت
أنت وجميع من استشهدوا
أنا وجميع رفاقي الشيوعيين
ولكن ْ يا والدي
أنا في بلاد لا أعرف ُفيها
غير الحزن
وانت تسكنُ هناك
بلا قبر
بلا شاهدة
بلاصليب
رغم أنها تربة وطني
إلا إنني كنت أرغبُ
أن تكون معنا هذا المساء
لأحدثك عن بابا نوئيل
الذي علمْتَنا أن نحمل معه، رغم الأحزان، جاكوجه
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟