أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رمضان متولي - الوجه الحقيقي لديمقراطية رأس المال














المزيد.....


الوجه الحقيقي لديمقراطية رأس المال


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 08:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"عندما بلغت موقع الاحتجاجات في الساعة السادسة صباحا بالقرب من البنك المركزي البريطاني، سمحت لي الشرطة بالدخول مباشرة بدراجتي إلى تجمع المدافعين عن البيئة، كان الجو السائد في موقع الاحتجاج دافئا وإيجابيا حيث تجمع تلامذة المدارس والمحتجون في منطقة مليئة بالألوان يستمعون إلى أنغام الموسيقى. وبعد ساعة واحدة فقط بدأت الشرطة التي سمحت لي بالدخول بالالتفاف حول موقع الاحتجاج وتشكيل كردون لا يسمح لأحد بالدخول أو الخروج. ثم بدأ أفرادها الهجوم على المتظاهرين بعنف وقسوة كانت صادمة بقدر ما كانت غير ضرورية."
هكذا وصفت "بيث ماك جارث" في جريدة الجارديان البريطانية مشهدا من المجزرة التي شهدتها لندن ضد آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا احتجاجا على سياسة تجويع وإفقار العالم وتشريد العمال وتدمير العالم بالحروب والأزمات وتدمير البيئة بالتلوث من أجل تنمية أرباح الشركات ورجال الأعمال وإنقاذهم من الأزمة التي صنعوها على حساب الفقراء في قمة العشرين في لندن. تلك المجزرة التي أبدعت فيها شرطة سكتلانديارد باستخدام تكتيك "احتواء المظاهرات" الذي يبدو أنها تعلمته من الشرطة المصرية ويعتمد على محاصرة المتظاهرين داخل كردون صغير ومنع الدخول أو الخروج لمدة ساعة أو ساعتين تشن خلالهما هجوما على المحتجين وبعدها يسمح لهم بالخروج فرادى من ممر ضيق وسط تشكيلات أمنية كبيرة العدد مع تصويرهم أو ردهم مرة أخرى داخل الكردون.
لم يكن الهجوم بسيطا على المظاهرات التي جرت يوم الأربعاء، حيث تم اعتقال العشرات من المتظاهرين وسقط أحدهم شهيدا لقمع الشرطة في العاصمة البريطانية التي تباهي العالم بالديمقراطية وحماية حقوق الإنسان. تشير ماك جارث إلى أن المتظاهرين قاموا برفع أياديهم والجلوس على الأرض بعد محاصرتهم من قبل الشرطة ولكنها لاحظت "شابا يترنح فجأة ويهوي تماما على الأرض بعد أن أصيب بجرح قطعي في الرأس، ثم صبيا آخرا تعرض لكسر في الأنف، وفتاة قام أحد رجال الشرطة بركلها بين ساقيها فهوت على الأرض. وانتشر الفزع بين المتظاهرين الذين انهار بعضهم من البكاء."
استخدمت الشرطة البريطانية العربات المدرعة وقامت بتحطيم دراجات المتظاهرين، بينما كان المشهد بأكمله "يمثل عرضا مفزعا لقسوة رجال الشرطة الذين تجردوا من الإنسانية ولا يحترمون القانون."
وفي ذات الجريدة كتب دونكان كامبل أن أهداف المتظاهرين كانت المشاركة في احتفالية أمام البنك المركزي البريطاني، ودعم الاحتجاجات ضد مجموعة العشرين، والإطاحة بالرأسمالية. وفي تقديره أن الهدف الأول تحقق إلى درجة كبيرة، ولكن الهدف الثاني لم يتحقق كاملا لأن العديد من الجماهير لم يسمح لها بالمشاركة بسبب الكردونات الأمنية، أما الهدف الثالث "فقد ينتظر، رغم أن الرأسمالية تقوم بهذه المهمة بإتقان – وهي مهمة تدمير نفسها."
يؤكد هذا المشهد الدموي على أن الرأسمالية سوف تلجأ إلى حل أزمتها على حساب الجماهير، سوف تحافظ على أرباح الشركات ورجال الأعمال من خلال إلقاء عبء الأزمة على العمال، الذين يتم تسريحهم وتخفيض أجورهم الحقيقية، من أجل دعم الأرباح، وعلى حساب الفقراء الذين يعانون من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتراجع فرصهم في الحياة الكريمة.
عنف الشرطة تجاه المتظاهرين الذين جاءوا ليعلنوا احتجاجا على تشريدهم من أعمالهم وعلى تدمير البيئة وعلى الحروب العبثية لحماية مصالح المجمع الصناعي العسكري الذي يحكم العالم، يعد دليلا آخر على أن مبادئ الديمقراطية "الليبرالية" في مجتمع رأسمالي تنطوي على الكثير من النفاق والخداع السياسي للجماهير، حيث تقف هذه الديمقراطية بكل مؤسساتها وتكشف عن وجهها القمعي والعنيف عندما تهدد إرادة الجماهير مصالح أصحاب رأس المال وشركائهم في السلطة، إنها الديمقراطية التي تسمح بالصراخ ولا تسمح بالفعل، ديمقراطية تقف عند حدود برلمان لا يتجاوز في دوره مجالس الثرثرة الفارغة والمتاجرة بأصوات الناخبين، الذين يسمح لهم كل فترة بالاختيار بين مرشحين، وإن اختلفوا في الأسماء والشعارات، لا يمثلون إلا مصالح الطبقة الحاكمة.
هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نطالب بهذه الحقوق – حقوق الصراخ والتمثيل النيابي والمساواة أمام القانون – في بلادنا، فهذه الحقوق مكاسب تسمح للجماهير بتنظيم نفسها وبناء قوتها للدفاع عن مصالحها بشكل أفضل من الرضوخ تحت حكم استبدادي مكشوف، كما أنها تعلم الناس من خلال التجربة اكتشاف حدود "الديمقراطية" في المجتمع الرأسمالي بما يسمح بآفاق أوسع لتجاوزه إلى مجتمع أرقى.





#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية القطيع
- عفة زائفة ودعارة مقدسة
- تحضير أرواح الموتي … هل يصلح ما أفسده الجشع؟
- أمامنا مستقبل لنكسبه
- الخروج من الأسر
- واقعية سياسية أم استسلام للأمر الواقع
- آلام المخاض لأجمل أطفال العالم
- انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم
- اقتصاد السوق وخرافة الكفاءة
- الفقراء لا يستفيدون من الرخاء ويدفعون ثمن الأزمة
- لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!
- اقتصاد الفقاقيع
- الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟
- مواجهة الفساد أم مناورة لامتصاص الغضب؟
- أبو الغيط يغيظ المصريين
- مالي أنا والشورى؟
- بورصة ، بورصة – ولا عزاء للفقراء


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رمضان متولي - الوجه الحقيقي لديمقراطية رأس المال