أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - صباحكم أجمل/ وللقاهرة عبق وجمال آخر.. يوميات من القاهرة 3















المزيد.....

صباحكم أجمل/ وللقاهرة عبق وجمال آخر.. يوميات من القاهرة 3


زياد جيوسي
كاتب واعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 08:53
المحور: الادب والفن
    



مسجد السلطان حسن في القاهرة

بعدسة: زياد جيوسي


[url=http://www.servimg.com/image_preview.php?i=148&u=12018225][img]http://i81.servimg.com/u/f81/12/01/82/25/dscf3411.jpg[/img][/url]


صباحكم أجمل/ وللقاهرة عبق وجمال آخر..

يوميات من القاهرة 3

بقلم: زياد جيوسي

واصلت القاهرة سحرها واستلاب روحي، لم تترك لي لحظة بدون تحليق، تجولت فيها وجالت بروحي، فكانت روحي تجول عبر سحر القاهرة وعبق النيل، لا أشعر بالتعب إطلاقا رغم كثافة البرنامج اليومي، لم تفارقني رام الله وعمّان وروح طيفي أبداً، ولم يفارقني الأصدقاء الذين التقيت بهم هناك، من التقيت بالسابق ومن تواصلت أرواحنا عبر الحروف والجمال وعالم الكتابة والحرف، فمن ليس معي بجسده وروحه تواصلني عبر الهاتف، فغمرني أهل أرض الكنانة/ أهلي بطيبتهم وجمال روحهم وحسن الضيافة وكرمها، فزادوا من بهاء القاهرة ومصر في الروح، فتجذرت في القلب وسكنته بجمالها والروعة والطيبة والمحبة.

ما أن خرجت وصديقي الرائع الأستاذ يحي حسن المذيع المعروف ومقدم البرامج في إذاعة صوت العرب من بوابة القلعة، حتى كنت أستدير بوجهي ونحن نركب سيارته وألوح للقلعة هامساً: سيكون لنا لقاء من جديد، فسحر القاهرة وأرض الكنانة لا يقاوم، لأتجه مع صديقي المضياف ذو الروح المحلقة إلى مسجد السلطان حسن، ومن ثم مسجد السيدة عائشة، ونجول في تلك الأحياء القديمة التي تروي كل حجارتها حكاية مضخمة بعبق التاريخ والأصالة، فكل ما قرأته عن تلك الأماكن لم يستطع إلا أن يزرع الحلم بلقاء المدينة الحلم/ القاهرة في الروح، لكنه لم يتمكن أبداً من أن يمنحني أحاسيس الجمال والروعة في التجوال.

كانت الحكاية تتواصل، وكل مكان نزوره يروي فصلا من الحكاية حتى وصلنا لأول مسجد في تاريخ القاهرة، مسجد الصحابي عمرو بن العاص، فانسكب التاريخ شلالات من جمال تروي حكاية مرحلة جديدة وحضارة أخرى من تاريخ مصر والعرب، فكل أعمدة هذا المسجد الضخم تروي فصولا من الرواية، تجولت فيه وعدسة التصوير لا تتوقف عن التقاط الصور، والروح لا تكف عن التحليق عبر عبق التاريخ ومجده، فليس أجمل من المكان حين يحكي الحكاية، يروي فصولا من رواية بدأت وليس لها نهاية طالما الدنيا قائمة، طالما الأرض تدور.

من باحة المسجد إلى محيطه والجمال، إلى الحي المحيط به ثم لأحياء جُلناها بالسيارة بين قديم وحديث، لنتناول العشاء في مطعم أبو رامي الشهير والمختص بأصناف محددة، لنواصل السهرة والراحة والحديث في مقهى يمازج بن القدم والحداثة، يحمل اسم نارجيلة الباشا، فجلسنا وصديقي يحي حسن في حوار جميل حول التاريخ وعبق الجمال، الحاضر وحلم المستقبل، لأعود لمقر إقامتي متوقعا بعد إرهاق الجولة أني لن أصحو في الصباح.

في الصباح التالي كنت أصحو مبكرا كالعادة، نشطاً متهيئا للمغادرة والتجوال، جلست للشرفة ورافقتني رام الله وعمّان وطيفي، نحتسي القهوة العمّانية، نتداول الهمس الروحي، نستعيد ما رأينا ونحلم بما سنرى، وما أن أنهينا فنجان القهوة وسماع فيروز رفيقة كل صبح حتى كنت أجول سيرا على الأقدام على جسر قصر النيل، أو كما يسميه الأهل في مصر "كوبري" قصر النيل، هذا الجسر الذي يربط ضفتي النيل كغيره من الجسور، تحرسه أسود أربعة على مداخله من الجانبين، ويقف سعد زغلول يشير بيده من جانب، ليلتقي عمر مكرم في ميدان التحرير من الجانب الآخر، يرويان معا قصة نهضة مصر الحديثة وعبق طيبها والجمال، وللتجوال على هذا الجسر جمال خاص، فأنا أسير عليه وإلى ميدان التحرير بدون ارتباط بمواعيد مع أصدقاء من الكُتاب كما في زيارة سابقة في الأيام التي سبقت، أجول وحدي وروح طيفي وهمساته ترافقني، فأنظر للنيل من حافتي الجسر، أقف مطولا متلقياً نسمات عبق النيل ترد لي الروح، أتأمل هبة الله لمصر أرض الكنانة، فجعل الله فيه آية وجعل من الماء كل شيء حيّ.

أتأمل النيل وحوافه والشطآن، تدخل روحي تشابيه جمالية كثيرة، فأحمد الله الذي أطعمني زيارة مصر وتحقق الحلم بزيارة المدينة الحلم، وأستعيد عبق التاريخ منذ انبثقت روح الحياة في هذه الأرض، وأجلس بعد التجوال الطويل الذي بدأ من حي الدقي حيث أقيم فميدان المساحة فميدان الدقي إلى شارع التحرير وجسر قصر النيل فميدان التحرير، أجول الشوارع المحيطة وميدان طلعت حرب، أتجول على المكتبات فيه وفي المناطق المحيطة، ثم أعود لميدان التحرير وأجلس على حافة قاعدة تمثال عمر مكرم، أتأمل الميدان والمباني، وجامعة الدول العربية، فيأخذني الحُلم إلى أمل أن تصبح يوماً مقراً للوحدة العربية، التقط صوراً لكل ما شدني في المنطقة، أستل قلمي ودفتري وأبدأ بالكتابة في ظلٍ منحني إياه التمثال، فقد ارتفعت حرارة الشمس وكنت بحاجة للظل والراحة، أتأمل حركة البشر والازدحام الكبير، حركة السيارات واكتظاظها الهائل، فأكتشف أن ذروة ازدحام شارع وصفي التل في عمّان وازدحام رام الله بين ميداني المنارة والساعة ليسا أكثر من نزهة مقارنة بما أراه، فأبتسم وأنا أرى في الحديقة حولي وفي الشارع أمامي الشباب والشابات يتأبطون أذرع بعضهم، يحلمون بالغد ويتجولون في الحديقة، أتأمل كباراً في السن يستظلون إما تحت ظل شجرة أو بظل السور أو التمثال، إلى أجانب يلتقطون الصور ويرتاحون من تعب التجوال، فأجلس حتى يأتي موعدي مع الصديقة الكاتبة التي جمعنا الحرف معاً، الطيبة هدى أم بتول، فنجول معاً ونحتسي القهوة في جروبي، ونتجول في الشوارع وفي ميدان طلعت حرب، ثم تأخذني بجولة في سيارتها تعرفني بشوارع القاهرة في المساء في مدينة لا تنام، حتى تعيدني إلى مكان إقامتي فأودعها على وعد بلقاء آخر قبل السفر، قبل العودة لأحضان عمّان الهوى ورام الله العشق والجمال، وأستعد لزيارة الأهرام في اليوم التالي الجمعة، بدعوة من صديقي خالد وتوأمه ياسمين، فقد أجل سفره للبعيد من جديد، من أجل أن يمتعني ويجعل روحي تحلق في عظمة الأهرام ولقاء أبو الهول.

صباح عمّاني جميل بنسمات باردة وشمس مشرقة، بعد عودتي من القاهرة في فجر يوم الأحد التاسع والعشرون من آذار، أجلس لشرفتي أحتسي قهوتي أستذكر معرضاً فوتوغرافياً يحمل اسم "تفاصيل" حضرت بالأمس افتتاحه في مركز رؤى في عمّان للفنان والكاتب والصديق هاني حوراني، فأستذكر تفاصيله الصغيرة وجمال روحه، وأنوي زيارة أخرى فإبداع جمال عين هاني حوراني لا تكفيه زيارة واحدة، ويحتاج إلى كتابة تدخل في عمق تفاصيله سيكون لي معها لقاء، وتلفني أنفاس طيفي وحروفي الخمسة الأجمل، أكتب عن القاهرة وما زال في الذاكرة الكثير، فروحي ما زالت هناك تجول، وجسدي هنا يرتاح بعد جولة كانت عبارة عن حلم، أستمع لشدو فيروز:

"راجعٌ من صوب أغنية يا زمان ضاع في الزمن، صوتها يبكي فأحمله بين زهر الصمت والوهن، من حدود الأمس يا حلماً زارني طيراً على غصني، أي وهم عشت به كنت في البال ولم تكن، أنا يا عصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن، أنا لا أرض ولا سكن، أنا عيناك هما سكني".

صباحكم أجمل.

"عمان الهوى 1/4/2009



http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com

http://www.arab-ewriters.com/jayosi



#زياد_جيوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباحكم أجمل/ سحر القاهرة
- صباحكم أجمل/ عبق النيل
- صباحكم أجمل/ عمّان ثريا ومطر
- قصة ساحة الورد
- صباحكم أجمل/ قلبي له
- الجسد الموشوم
- صباحكم أجمل/ وأنا الطير المشرد والأقاح
- مع كلام غير مباح للقاصة ميسون أسدي
- صباحكم أجمل غزة وجراح في القلب
- الذاكرة المثقوبة حقل من الألغام
- صباحكم أجمل/ سائليني يا شآم - يوميات دمشقية 2
- لوحة ذكريات الروح للفنان: د محمود صادق
- صباحكم أجمل آه يا شام - يوميات دمشقية1
- صباحكم أجمل / سماح.. يا بلد
- من وحي -خميلُ كَسَلِها الصّباحيّ-
- صباحكم أجمل/ هوايا الأرقا
- زياد جيوسي بذاكرته يوثق اللحظة في الصورة
- صباحكم أجمل الطيبة ورفقة وطن ومطر
- صباحكم أجمل/ أرصفة رام الله والعشاق
- هذيان صباحي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - صباحكم أجمل/ وللقاهرة عبق وجمال آخر.. يوميات من القاهرة 3