مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 09:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما الذي تفعله عندما تخسر عملك أو منزلك ؟
الذي نشاهده في شوارع لندن هو رد فعل منطقي ليس فقط على انهيار وعود الليبرالية الجديدة بل على واقع بسيط هو خسارة الكثيرين لأعمالهم و بيوتهم , إنه أكثر من مجرد محاولة بعض الحالمين أو الفوضويين التعبير عن احتجاجهم على وحشية عالم لا يلق بالا للفقراء و يهمش وجود الملايين لحساب أقلية محدودة جدا من أثرياء العالم , لا يخسر العالم اليوم بعض نوافذ البنوك الزجاجية , فيما تجازي القوى الكبرى في العالم بيروقراطيي هذه البنوك بالمزيد من الأموال التي تستقطعها من المشاريع الاجتماعية المفترض أن تخدم أكثر الطبقات تهميشا و فقرا , العالم مهدد ليس فقط بأن يتحول إلى سلعة يبيعها الأغنياء و يربحون من بيعها أو لمكب نفايات كبريات الاحتكارات , هناك أسئلة كبرى اليوم تطرح على الإنسانية لا تكترث لها القوى المهيمنة , بل تجيب عليها بكل وقاحة و استهتار بالبشر و وجودهم حتى لصالح المزيد من الأرباح للأغنياء , حتى صلاحية الأرض لحياة الأجيال القادمة و ربما للجيل القادم بالتحديد لا تعني أيا من كبار هذا العالم , إن محاولة ساركوزي و ميركل لعب ذات الدور المزيف الذي لعبه شيراك و كول في مواجهة توجه بوش الجنوني للحرب في العراق أو تصاعد دور الصين الدولي و تحولها إلى قوة إمبريالية ذات نفوذ و مطامع حتى في أفريقيا لا يشكل مفتاح الحل للأزمة الراهنة , لا يمكن العودة إلى الوراء للوقوع ضحية أية مشاريع تسلطية باسم العدالة أو بعضها ناهيك عن تصحيح النظام القائم , بشكل أوضح فأوضح تصبح قضية تحرر البشرية و بقائها هي قضية بناء مجتمع مختلف يقوم على حرية كل البشر الفعلية و تكامل نشاطهم خارج أسوار النظام القائم , هكذا لا نستعيد فقط وظائفنا أو منازلنا بل نكسب عالما جديدا نمتلكه جميعا بالفعل......
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟