أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسب الله يحيى - النقد في منظورين : الجفاء والوفاء














المزيد.....

النقد في منظورين : الجفاء والوفاء


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 00:44
المحور: الادب والفن
    



من العجيب والغريب في حياتنا الثقافية أن اسماع مثقفينا ليس بوسعها الأصغاء الا الى صدى اصواتها هي اولاً ، ومن ثم الى من يعزز هذا الصدى ويؤكده ويرسخه .. وان كان نفاقاً ، وان كان كذباً ، وان كان زائفاً..
والاعجب والاكثر غرابة من ذلك كله ، ان الوعي النابه من الناس ، يملك ثقة بنفسه وبما يكتب وبمن يسدد اليه اخطاؤه وينبهه الى عثراته .
فالمرء .. يعطي بقدر مايملك ويعرف ويدرك ويعي .. ولسواه رؤى اخر ، قد تلتقي او تختلف معه ، لكنها في جميع الاحوال ، يفترض الوقوف عندها ومراجعتها والعمل على معرفة مقاصدها واهدافها ومصداقيتها .
نعم .. هناك من يلغي ويسيء ويرفض ويعدم وجود الاشياء كلها ..
فليكن كل هذا ، ليكن ، شرط ان يبرهن ويحدد ويكشف عن مكامن الخلل ، وعن سبب الغاء مشروع ومحو حضور وهو موقف لايختلف ابداً عن الوجه الاخر الذي يمجد ويباهي ويحتفل بمشروع ثقافي او مادي معين .. شرط ان يجيب عن سر هذا البهاء ، وعن الق هذا المشروع .
المشكلة تكمن اذن في متلق ( مثقف) يعد نفسه محصناً من الاخطاء والسلبيات ، وماسواه الا عدو لدود ، ومشعل حرائق يفترض ان يلقى في قلب النيران التي اشعلها .. وفي احسن الاحوال .. يرى هذا الجمع من (المثقفين ) ضرورة ان ينظر الى النقد والنقاد من زاوية التجاهل والاغفال والأهمال .. وطي ماكتب وماقبل وماورد هنا .. في موقع الكتروني او صحيفة يساء النظر الى صوت الحقيقة الوارد فيها .
النقد .. رجاء ينشد الكمال والافضل والاغنى والاعمق .
النقد .. حوار مع الآخر ،وجسر ذهني مع من نبادله نسمة هواء ، وابجدية حروف .
انه ليس قطيعة ولاخلافا ولاجفاء ولانداً ولاخصماً ولاثأراً .
النقد .. حقيقة ماادرك ، وذلك حقيقة ماتدرك .. وادراك كل واحد منا ملك صاحبه، وله أن يباهي نفسه به ، وله أن يتأمل فيه ويراجعه ، وله كذلك أن لايأخذ به وأن يسدل الستار عليه ..
هذا هو رجاء النقد وحريته ووجوده ، وبغير هذا الفضاء المتاح ؛ ليس بوسعنا أن نفكر ونناقش ونضيف أو يضاف لنا .
من هنا نرى أن دائرة الجفاء ، تبدأ من جهل مطبق للعملية النقدية ، ومن غياب تام لمفهوم التربية النقدية المنفتحة التي نأمل ونمني انفسنا ونحن من نزعم ونطالب ونضحي من اجل حرية الكلمة .. فلماذا يتم اغتيال الكلمة في السر والعلن ، ولماذا يقف حراس الرقابة ويطلقون النار على الكلمة أو يعتقلونها في افضل الاحوال ؟ !
من العجب أن يحدث هذا في الاوساط الثقافية ، استثناء من الاوساط الاخرى التي قد تسوغ لنفسها الاسباب والنوايا الخفية .. وماهي في حقيقة الامر تملك نطفة من نية ، ولاخطى في الخفاء .
العلن .. سيد الاشياء وشمسها .. لذلك عد الخفاء قمراً تستره ظلمة الليل وهو يسرق نوره من بهاء الشمس .
فهل يريد الجفاء ان يمسك باللعنة حتى تصبح طلقة ، وبالسيف وهو في قمة الصدأ .. حتى يدمي ويلوث ويثير ويندد ؟
النقد .. لايشتم ولايسيء ولايتعامل مع مفردة ( الجفاء) أبداً ..
النقد ، صديق حميمي ، ومخلص بكامل النقاء .. وهو يمعن ويبصر ويحكم ويحتكم الى موازين مايعرف ، لا الى ظلم من لايعرف للعدل سبيلا .
النقد .. بصيرة نزيهة ، ومهمتها الأساس أن ترى الأشياء بعيونها لابعيون سواها .. فيما سواها يريد ان تبصر الامور كلها بعيونها هي وليس بعيون احد سواها .. وهذا هو الخطأ والعجب والغرابة معاً .. وهذه هي القطيعة بين من يهتم برؤاي ، ومن يريدني أن أهمل رؤاي وأرى برؤى غيري حتى اكون صديقاً زائفاً ، ومرشداً الى طريق محفوف بالعقبات والمصدات.
من هنا .. نحن بحاجة الى تربية نقدية حقيقية ، والى منظور جديد ، يرى في الآخر ، ماقد لايراه في نفسه .. ولايأخذ به الظن أنه بديل ، فلا بديل عن الباطل سوى الحق ، ولاسبيل الى النجاح الا الانتباه والنظر للاشياء بعيون متسعة بعيداً عن التأويلات الفجة ، والجفاء الغفل والنتائج المرة ..



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس الاول في التربية الشيوعية
- للكوارث في العراق الراهن..تسلسل خاص.
- الاعلام العراقي في شبكة
- نهار المدى .. شارع وحياة
- في ثقافة المصالحة والتسامح
- إعدام حلم
- الزعيم يختار الخراف الرشيقة
- الموجة تعشق البحر
- البراعة في احتمال الأذى
- سادة الانتخابات
- الأفاق الاجتماعية للكورد
- بيان في المسرح التجريبي
- في جامعة بغداد :الدراسات العليا بين الجد والمزاج
- غابرييل غارسيا ماركيز: الواقع وأبعاده
- كبار الكتاب كيف يكتبون؟
- الغربة العراقية في ثلاث روايات لمحمود سعيد
- كونديرا خارج الاسوار.. الطفل المنبوذ ..بطيئاً
- ميلان كونديرا: ثلاثية حول الرواية
- خذ ما تريد..وأعطني (حرية) التوقيع على ما تريد! قراءة في نص ا ...
- من هو : جومسكي؟


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسب الله يحيى - النقد في منظورين : الجفاء والوفاء