|
علاء الأسواني .....قصة نجاح
سالمي بن زيان
الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 07:17
المحور:
الادب والفن
«إن لم يكتب علاء الاسواني إلا هذه الرواية لكانت كافية لتضعه في مصاف الروائيين الكبار في الأدب العربي» الناقد صلاح فضل لا اعتقد أن رواية عربية حازت إعجاب القراء والنقاد على حد السواء مثل رواية عمارة يعقوبيان ،الرواية التي حطمت الركود الحاصل في حراك الأدب العربي وأزالت الملل عن قراء أعيتهم روايات مستعجلة ،باهتة هي أقرب إلى خاطرة تبدأ ولا تنتهي. عندما حصلت على الرواية ،قرأتها–على غرار الجميع- دفعة واحدة ،بنهم شديد متذوقا سلاسة الأسلوب وقوة الحبكة ،قرأت الرواية بامتنان لريشة الفنان طبيب الأسنان -علاء الأسواني –الذي" تحول من مكافحة تسوس الأسنان إلى مكافحة تسوس المجتمع." *1 في غمرة الامتنان تلك ،خطر على بالي خاطر مفزع ،فقد كان من الممكن ألا ترى هذه الرواية العظيمة النور ،وان نظل طوال حياتنا محرومين من طعم القص اللذيذ الذي تذوقه مئات الآلاف منا.ذلك أن الكاتب لم يستطع إصدار قصته الأولى "الذي اقترب ورأى"،لتعاضد عدة أسباب لا تجتمع مع بعضها البعض إلا في عالمنا العربي ،فالرقابة والتأمر والنحس وسوء الحظ ،حرمونا من التعرف على الأديب 10 سنوات قبل ميلاده الثاني وصدور رواية يعقوبيان. إن ما حدث له مع قصته الأولى جعله يتوجس عندما بدأ مغامرته في كتابة رائعته عمارة يعقوبيان سنة 1998 ،وهي الرواية التي استغرقت 3 سنوات.ثلاث سنوات من البحث والتنقيح ،والخوف أيضا .لذلك فقد قرر الهجرة إلى نيوزيلندة حالما يكمل روايته ، ولكن الحظ كان رءوفا بنا هذه المرة .لقد سافرت روايته بدلا منه وطافت أرجاء العالم ،وملأت الدنيا ضجيجا وصخبا ،فقد أثارت انتباه القارئ الانجليزي المعروف بعدم إقباله على الروايات المترجمة ذلك أن "جاذبية الرواية نجحت حتى في كسر حاجز اللامبالاة التقليدية التي يعتصم بها الناشرون باللغة الانجليزية حيال الأدب العربي، وهي اللامبالاة التي لم ينج منها الكثير من مشاهير الكتاب العرب" حسب الناقدة الانجليزية راشيل أسبدن ،أما في أمريكا فقد بيعت بسعر 27 دولارا،" وهو سعر مرتفع حتى بالنسبة للكتب الأميركية الأكثر مبيعاً"*2 ،وهكذا فقد ترجمت الرواية إلى الانجليزية والفرنسية والايطالية والعبرية وبيعت منها أكثر من 250 ألف نسخة في ظرف سنتين وتحولت إلى فيلم سينمائي ضخم" تم دعوة الكثيرين من رموز المجتمع على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمشاهدة العرض الافتتاحي وسط حشد إعلامي غير مسبوق, وفي هذا احتفاءٌ بالفيلم القائم على الرواية بكل ما فيها من نقد غاضب, ومع هذا لم يدع المؤلف (الدكتور علاء الأسواني) لحضور هذا العرس"3*،كل هذا الدوي كان من الممكن أن نحرم منه ،ويشد طبيب أسنان الرحال إلى نيوزيلندة .غير أن قصة جديدة كانت تكتب في الأفق. كان علاء الأسواني قد اعتزم نشر روايته على نفقته الخاصة بأعداد محدودة ،غير أن اطلاع الأديب جمال الغيطاني-رئيس تحرير أخبار الأدب- على الرواية ونشره لها على صفحات أخبار الأدب ،والارتياح الكبير الذي قوبلت به من طرف القراء،غيرت الكثير في قدر علاء الأسواني وفي قدر الرواية العربية.لقد تخلى علاء عن قرار الهجرة نهائيا ،بل انه أصبح اكثرالتصاقا بمصر أكثر من أي وقت مضى ،فانخرط في حركة كفاية السياسية ،وبدأ في الكتابة في الصحف المصرية ،إضافة إلى مزاولة مهنته الأولى الطب لأنه "لا يريد أن تصبح الكتابة وسيلة يتكسب منها عيشه بل هواية يتنفس و يحلم من خلالها".*4 بل إن النجاح المنقطع النظير لعمارة يعقوبيان قد مكنه من نشر روايته "المنحوسة " الأولى سنة 2004 وطبع منها أربع طبعات في سنة ونصف إضافة إلى ترجمتها إلى اللغة الفرنسية. "إن عمارة يعقوبيان جاءت لتثبت بعد شك- تسلل إلينا طويلا – أن الرواية لا زالت قائمة ،ثابتة، عتيدة،عنيدة ،وان على كتابها ألا يكفوا عن تعاطيها وانه بإمكانهم هم أيضا أن يشيدوا عمارات تتجاوز العشر طوابق ".*5 إن نجاح علاء الاسواني لم يكن نجاحه وحده انه انتصار للرواية العربية التي اعتقدنا أن الوهن قد أصابها ،انه نجاح للموهبة على الجمود والإقصاء ،انه نجاح التجربة على الخوف ،انه نجاح الالتصاق بالوطن على المنفى ،انه نجاحنا جميعا.
مصادر:
1 الناقد الدكتور صلاح الدين عبدي "دراسة أدب علاء الأسواني عمارة يعقوبيان" 2 طلحة جبريل " قراءة استثنائية لرواية عمارة يعقوبيان في أميركا" 3 الدكتور محمد المهدي موقع مجانين 4 الناقد الدكتور صلاح الدين عبدي "دراسة أدب علاء الأسواني عمارة يعقوبيان 5 عمارة يعقوبيان كتابات - عبّاس سليمان
#سالمي_بن_زيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كل عشرية وانت بخير
-
المنبطحون يعودون هذا الأسبوع
-
سأبحث عن بطل
المزيد.....
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|