أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آسيا علي موسى - هواجس محرمة














المزيد.....

هواجس محرمة


آسيا علي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 798 - 2004 / 4 / 8 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


مجرد كلام.....
" ما فائدة أن نكسب الناس و نخسر النفس ، ما معنى الحياة عندما نعيشها وفق احتياجات الآخر من يعيش لنا حتى نعيش له ، اكتبي و كأنك تعيشين وحيدة في هذا العالم ، الشيء الذي لا يبتعد عن الحقيقة كثيرا ، عري هذا العالم الذي صبنا في قوالب جاهزة مصنعة من عفن التاريخ و أكاذيب الأجداد، فعرينا يفضح الآخر الذي شاء لنا حياة منسوجة من خيوط العقل المريض"
قرأتها وأنا أفكر شاردة في آلاف القيود التي تربطني ، كيف يمكنني أن أكتب ما يختبئ بذكاء داخلي ، كيف أخرج كل أوراقي السرية ، هل يمكنني فعلا أن أ كتب دون أن يقابلني وجه أحدهم و سبابته تشير إلي ،،
" و يلك ، إياك أن تفعلي ،، ستصنفين في خانة المتمردين ، الكافرين بالنعمة ، المرتدين على الملة ، ستخسرين كل شيء ، "
أسرح بخيالي فيما يمكنني أن أخسره لو أخرجت ما يرسب في قاعي و أداريه بإتقان .
يغضب الزوج ويصفني بالخائنة .
و يسخط الأب و يتبرأ مني، و يدعوني العاقة .
ستنقم علي العشيرة و تقذفني بكل النعوت .
ستلعنني الملل و ترميني بالردة .
ماذا أخسر ؟ ماذا املك لأخسره؟
بل ماذا أجني ؟ ماذا جنيت من سكوتي ؟

تتصارع أفكاري بين مؤيد ومعارض .
كلهم يقولون أني عاقلة حكيمة ، لكنهم لا يدركون ما يداريه خضوعي و استسلامي ، لا يسمعون زوابع الغضب المجلجلة بأعماقي و نيران الرفض التي تحرقني .
ما معنى أن تقول نعم و أنت تردد في خفوت لا ، لا
مليون لا داريتها منذ الطفولة بنعم كاذبة .
ما معنى أن يصنع الآخر اختيارك وفق احتياجاته و أهوائه .
ما معنى أن تفتح فمك لتصرخ لكن تخرج منك ضحكة مدوية ساخرة .
ما معنى أن تغلق الأبواب مكرها وأنت تريد ملء قلبك أن تنطلق ، أن تحلق في السماء .
أن .. تحبس شعرك برداء يخنق أنفاسك وأنت تحلم بيوم واحد يلمس، يتغلغل الهواء المنعش رأسك.. تمنيت أن أقف على هضبة عالية و أترك وجهي و شعري للرياح ، كم تمنيت أن يراني الناس كما أنا ، كما خلقني الله ، كما أراد لي أن أكون ، على طبيعة هادئة بعيون مليئة بحب الحياة ، بقلب لا يفكر غالبا في ،، الموت ، وما بعده ، بروح جبلت على الانعتاق.
لكن أشياء كثيرة تخنقني ، تكبس على أنفاسي، تطبع على عيوني الجميلة نظرة قبيحة كلها نقمة و غضب و عتاب و لوم كبير ..
أحس باني سجينة...
غرفتي سجن ، لباسي سجن ، الناس الذين أقابل نظراتهم سجن من أعرف ومن لا اعرف، كل العقود، كل البنود ،كل الشهادات التي تقيد حياتي سجن،
جسدي سجن ،، روحي سجينة آمال مكدسة منذ قرون، تقدم كل زمن قرابين للقدر ،،
روحي المتعبة تبحث عن منفذ للحرية ، لكن كل الحياة سجن.
حتى الكتابة التي تغريني بالحرية ، حتى ورقي المستسلم بياضه لخربشاتي ، سجن لكلمات تنبض بالألم.
حتى أحلامي العذبة ، مشاعري الرقيقة ، ولدت لتظل حبيسة قلب تحاصره الأعراف .
حتى هو ، من زرع في حلما كبيرا ،وجعلني أطير ملء جنوني و فرحتي الحمقاء ،
حتى هو ،أغراني بسمو روحه ، أرسل لي أملا في وجود توأم لروحي الحبيسة في دير مهجور نسته الأزمنة، جاء ليخلصني من وحشة المكان ، مددت نحوه يدي المتعبة ، مددت نحوه آمالي التي ردمت منذ ولدت ، فلم ،، ألمس إلا أصابعي ، انزلق كما السراب ، كما الوهم الذي خلقته حاجتي ، مخلفا وراءه أسئلة جديدة ، مخلفا لي سجنا جديدا .
" من يعيش لنا كي نعيش له ، اكتبي و كأنك تعيشين وحيدة في هذا العالم ......."
الشيء الذي لا يختلف عن الحقيقة .
هواجس تتناوبني كلما جالست وحدتي ، لكنني أعلق أفكاري على مشجب المستحيل و أسجن جنوني في باحة الحرام ،
أهدئ من ثورتي ، أفرمل تمردي ، ربما غدا سيكون في عيني أهدأ ، لأنني أبدد ني على ترويض نفسي على اليقين.



#آسيا_علي_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوني امرأة
- رحلة إلى..السراب
- ما يشبه الابتسامة


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آسيا علي موسى - هواجس محرمة