الدفاع عن الأرض دفاع عن الوطن

سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يصادف يوم الأرض هذا العام ازدياد النهم الإسرائيلي إلى الأرض وتوسيع الاستيطان ؛ كما يتعاظم المد الفاشي في السياسة الإسرائيلية. ورغم ذلك لا تتوقف فعاليات الدفاع عن الأراضي.
ضمن حملات يوم الأرض في فلسطين تقرر تنظيم مسيرات احتجاجية . وإذا تناولنا مثال بلدة حلحول فقد منع المستوطنون المزارعين من خدمة أراضيهم في شعب الحاج وشعب أبويوسف، قرب المستوطنة التي أطلقوا عليها "كرمي تسور" . وهذه الأراضي مبوّرة منذ سنوات لأن المستوطنين في البؤرة الاستيطانية يمنعون أصحابها من الوصول إليها وخدمتها. كما يتحرشون بالمزارعين في الأراضي المجاورة، الأمر الذي يدل على أن تحديهم للقوانين والاتفاقيات الدولية لا يتوقف. ويمكن في أي لحظة صدور أمر عسكري بمصادرات جديدة ا بحجة تركها بورا. هكذا يتصرف الاحتلال الإسرائيلي إذ يتذرع بقوانين قراقوشية يضعها ويطبقها : هدم البيوت ومصادرة الأراضي والاستيلاء على العقارات وطرد سكانها، وإعلان مواقع منطقة عسكرية. ولا تنضب جعبة حكام إسرائيل وعسكرييها من الذرائع والحجج.

الجيش يستخدم المستوطنين ويوجه عربداتهم لوضع المزارعين العزل أمام القوة وغياب القانون لحملهم على الرضوخ لمشيئة إسرائيل. كما أنه يمنع بالعنف المسلح احتجاجات المواطنين. ففي يوم السبت 28/ 3/09 فرق جيش الاحتلال بالقوة وبالقنابل الغازية تجمعا في مدينة الخليل، على أرض السهلة ، مدرسة أسامة سابقا، التي حولت إلى مستوطنة رومانوف. حمل المتظاهرون قرار المحكمة الإسرائيلية العليا الذي أمر بفتح شارع الشهداء وطالبوا الجيش الانصياع للقرار والسماح لهم بالمرور عبر الشارع. و ببساطة أصد ضابط صغير أمرا عسكريا يعلن الموقع منطقة عسكرية يحظر دخولها والتواجد فيها. وبنفس البساطة استند الجنود إلى الأمر العسكري للبطش بالمتظاهرين وتفريقهم.

إن توجه إسرائيل الراهن دليل على تصميمها على تهويد كامل الضفة الغربية وبضمنها القدس. إنها تفصح عن نوايا التضييق على المواطنين وحملهم على الرحيل. ومن يقترف مجازر غزة لا يتردد في خلق ظروف تهجير الناس من ديارهم ، خاصة وأن مجلس وزراء إسرائيل بات يضم عددا من الفاشيين، أضراب ليبرمان. قال عنه نيفيه غوردون ، رئيس كرسي العلوم السياسية بجامعة بن غوريون أنه في حال تسلمه وزارة الخارجية سيشكل "فضيحة قومية" لإسرائيل. فهو يتعرض لتحقيقات بتهمة "الغش وتبييض الأموال"، وتدور حوله شائعات التلاعبات المالية . ورجل من هذا الطراز لم يتورع عن المطالبة بضرب السد العالي بالقنبلة الذرية وكرر مطالبته بمحاربة حماس في غزة ب "نفس أسلوب محاربة اليابان" ، أي إلقاء فنبلة ذرية على غزة ، كي "نستريح". و يلاحظ أن صوتا لم يصدر في العالم يشكم هذا الوحش البشري . العالم الذي يقبل حصار غزة لأن حكومة منتخبة ديمقراطيا تديرها، بحجة أنها متطرفة ، يقبل أن تدار إسرائيل بوزراء أشد تطرفا، بل فاشيين يعلنون أنهم لن يلتزموا بأي من الاتفاقات التي وقعتها الحكومات السابقة..
وقبل أيام أعلنت لجنة قضائية أن العرب الفلسطينيين هم أعداء. صدر هذا عن لجنة بعد تمحيص ونقاش حقوقي، وليس فلتة لسان سياسي مغمور أراد أن يظهر على السطح. أما السبب فهو التبرير القانوني لمنع المرأة من خارج إسرائيل متزوجة لرجل عربي في إسرائيل من الإقامة معه في إسرائيل. ويمكن أن يترتب على قرار اللجنة ، إن تم اعتماد المشورة الحقوقية، جرائم حرب عديدة وكوارث لا ترد ضد الفلسطينيين بالضفة. فقد اهتم القانون الدولي ، واتفاقيات جنيف بشكل خاص، بأمن وسلامة المدنيين أثناء الحرب. التوصية المشورة تبين مدى استهتار إسرائيل الرسمية بالقانون الدولي، دليل المد الفاشي داخل إسرائيل. وعلق اوري أفنيري المعارض لسياسات حكومات إسرائيل بالقول:" إذا كنا في حالة حرب مع الشعب الفلسطيني فهذا يعني أن كل فلسطيني ، ذكرا أو أنثى، أينما أقام، هو عدو. يشمل ذلك سكان المناطق المحتلة واللاجئين المتناثرين في أنحاء المعمورة، وكذلك العرب مواطني إسرائيل على وجه الخصوص." ثم يسوق أفنيري مجزرة غزة كمثال لهذه الفتوى القانونية ، ويخلص أفنيري ، بناء عليه، أن مزاعم التحقيق التي سيقوم بها الجيش بصدد مجازر غزة لن تسفر عن نتيجة.

سبق وأن أصدر مجلس الأمن والهيئة العمومية للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية قرارات تدين ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة . فالشعب الفلسطيني مسنود بالشرعية الدولية، لكنه مخذول من الدول صاحبة القرار الدولي.وليس عليه سوى ان يتحرك محليا وإقليميا ودوليا، ويحرك الضمير العالمي ، المتمثل في حركات مناهضة العولمة ، وحركات الاحتجاج ضد الإفقار الراهن بسبب الأزمة المالية.
إسرائيل تعلن الحرب على الشعب الفلسطيني بأسره، الأمر الذي يوجب على كل فلسطيني أينما تواجد أن يسهم في الحملة المناهضة لنهج مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات. وبعد الفلسطينيين ومن خلالهم تشمل الحملة المستدامة كل أنحاء العالم. مسئولية ينبغي أن يتحملها كل فلسطيني أينما حل أو ارتحل.
لترتفع الأصوات المطالبة إسرائيل الامتثال للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات