أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز














المزيد.....

احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بواكير شبابنا، كانت الأمور أكثر وضوحا ، والأسماء تساوي بالضبط مسمياتها: الحليب حليب، وعصير الفواكه عصير فواكه. ثم أخذت الأمور تختلط تدريجيا: عرفنا الحليب بطعم الفاكهة! و الفواكه المهجنة بفعل الهندسة الوراثية، فذقنا الخوخ بطعم البرقوق، والفراولة بطعم البطاطس أحيانا، والخيار أحيانا أخرى! وشيئا فشيئا لم تعد الأسماء تعبر بدقة عن مسمياتها. وظل الأمر في حدود المقبول طالما لم يخرج عن تجربة مذاقات جديدة في المأكولات والمشروبات. لكن مسيرة التهجين ، تمادت، وتغلغلت، وتسللت إلى أن انتقلت إلى عقول البشر، من دون استخدام علم الهندسة الوراثية. سرحت في هذه الأفكار، بعدما قرأت منذ أيام عن مخطط لإعادة إحياء الدعوة العروبية برعاية أمريكية، يا إلهي!.. الفكر القومي بنكهة المارينز؟ وملخص الموضوع كما نشرته جريدة الشروق مؤخرا؛ أن القريحة الأمريكية تفتقت عن فكرة جهنمية، فبعد طول خصام مع فكرة العروبة، وبعدما بحت أصوات القوم في إفهامنا أنها فكرة عنصرية بغيضة، حتى لو كنا نعترف أن العالم المسمي حاليا بالعالم العربي لا يربطه انتماء عرقي، وإنما تحتم المصلحة الاقتصادية والاستراتيجية البحث عن سبل تكامل لضمان الاستخدام الأمثل لموارده بدلا من تركها نهبا للطامعين. وإذا بالقوم يقتنعون فجأة بضرورة إحياء الفكرة، ويضعون السيناريوهات اللازمة لإجراء مصالحة بين حزب البعث في سوريا ونظيره في العراق، وظهرت دعاوى إعادة الاعتراف بالبعث العراقي بعدما كانت الموضة "اجتثاث حزب البعث". الجديد في الأمر أن التركيز سيكون على ضورة أن نتحد جميعا كعرب في مواجهة إيران، الفارسية، ذات المطامع الإقليمية. بشرط ألا نتمادى في "الاستعباط" ونعتقد أن علينا أن نتحد كعرب لنواجه ـ أيضا ـ الأطماع الإقليمية الصهيونية أو المخططات الأمريكية، لأن الأمريكان والصهاينة بالطبع ليسوا من الفرس ولا يمكن أن يكونوا من الشيعة؛ وإنما هم منا وعلينا، عرب أولاد عرب وموحدين أيضا!. عروبتنا هذه المرة ضد الأطماع الفارسية، وفقط. وهكذا أيها السادة، توقعوا أن تعود إليكم أحلام العروبة وأغنياتها وأناشيدها، ولكن بنكهة أمريكية ليبرالية عصرية!.
وبالمثل، كنا قديما نعرف من هو اليساري، ورغم اختلاف تيارات اليسار الماركسي المصري، إلا أنك كنت تستطيع أن تحدد ثوابت اليساريين، فلم تكن تجد يساريا ـ مثلا ـ يدافع عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، من دون حل القضية الفلسطينية "محور الصراع العربي الإسرائيلي". كان طبيعيا أن تجد أبناء الأثرياء عندما يعتنقون أفكار اليسار، يتنازلون طواعية عن امتيازات طبقية، ورثوها بحكم النشأة، لينخرطوا في صفوف جماهير الكادحين يقاسمونهم آلامهم ويفخرون بانتمائهم إليهم. وكان طبيعيا أن تجد اليساري الثوري من أبناء الفلاحين أو العمال يفاخر بانتمائه الطبقي ويحمل روحه على كفه مدافعا عن مصالح طبقته. أذكر زميلة في الجامعة كان أبوها وزيرا، ولم نرها تأتي إلى الجامعة بثياب فاخرة أو بسيارة خاصة، حتى لا يشعر زملاؤها باغترابها عنهم (رحم الله الشيوعي العظيم أحمد نبيل الهلالي، ابن رئيس وزراء مصر أيام كان رئيس الوزراء باشا حقيقي، لم نره يوما يلوي لسانه بألفاظ أعجمية أو يظهر بما ينم عن نشأته الثرية) . كان ذلك قبل أن يظهر يساريون ينتمون بحكم النشأة إلى أصول متواضعة، لكن ظروفا ـ ما ـ نقلتهم لطبقة الأثرياء، فباتوا يتأففون من رائحة الفقراء. ويحرصون على تربية أبنائهم مثل الأثرياء الجدد ، ويتعمدون إبعادهم عن أصولهم الطبقية الحقيقية، فينشأ الأبناء على مظاهر ثراء كاذبة، لا يكادون ينطقون العربية من فرط تعلقهم بلغات المدارس الأجنبية التي تربوا فيها، ويتعاملون بتعال وعجرفة مع "رفاق" الأمس الذين لم تلعب "البلية" معهم (رحم الله أستاذنا الدكتور أحمد عبد الله رزة الذي ظل حتى آخر عمره يفخر بأنه ابن أسرة بسيطة من حي عين الصيرة الشعبي) . وأصبح لدينا يساريون من رجال الأعمال، يديرون مشروعاتهم بالضبط على نحو كانوا يحاربونه بالأمس القريب، وإن احتفظ البعض منهم بصفة اليساري من باب الوجاهة الفكرية، وبقدرته على الطنطنة في اجتماعات النخب الثقافية بلكنة يسارية ولكن بأفكار ذات نكهة أمريكية.
وهكذا تنشأ لدينا شيئا فشيئا، ثقافات بذات مسميات الأمس الثورية، لكن مضامينها اختلفت واختلطت، وماعت، وبوصلتها انحرفت؛ فلم تعد تشير إلى طريق التغيير الحقيقي، وإنما تتعمد تضليل أبناءنا الذين يتلمسون الطريق، لتحرفهم عنه.






#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبهوا.. إنهم يسرقون الحلم!
- هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة
- أزمة .. وتعدي 22
- أزمة .. وتعدي 1-2
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز