محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 05:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عرضت قناة الشرقية تقريرا تلفزيونيا مصورا عن محنة أكثر من 70 عائلة عراقية تعيش العزلة والقهر وقسوة الطبيعة وسط صحراء النجف..التقرير مرعب ومخيف وقاس ويقدم صورة كئيبة ومقززة ومخزية عن حالة العراق اليوم..لم أستطع أن أصدق ذلك يحدث وموجود في وطن انتمي إليه ، كم هائل من البشر يعيش على النفايات التي تُقذف وسط الصحراء، وقد فات على حامل الكاميرا والمخرج الربط بأن في العراق الجديد كل شيء موجود ومتوقع وهو أفظع من واقع أي اقتدار إخراجي في فلم يريد أن يتحدث ويعالج مشاكل الناس بقسوة تطمح لإثارة الجدل والنقاش ،حتى البشر يعامل بإهمال كالنفايات تماما ، لا توجد أي طريقة وصف أخرى ..للأسف تلك حقيقة قاسية علينا الاعتراف بها ، لا يمكن الهروب من هذا العار، شخصيا لم أستطع تمالك نفسي سوى البكاء على العراق وعلى تاريخه وعلى حاضره المقيت ومستقبله المرهون بطبقة سياسية شرهة لا يهمها سوى الاغتناء والاغتناء على حساب معاناة وقهر ملايين من العراقيين ..أشعر بالخجل للانتماء إلى هذا الوطن، فلا قيمة للأرض دون احترام الأهم الذي يقطن فوقها إلا وهو الإنسان..التقرير بمجملة فضيحة عن هذا الزمن العراقي الرديء، فضيحة أن هذا يحدث في بلد يمتلك من الخيرات ما لا يمكن تعداده وإحصاءه، ..نعم يحدث هذا في بلد تحكمه طبقة سياسية لا يهمها سوى الحصول على المزيد من المكاسب والمغانم ومصادرة أموال فقراء العراق..فنثريات الرئاسة، ومكاسب النواب والوزراء وقادة الأحزاب والمشايخ المشرعة بقوانين النهب تعد عارا لكل من شاهد هذا التقرير المفجع والمقزز حقا...!
الكاميرا قدمت أطفال حفاة تنهش أجسادهم النحيلة الأمراض، عيونهم مزروعة بالخوف والقلق من رعب المجهول القادم، أمهات شاحبات من شدة الفقر والعوز، ورجال بلا بصيص من أمل قادم ....بشر وسط صحراء موحشة وغابات من الذباب الذي يعيش على أجسادهم تماما كما على النفايات التي رحمتهم بشرا وحشرات...في قرن جديد ناس لهم تطلعات وقسمات وطموح في حياة كريمة في عزلة عن إيه حياة رحيمة وعادلة ومنصفة وكريمة يعيشون بلا ماء أو كهرباء او مدارس او تطبيب أو بيوت ..لا مثيل لذلك حتى في الصومال أو في مخيمات دافور فعلى الأقل هناك منظمات إنسانية تقدم شيئا ما..اما في العراق الجديد فلا هذا ولا ذاك ..!
كم بشعة حياتنا...؟
كم هو عار أن ننتمي لأوطان قاسية فيها بشر لا يعرفون أي حدود للمحرمات ولمعايير الشرف والنزاهة والأخلاق والضمير....!
كل ذلك موجود ويحدث في عصر جلال- المالكي ومجلس النواب( الديمقراطي ) الموقر...!
لن أرفع راسي ثانية وأقول( عراقي )حتى يأتي زمن نظيف يزول فيه هذا العار ...!
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟