أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان شيرخان - العقد الاجتماعي














المزيد.....

العقد الاجتماعي


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم تصل اوروبا الى ما وصلت اليه من استقرار ونضج نظمها السياسية والاجتماعية بسهولة، استغرق الامر نحو قرنين، ولكن لا يستنتج من ذلك ان دول العالم الثالث التي تريد السير في ركب الديمقراطية والحرية ودولة القانون والمؤسسات تحتاج ايضا الى قرون. الاوضاع تغيرت والتقدم الهائل في التكنولوجيا سهل كثيرا انتقال الافكار واستنساخ التجارب او الاستفادة منها. ولكن السمة المهمة على التغييرات المهمة التي حدثت في اوروبا كانت ظهور فلاسفة ومفكرين وكتاب يحسنون طرح وتسويق الافكار الصادمة المزلزلة لسطوة الكنيسة والاستبداد الديني والفكر السياسي السائد، وهو ما تفتقده تماما اجزاء كثيرة من دول العالم الثالث، التي لم تصل بشكل عام بعد الى مرحلة الممهدات الضرورية التي تنتهي الى الصراع ثم التغيير ضمن جدل معروف، في اوروبا ولدت الافكار بعد مخاض تاريخي معروف، وكان ثمة صراع مرير بين سلطة الكنيسة والافكار الغيبية التي تزرعها في عقول الناس واصحاب نظريات العلم والعقل.
وكان لنظرية العقد الاجتماعي دور مهم للغاية في دفع التطورات السياسية والاجتماعية الى الامام، خاصة على يد المفكر جان جاك روسو (1712 ـ 1778)، الذي ساعدت افكاره في اندلاع الثورة الفرنسية 1789. وبموجب العقد الاجتماعي عند روسو تنازل الافراد عن حرياتهم الطبيعية للجماعة، مقابل حصولهم على حريات مدنية جديدة يكفلها المجتمع على اساس من المساواة، والعقد الاجتماعي هو الاتفاق العام على انشاء المجتمع السياسي، وهو ارادة عامة ومظهر من مظاهر السيادة، واساس نشوء الدولة الحديثة.
وثمة اعتقاد بان اصحاب نظرية العقد الاجتماعي كان لهم الفضل في ظهور فكرة المجتمع المدني، الذي لا ينشأ الا بواسطة عقد اجتماعي بين المواطنين ومن يحكم في دولة قوية يسود فيها القانون ويحترم الدستور.واستخدمت هذه النظرية كمضاد مطروح ضد الفكر البطرياركي، ولدحر الصبغة الدينية التي ابتدعها الحكام لاضفاء الهالة والقدسيةعالى حكمهم، ووصم من يعارضهم بمحاربة الدين. فبدلا من ان يستمد الحاكم سلطته من السماء كما يشيع زورا، اصبح الشعب هو مصدر السلطات وواهبها وبموجب عقد يحدد قواعد ممارسة السلطة، ليتطور الى ما عرف بالدستور الذي ينظم الاوضاع السياسية والاقتصادية للدولة، ولاحقت الدساتير في الدول الحية حركة المجتمع وتطوراته على شكل تعديلات يقرها واهب السلطات وهو الشعب.
لقد ضربت نظرية العقد الاجتماعي سلطة الحاكم المطلقة بقوة، وقالت انه بموجب العقد ستكون سلطة من يحكم مقننة وتخضع الى الرقابة الشديدة. احد اهم المشاكل التي تعترض سبيل تطور دول العالم الثالث، ان الدولة كمفهوم وممارسة لم تاخذ شكلها الشرعي الصحيح الذي يقود الى الاصلاح، فالشرعية مفقودة والحاكم يبقى في كرسي الحكم ما امد الله في عمره، يغير الدستور ليبقى في الحكم دورات متتاليات، ان الاساس الذي بنيت عليه هذه الدول هار وغير قابل للتطور، ومهمة اي اصلاح سياسي تصطدم بمعوقات كثيرة يضعها الحكام ومن لف حولهم.



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكثر تحملا
- دحر الفساد
- نعمة النفط المفقودة
- النفط والسياسة
- بيئة انتخابية
- وعود انتخابية
- الكوتا في خطر
- الثقافة السياسية
- اشكالية المفهوم
- سيداو ياسيداو
- هل نحن ازاء ازمة اقتصادية ?
- كفاءة الناخبين
- اعداء المجتمع المدني
- الحكم الرشيد
- رياح الاصلاح
- الاحزاب السياسية
- مؤسسات
- العراقيون واوباما
- فوزه نصر للديمقراطية
- الوضوح المطلوب


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان شيرخان - العقد الاجتماعي