أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح مطر - في ذكرى الرحيل














المزيد.....

في ذكرى الرحيل


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجود وعدم-خير وشر -نور وظلمة -فرح وحزن -ثنائيات لا تنتهي ألحت بضغوطاتها على أذهان الآدميين مذ هبط أبيهم من علياء الجنان منفياً إلى كوكب أعد ليكون وطناً له ولعقبه إلى أن تأزف الآزفة .
أكثر هذه الثنائيات إلحاحا ثنائية الحياة والموت التي خلقت إشكاليات متشابكة لم تحل عقدها ولم تفك رموزها رغم المحاولات الكبيرة والكثيرة التي بدت في ماهيتها طرقات خفيفة على باب صلد محكم الرتاج أوأسئلة عز الجواب على أغلبها وبات التكرار فيها عبثا قد لا يثير إلا من ارتأى لنفسه أن يكون مشاكساً أوهومجبولاً بطبعه على التفكر بالآلاء والغوص في لجج الغياهب بحثاً عن أسرارها لعله يفلح بشيء ولو ضئيل قد يطفئ به قليلاً من الغليل المعتمربه حباً لاينتهي بآخرية للاستكشاف والبحث عن الحقيقة : ما هي الحياة ؟-تعريفها -بداياتها -غاياتها- فلسفتها-أسئلة كثيرة صال بها الباحثون وجالوا-اتفقوا واختلفوا... لكن الموت هذه النهاية الداكنة للموجودات والهاجس المتعب شبه المجمع على مطلقية حقيقته هو الضاغط الأكبر على الذهنية الجمعية للبشر والدافع لها باتجاه التأمل والتفكر والمناقشة والاستنتاج الذي كثيراً ما يرافقه الجنوح و(الشطح) نحو الميتافيزيقيا المدغمة بغنوصيةٍ أصبحت مع الوقت منبعاً ثراً وغنياً للمثيولوجيا الشعبية والدينية عند الكثرة الكاثرة من الناس، ويبقى الموت عندنا نحن غير الفلاسفة رحيلاً إجبارياً من هذا العالم أو الدار إلى عالم أو دار أخرى لم نراها ولم نرى أحداً قد رآها- رحيلاً يزهق الروح ويبلي الجسد لا مهرب لنا منه إلى غيره ولا مندوحة عن وروده وكرع زؤامه سبقنا إليه أحبتنا،
وما نحن إلا مثلهم غير إننا
لبثنا قليلا بعدهم ثم نرحل
ومن هؤلاء الأحبة صديقنا الصدوق كامل طعيمه (أبا رشا)الذي تمر هذه الأيام ذكرى رحيله الثانية إذ رحل كسابقيه بلا موعدٍ غير الذي رسمه القدر طويَ أحلامه وأوقف هواجسه ورمى بطرفه لحاظاً اخترقت الحجب فأسدل الجفن وأسبل اليد وغفا إغفاءةً سرمديةً فتوقفت الحياة عن.. أو توقف عن الحياة قلب متعب مكلوم بضيم المرارات والهموم المتعددة المصادر والموارد ،قلب صغير بقدر قبضة يده لكنه وسع الناس حباً،طفح بالمحبة فاندلقت من أركانه سيولاً غامرة شملت الأقربين واغترف منها الأبعدين تحسها مرسومة على محياه الذي لاتفارقه البسمة الهادئة حتى في أحلك الظروف ، غابت الابتسامة وصاحبها الذي سألتني عنه أسواق المدينة وشوارعها وضفتي النهر ونخيلات الواشنطونيا الباسقات اللائي كثيراً ما غازل إحداهن وهي تسمق في أفق السماء وحَلُم لوأن في قلبها كنزاً وشغلنا وشغل نفسه في كيفية الوصول إليه لقد سقط قلب النخلة ورأسها وظهر ان لاكنز وإنما هذا القلب والرأس المترنحين هما الكنز سقطا واحترقا بعد ان جعلا من نفسيهما دريئةً لأطفال المدينة حين تصديا لقنبرة هاون طائشة أطلقها الرعاع في زمن أصبح لهم فيه قولة وجولة ...سقط الرأس وبقي جذع الواشنطونيا نابتاً كالرمح شامخاً باتجاه الأعالي يحاكي النجوم ويسرد على مر الأزمنة قصته مع المارقين ،لو أنك رأيت الرأس المقطوع يا أخي كامل لرثيته شعراً أو لأبنته بأحسن القول ولكتبت عنه قصةً من قصصك القصيرة لكنك رحلت إلى عالم الملكوت فلن تعبر الجسر بعد ولن تدلف المقهى ولا تحضر أمسيات منتدى الشطرة الإبداعي ،أصبحت جدثا غيبه الثرى وروحاً ذهبت إلى عليين وذكرى تستدر من مآقينا الدموع وأحرها دموع صديقك الشاعر الذي لم يرثيك بقصيدة فلربما رأى إن الدمع أصدق من القصائد وأكثر رقةً وشاعريةً من الشعر فاكتفى خليل مزهر ألغالبي بدموعه وكم ذكرك وهو يصارع المرض وآلام الكسور التي لم تلتئم بعد قائلاً أخي كامل لو كنت تعلم ما حل بي لشققت أستار الحجب وانسللت من عالمك البرزخي وأتيتني سعيا لكنك في رحلتك الأبدية فأنّى لك المجيء.
نم قرير العين يا أبا رشا وأنت في لحدك الصغير فلربما ألفته الآن وأصبح لك في عالمك الآخر رفقةَ ً وأصدقاء من ملائكة طيبين يجتمعون حولك ليقهقهوا وأنت تتحفهم بقفشاتك الجميلة .
نم هانئا ً هادئا ً فإن من كنت تخشى عليهم أن يبقوا بذي مرخ ٍ زغب الحوا صل لا ماءٍ ولا شجر قد باتوا في سهل يحفهم الأهل ويحيطهم الماء ويظلهم الشجر وتغمرهم عناية الله .
دع لنا مكابدة الهموم وحرقة الشوق ولوعة الفراق واسترح يامن خطفته من بيننا يد المنون فأصبح في الذكرى مع الغابرين ولو أن هذه اليد أمهلته قليلا ًليتعرف عليه حيدر عبد الله فلربما سيكتب عنه مسرحية ً ويخرجها لاتكون نهايتها مشهدا لنسر عائد بعنفوان كما في مسرحيته سلاما ً أيها الوطن وقد تكون النهاية التي سيختم بها (أبو الأمير)مسرحيته حمامة ً غاديةً تخوض في أفق اللامنتهي تخترق الغياهب الداجية وتترك ألقا ً يكحل ضوءهُ العيون.
..................................................





#صباح_مطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
- لا أقليّة مع المواطنة
- حصارالجغرافية
- الهوية الوطنية قاسم مشترك انتمائي
- من اجل دولة القانون
- انا سومري
- انصتوا لما قاله الفضيل...و كفوا عن فسادكم الاداري


المزيد.....




- قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا بالعالم..ما هي؟
- مصور يوثق جوهر الجمال في لبنان عبر سلسلة من الصور الجوية
- اختبارات صحية في المنزل تساعدك على معرفة سرعة رد فعلك
- مستثمر إيطالي يشير إلى ارتفاعات مهولة في فواتير الغاز والكهر ...
- السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
- من تصفية حماس إلى تهجير السكان.. كاتس يكشف استراتيجية إسرائي ...
- السوداني: وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في ...
- تقرير: استبعاد مسؤولي -الشاباك- من مرافقة نتنياهو إلى غزة
- تورط مواطن مصري في مخطط تخريبي بالأردن
- بعد الزلزلال المدمر في ميانمار.. فيضانات تغمر شوارع ومباني ث ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح مطر - في ذكرى الرحيل