أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للقصص زهو تشكيلي














المزيد.....

للقصص زهو تشكيلي


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 02:45
المحور: الادب والفن
    


فرار بسمة
ذات صباح في محطة باص أقبلت على المنتظرين فتاة تسير باتزان وئيد...كان وجهها عبوسا قمطريرا وعيونها غارقة في سجن حزن عميق لم يلبسهما الاكتحال الفاضح،ثوب مسرّة منظور...نظرته نظرة خاطفة عابرة... فنهضت منه آلاف الخلايا من جسده لتحية النظرة...لم ترّد الجواب وترفع ستائر الأحزان عن مسرح أحداقها، فدوّى منه بلاشعور تصفيق أسف!
وصلتها رسالة يديه فلم تتمالك ان تحبس عنه بسمة يتيمة هربت من أسوار قلعة حزنها المتشاهقة...أقبل الباص ليقلّ جبل أحزانها وأطنان سروره بالبسمة!!
نهم موج
كان الموج هادرا فالموسم فيضاني،الأطفال الخمسة غائبون في نومهم الطفو لي الساحر...سمع الأب هدير الفيضان ونغمة الأمواج المألوفة في ذائقته الفلاحية فنهض مذعورا واحتضن بكتلة جسده القوي، أطفاله الخمسة كجذع نخلة ذات فسائل..اندفع الموج في بيتهم الطيني المتهالك واختطف من الكتلة الخماسية الملتصقة بالأب، احد الأطفال، احتارت صرخات الأب الى أين تتجه؟ المكان مقفر من الجيران... الأم نائمة منذ سنتين تتوسد التراب...كان صراخه يبحث عن مجيب بلا جدوى وعيونه تبحث عن دموع وشهقاته زفير قاسٍ تنتظر الصمت الرهيب ورحيل غزو الموج..هاهو ابنه يبتعد بسرعة الموج نحو مصرعه...ليت بصري أيادٍ فتنتشلك! ليت صراخي زورقا فيقلك! ليت أنذهالي طوق نجاة...ها انت يا وليدي تغيب عن نواظري،هل اترك أخوانك الفسائل الأربعة لأتبعك وقد؟ أنقذك؟أم أغوص في صمتي وكمدي وحزني وانتظر الجواب الذي أترقب؟
تمر الساعات يهدا الموج ولا تهدا ثائرة الألم في جوى الأب المتلظي,,, ترسل له الأحزان جثة طفله الغريق يطل عليها الأحياء أخوته منذهلين ينتحب فوقها أبوهم،لن تنام النوارس بعد اليوم خمسة!
عندها غرقت الأحزان نفسها في موج بحر حزن أعمق!!
سهم اولمبي
خرج صباح يوم لا ليتمتع بنور الشمس أو ينتظر ضوء الأمل وإنما خرج لنية يتيمة وهدف محدد هو أن يرى من ملكت فؤاده فقد طالت ليالي بعادها عن نواظره،كان مطرق الرأس...مرفوع الفكر السارح في روضة التبصر بعشقها المستحيل النيل..تمرّ الناس أمامه لايشعر بانسيابية مرورهم ولا يردّ تحياتهم له الاوفق الدور الميكانيكي الذي رسمه بهندسية لشفتيه ..بالإجابة الآلية...
وإذا هو في غفلة الفكر السارح بها ...لا في غفوته..أقبلت!
كالسهم ونظرته كالسهم وحيتهّ كالسهم وتلاشت كالسهم..فلم ترّد الشفاه اليبوس...أنذهل الذهول...تمزقت كتلة الأحشاء،ضجّت الجوارح بالأنين...تنهدت الأحاسيس لوعة ولهيبا،لم تعد أقدامه تقوى على حمل تثاقله فنظرة واحدة هزت كل عروش الاشتياق!
ولما حان وقت بعادي عنها حملت ترابا وقلت للذكرى عندك باقّ!
ص.ب دجلة!
قادتني الصدفة لشاطئ دجلة،كان هناك وحيدا متكورا يكاد يلامس الضفة او يهمس لها او يعانقها..غاص وجهه عن الناظرين بين طيات أوراق يدندن بفحواها هامسا بنجوى خافتة شعر بصخب القادم الى محراب عزلته... تكدّر وانسل متواريا عن موج الضفة ململما شتات ما تساقط من أوراقه فالتقطت ورقة لم تستطع الهرب مثله!
مكتوب فيها [ في محطة لا يدخلها المسافرون،يرتكن قطار مهجور يسافر الى ارض التمنيات فارغا ويعود محمّلا بالوعود والتصبر الأزلي...ذاك قطار عشقي...في غفلة الزمن وغفوته تدخل المحطة راكبة رشيقة،أنيقة ،رقيقة تصعد بلا بطاقة في عينيها بريق وسحر وطاقة داعب خصلات شعرها الغجري نسيم رغبتي ولامس رموش جفونها رذاذ مودتي ناديتها امكثي!
أيتها الصاعدة قطار حبي المهجور فقد مللت الانتظار وترديد أناشيد الفراق....]
كوّرت ورقته المتساقطة من شجرة خريف هروبه...وأودعتها في صندوق بريد دجلة الخالد...فابتسم الأصيل المجاور، لدكتاتوريتي بقطع تأملات عاشق مستهيم!
هدى
هدى...!!
صرخةٌ ٌ من فمٍٍ مرعوب....أدخلي!!
كان القصف المدفعي الإسرائيلي على المخيم شديدا...وهدى غائبة في عالمها الطفولي الساحر تجمع علب الصفيح الفارغة وتبني أهرامات هندسية تصوغها أناملها الندية...بفرح غامر،ركضت أمها نحوها وغيبتهّا بحنان الأمومة الدافق في أحضانها..تشظّت بالقرب قذيفة..لم يكن متراس الأم فولاذيا فاستقرت الشواظ النارية فيه...فسقطت عن هدى ذراعا المتراس الذبيح !
يومها عرفت هدى معاني المخيم..الموت...إسرائيل..القنابل العنقودية ...مصائد المغفلين وقد ترتدي زي عرائس الطفولة..وعرفت القناص ونست عالمها الطفولي الخلاب وعلب صفيحها وعرائسها والمدرسة الموعودة وشدّ الشرائط الحريرية لخصلات شعرها الأخاذّ ّ فتعلمت كيف تنجو من الموت فجسدها الفتي الطري هدفا سيعانق شظية يوما ما بسلام وهي تراقب نزيف دمها الذي لن! يسعفه إلا الذين يحبوّ ن الموت وتراسلهم الدمعة العربية على عناوين مجهولة وبسرية تامة قد! يستنكرون...فالدماء هنا بسعر الماء!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يابشير تمتع بالتحدي الأجوف وأترك لشعبك العناء
- تحية لمنتخب الجرأة العراقي الجديد
- للعدالة دائما ،نورس
- حرباوية فاشستي
- كيف يتم تطوير الرياضة العراقية؟
- بسمتان بلاسحاب
- أحزان تمتطي المكوث
- راضي شنيشل والخطوة الجريئة
- فاصل.... فلن تتحدثوا!
- منقوشات حناء حزن.. تبحث عن كفين!
- نسمة هربت من قيظ الفاشست!
- دخان مجزرة خانق - من قصص الفاشست
- مرابية بين مخالب المغيب
- لماذا خسر الحزب الشيوعي العراقي الانتخابات؟
- ترحال
- من قصص الفاشست
- التطور الكروي العراقي
- الترقب وبطولة القارات
- غصّة
- حكامنا الكرويين والطموح التطويري


المزيد.....




- وفاة الفنانة الأردنية رناد ثلجي
- -حدث ذات مرة في الموصل- يحصل على جائزة MENA في مهرجان سينما ...
- الصين تسعى لحظر أفلام هوليوود الأمريكية ردا على رسوم ترامب ا ...
- زاخاروفا توضح موقف الغرب من النازية بصورة من عام 1948 لرسام ...
- المغرب: لبصير والعوادي ضمن 7 فائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب ...
- منع أم دعاية؟ الجدل يلاحق فيلم -استنساخ- قبل عرضه الرسمي
- لماذا أصبحت الأفلام أطول زمنا؟ وهل يستمتع الجمهور بها؟
- 40 عنوانا جديدا.. ومسيرة الموسوعة السعوديّة للسينما مستمرّة ...
- بمشاركة أكثر من 660 ناشرا.. الشارقة تطلق الدورة الرابعة لمؤت ...
- الشارقة -ضيف شرف- المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دور ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للقصص زهو تشكيلي