أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني مرأة وفراشة














المزيد.....


حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني مرأة وفراشة


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 05:35
المحور: الادب والفن
    



بيـــــــــت في الأثير
الفضـاء الثـاني
امــــــــرأة وفراشة
سيدتي ...
اخرجي من غربتك .. من وهم المكان المستغول خلف الوهم من كوابيس تغرد على الحان الوجع .. اخرجي من قوقعة السراديب المغلقة ، المغلفة بالصقيع .. من رحلات بلا نور في نهاية النفق ..

إني أراك بعين قلبي ، وقلبي لا يخطئ نبضك
إني أقرأك بعقلي.. وعقلي لا يخطئ مدوناته
إني اقرأ نبضك كما تقرأ العين نور الإحساس

كم أنت تجابرين على نفسك .. أراك تلوكين الوسائد بصمت ..من داخلك تصرخين دون ان تصرخي .. تمضغين الوجع و لا تشتكي .. تصارعين الزمن .. والزمن وقت يمضي ولا يعود .. ويقلبك الزمن وتقلبين المكان والفضاء من حولك نار متوهجة و لهيب لا يرحم ، والهواء من حولك مشتعل ككتلة محترقة وسط صهريج ..
روح تنبض كبريق وسط حلكة الظلام ..
في لحظات الوجع يجترك فحيح الصوت أثناء اللهاث وحبل الهوى مازال ينبض بلحن الحياة برجفة يدفعني إلى الروح المتأصلة في التوأمة المتماهية بداخلك إلى نور اليقين.
يتسلل حضورك في المكان ويبقى خالداً كخلود الزمن اللا متناهي .. لطالما أنت كل زماني .. يتسلل إلي من جديد كجسد امرأة في فراشة بيضاء لترتوي من قطرات الندى .
صباحا في لحظة انكسار الضوء على وجه زنبقة حديقتي المغمسة بقطر الندى
أرى فراشتي تمتص رحيق الحياة من شذا الندى اللامع البراق لتعلن عزف الحياة من جديد والرقص على أوتار البقاء المتجذر في تربة لتعلن أنها الحياة وسط الموت ، من تحت ركام بعثرته أيادي القدر في لحظات لتعود للغناء والعزف والرقص من جديد .. وفي كل مقام لها حياة وحياء .. فهي ملكة تسكن في روح فراشة كل غذائها من هوى الروح وما اشتهت نفسها غير سكنات الهوى في توأم الروح .

الوصول إلى مدارات امرأة
الحضور هو أنت..
كلما همت خطانا على حواف الاقتراب .. باعدها الخوف من لقاء النبضين المتوقدين في وسط مسافة لتعلن الحداد على الشوق المتوقد لتتباعد المسافات من جديد ..
إني بت اسكن على رفه قلبي وتجثمت السفر .. وأعلنت ان اقتل المسافات اللعينية .. احتفل بتحطيم كل المعابر والحواجز الأرضية .. ان أتحرر من ظلمي لنفسي .. ان أولد من ذاتي على راحة الزمان من جديد .. ان اختزل إرادتي في قرار لن أضيع من بعده ما تبقى من عمري في حسابات قد تبدد آمالنا على مذبح الخجل وتصبح كل الأماني مبعثرة كالركام على قارعة طريق الآلام .. فانا لست قديسا ملحداً يعبد الموت من اجل أن يفنى الجسد والروح تهيم في فضاء الوجع بلا رحمة كي تبكي عيون الملائكة على أوجاعنا .
أنت امرأة من ضوء على وجه الحاسوب تجسدت .. أحفظها بعيدا عن كل الشهوات ..
أنت في الضوء امرأة من خيال ممزوج من صورة وصوت وعند انفصال الحاسوب تتحولين إلى موقد من خيال ..
أي قياس...
المسافة بيننا هي كل ما عشناه خارج أعمارنا والتي تسللت منا في طي الزمان .. ومهما طالت الطرقات تبقى أشواقنا أطول مسافة من كل المسافات وأطول من كل الأزمنة طوال الوقت .
جئتك ملهوفا .. فهل أدخل في مدار الالتباس ؟
لا تجزعي على خط الهواء .. امرأة في صوت لا تسقط في غيري مع ترانيم الكلمات. فأنت معزوفة لحن لي متى عزفت مفرداتها رقصت وهي ساكنة في صدري .
فهل عرفت أي امرأة أنت ؟

أنت البهية في الأثير والغنية على الأرض في عين العذاب عند المفارز والمعابر ونواصي الطرقات . عند بوابة الحلم أحدق في الذين أكلوك وهم يتمنطقون بسيوفهم ، يتكاثرون عليك ذبحا وسلخاً وتقطيعاً يصنعون منك عشاءً يتجشأونك لذة ونصراً .

أنت بهجة في الأثير ورحبة في التفكير .. غنية على الأرض في عين العذاب .. تحملين حلم الصابرين .. انتظار صامت على المفارز والطرقات عند بوابة الحلم تنتظرين قرار المتمنطقين بسيوف من نار ، يتكالبون كالذئاب .. وأنت تقفين في وجه الرياح وهم يختبئون من خلف صفائح مبسطة من حديد ..
هم فقدوا الرحمة .. غيبهم الحقد عن التفكير وغاصوا في وحل المعاصي ولا يدركون انك جئت من ماء النقاء ومطر الأزل من روح التاريخ .. من عنق الماضي وتعمدت في النهر كما المسيح وبت كما رددت كل البرايا استغاثته حين سكنت في كل الصدور ..

من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر "
سيدتي أنت كالمجدلية التي تعمدت بلا خطايا .. ولم تكوني يوما على نواصي الطرقات تبيعين بضاعة الشهوات على الطرقات ولم تمارسي احتراف الغاويات ممن قتلوا العفة والطهارة على مذبح نهش الجسد المتلوي على أبواب الملذات المعتقة بخمور السكيرين ، هم أرادوا ان ينالوا منك وان تكوني مريام وان يمارسوا كل ألوان السفه والسفاح ، أطفئوا بياضك الناصع في محراب التنكيل ووأدوا براعم الحقيقة تحت سيوف مغمدة بدمك الزكي النازف من عروق كانت ترسم على تراب الأرض خارطة وطن .
أنت لست المجدلية ولا العصر عصور الأنبياء .. والحقيقة ساطعة كنور الشمس طاهرة النقاء ولا تحمل وجهان إلا عند من امتطوا الأحصنة وتصنعوا الفروسية وهم يجهلون طباع الأحصنة الأصيلة !!
أتيك سيدتي بما لا يحمله كل الرجال .. ليس ككل الذين يلتهمون بالشهوات الهائمة قبل أن يتأملوا وقبل ان ترى أحاسيسهم وعيونهم تخشى النظر وهم مبصرين .. بلا بصر .. وعقول غيبها خمر معتق في احضنه ومعين مبطن بفطر تتلوى من بعده الأحشاء .
يحتفون بك فريسة كمن فاز بصيد ثمين بعد مطاردة بشباك منسوجة من لباب الحديد المطرز بمخارز كلها أنياب وأسنان فوقعت في شباكهم تلهث والذبح جاءها من الوريد إلى الوريد والدم نازف وتتلوى من شدة الوجع أمام رؤى من فقدوا البصر والإحساس !!



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشياطين لا يبكون على الملائكة
- أطفال فلسطين ... دموع على صدر الزمن
- وطن يغرد وجعاً
- غزة بين المطرقة والشيطان
- الجسد والروح .. الحياة والموت
- غزة دماء ودموع
- حوار التناظر مع كاتبة الأدب المبدعة ماجي فهمي ..رسالة
- أفتديك لأنك أمي
- حوار التناظر مع الكاتبة د.فاطمة قاسم .................. د. م ...
- حوار التناظر مع الكاتبة فاطمة قاسم
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...التسلل إلى ممرات سرية
- أتجارة كانت أم خطأ فني ...!!
- الانتظار على بوابة الأمل
- بطاقة سفر بلا دعوة مازالت خلف وهم...!!
- مدينة الأحزان
- أبانا ولد فارساً مقدام
- غياب الروح
- أرجوحة الزمن.. وفراق بلا وداع
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...كيان الصوت
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...أجمل حالات الهروب


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني مرأة وفراشة