أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سهر العامري - شاهد من ايران !















المزيد.....

شاهد من ايران !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 795 - 2004 / 4 / 5 - 09:20
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لقد دفع الشعب الأيراني ثمنا باهضا جراء تدخل حكامه في شؤون دول أخرى منذ أن قامت الثورة في ايران عام 1979م ، وكان الأولى بحكامه الجدد هؤلاء ، والذين لا زالوا ينظرون الى العالم المتحرك ، المتبدل نظرة رجل دين من خلال جامع ، أو من خلال حسينية ، أن يهتموا بشؤون الناس في ايران ، والفقر المدقع الذي عليه الملايين منهم ، وحالة النساء المتردية والتي لم تُعرف حالة مثلها في غير ايران الأسلامية ! والأعداد الهائلة من جند البطالة المستديمة ، ومئات الألوف من عشاق الحشيش والهروين والترياق ، وعشرات الجوامع التي لم يصل ِ بها أحد ، والاطناب في مشاكل البيئة ، والابداع في صور الرشوة وصنوفها ، وكأنهم ما سمعوا الحديث الكريم : الراشي والمرتشي في النار !
لقد أهدر حكام ايران الجدد اموالا طائلة من ثروة الشعب الايراني في هذا البلد أو ذاك ، وحيثما تواجد الشيعة من أجل أن يبسطوا نفوذهم عليهم ، فتراهم يبثون عيونهم وجواسيسهم تحت عمائم ما عرفت غير حب المال والثروة ، حتى رفعوا شعارا لهم يردده مريديهم في احزابهم التي صنعوها لهم يقول : أمراة مطيعة ، وشقة وسيعة ، وسيارة سريعة !
تحت هذا الشعار انضوى الشباب المفلس في البلدان التي وصلها النفوذ الايراني في احزاب ومنظمات ما رغبت المخابرات الأيرانية إلا بالصاق اسم الله الكريم بها ، فكانت ثار الله ! وجند الله ! وحزب الله ! ، وربما هناك اسماء اخرى ، لمنظمات أخرى في الطريق .
فيما خلا من السنوات القريبة كتب احمد حمروش في كتابه عبد الناصر عن أن رئيس وزراء الأتحاد السوفيتي السابق ، نكيتا خروشيف نصح عبد الناصر بعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى ، وخاصة البلدان العربية ، ذلك التدخل الذي أنفق فيه عبد الناصر اموالا طائلة من ثروة الشعب المصري ، وراى أن على عبد الناصر إن يبني تجربة دولة ناجحة ومتطورة في مصر لتستهوي قلوب العرب من حوله ، وأن تكون لهم مثال يحتذى ، لكن عبد الناصر اشاح بوجهه بعيدا عن هذا النصح المخلص ، فكان ما كان من مسرحية الدموع التي ظهر فيها على شاشات تلفزيونات العالم ، يؤازره فيها جيش من المخابرات استطاع أن ينزل جموعا متظاهرة من أعضاء الاتحاد الاشتراكي في شوارع مدن مصر ، لتنظم اليها جماهير الشارع المصري التي أذهلتها هزيمة الريس ! أمام اسرائيل !
هذا الدرس القاسي لا يريد حكام ايران الجدد الانتفاع بهم ، فهم يوهمون أنفسهم ، ويوهمون اتباعهم من أنهم ظل الله في أرضه ، مثلما توهم في ذلك من قبلهم لويس السادس عشر ، ملك فرنسا قبل أن تأكله ثورة الجياع ، ولكي نقف على مقدار اهدار أموال الشعب الايراني المبتلى بحكامه في وهمهم هذا الذي بدأت تتجلى صور له في بعض المدن من العراق ، لا بد لي أن استعرض لكم ثمن هذا الوهم الذي يسعى له حكام ايران في العراق الآن.
يقول الحاج سعيدي ، مسؤول الملف العراقي في دائرة المخابرات الأيرانية ( اطلاعات ) في مقابلة أجرتها معه صحيفة الشرق الاوسط اللندتية إن الحضور الامني الايراني لا يقتصر على المدن الشيعية في العراق ، وإنما يمتد من زاخو شمالا ، والى ابي الخصيب جنوبا ، ويتألف جيش ايران السري في العراق من استخبارات الحرس الثوري ، وفيلق القدس ، ومن بينهم المئات من المهجرين من قبل صدام ، واللاجئين العراقيين فيها ، وبعضهم يتنكر في زي طلبة الدين ورجاله ، والبعض الاخر في المليشيات التابعة للتنظيمات الشيعية ، ويواصل حديثه قائلا : لقد اقامت مخابرات ايران في العراق (18) مكتبا في الكاظمية ، ومدينة الصدر ( الثورة ) من بغداد ، وفي كربلاء والنجف والكوفة والناصرية والبصرة وغيرها ، وتحت واجهات مكاتب خيرية تقدم المساعدة للفقراء والمستضعفين ! وخطة المخابرات هذه تقوم على تجنيد الآلآف من الشباب الذين يتوجب عليهم تعبئة اقاربهم ومعارفهم من أجل تحول العراق الى ايران ثانية من خلال التصويت في الانتخابات القادمة ، فقد خصصت ايران مليارا من الدولارات لمنع قيام دولة ديمقراطية – علمانية في العراق ، كما خصصت (7.) مليون دولار شهريا للانفاق على مكاتب مخابرتها العلنية والسرية في العراق ، هذا بالاضافة الى خمسة ملايين دولار توزعها شهريا كرواتب لطلبة الحوزات الدينية ورجال الدين المتعاونين معها ، كما قامت ، ومن خلال المتعاونين المحليين معها ، بتأجير ( 27..) وحدة سكنية من البيوت والشقق والغرف في كربلاء والنجف ومدن اخرى لاسكان عملاء مخابراتها، وعناصر فيلق القدس .
واختتم «الحاج سعيدي» حديثه قائلا: في الثمانينات وبأمر الإمام الخميني نقلنا معركتنا مع أميركا إلى لبنان حيث ضربنا مقر المارينز والسفارة الأميركية في بيروت وقمنا بخطف ويليام باكلي مدير المخابرات المركزية في الشرق الأوسط والعديد من المواطنين الأميركيين. وقد اضطرت أميركا إلى الاعتراف بدورنا في لبنان، واليوم ننقل معركتنا مع أميركا إلى العراق على أوامر مرشد الثورة للاعتراف بدورنا هناك أيضا .
وعلى هذا ، وبهذه المبالغ الضخم ، يكون الاستعراض في شوارع المدن العراقية بشبان وشابات لبسوا أردية سوداء على الطريقة الأيرانية ، وتعصبوا بشعاراتها ، وتكون مطاردة العراقيات في الشوارع ، وذبح المسيحيين ، واغلاق محلات بيع اشرطة الكاسيت ، وقتل من لا يمتنع منهم عن بيعها اعمالا مفهومة المرامي والمقاصد ، تهدف الى بسط نفوذ الدولة الأيرانية ، وليس لتطبيق شرع الله في الأرض كما يدعون نفاقا وبهتانا ، واخضاع الناس لسطوتهم ، وفقا لمنظور تحويل العراق الى ايران ثانية ، والذي تحدث عنه الحاج سعيدي لجريدة الشرق الاوسط اللندنية .
إن ايران توهم نفسها كثيرا ، ومن بعدها عملاؤها في العراق ، إن هي تصورت نجاحا لمخططها هذا ، فالعراقيون ، الذين نزلوا واهمين جمهوريتها سنوات طويلة ، تلمسوا عن كثب الظلم الذي نالهم، والجوع والفاقة اللذين حلا بهم ، والعنصرية التي مات عندها الدين، وسُجي في حضرتها المذهب .
العراقيون كل العراقيين لا يريدون ايران ، ولا يريدون أن ينتقلوا من ظلم صدام القاتل ، الى ظلم ايران الذي لسعت سياطه ظهور الايرانيين ، وتمنون له الزوال الآن ، وليس غدا ، ودونكم الشعب الايراني فالقوا بآذانكم إليه ستسمعونه يئن ثم يئن ثم يئن ! فعلام يردوننا نحن العراقيين أن نخرج من يم أنين لنغرق في بحر انين آخر ، يكون الحاكم فيه هذه المرة ناطقا باسم الله ، ينظر لنفسه على أنه ابن الله وحده ، وما عداه من البشر قد مسخوا قردة في نظرة غرور وصلف تذكر بالأكاسرة من حكامهم الفانين؟ وعلام تريد ايران منا ان نغرق ببحر من دماء بعد أن اشهر حكامها افلاسا تاما في سياستهم الداخلية والخارجية ؟ علام ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
- العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !
- ظرف الشعراء (9) : إبن مناذر
- عام على سقوط القتلة !
- ظرف الشعراء (8) : كثير عزة
- صبيحة والموقف الايجابي من المرأة !
- ظرف الشعراء (7) : أبو نواس
- الزرقاوي ورسالة مخابرات الدولة !
- أزمة السكن و تصريحات الوزير !
- ولكنه ضحك كالبكا !
- حين صار كوكس مُلا !


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سهر العامري - شاهد من ايران !