ديما احمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 02:01
المحور:
الادب والفن
إنه الفيلم الحائز على ثلاثة جوائز أوسكار لهذه السنة،والذي يقوم على قصة تنتمي لعالم الفنتازيا حيث يتمحور حول حياة بنجامين باتون الذي وُلد في عمر إنسان في الثمانين عجوزاً فاقداً للذاكرة،مقعداً لا يستطيع الحركة،لكن كلما تقدم به العمر أصبح أكثر شباباً.
إنها لحالة غريبة وفريدة حيث يبقى بنجامين طوال حياته مختلف فهو عجوز وتراه يلعب مع أطفال صغار!! ويتعلق بطفلة صغيرة لكنها لا تكون مناسبة له وهو العجوز.وعندما يصل لمنتصف العمر يصبح مناسباً لها حيث يقيمان علاقة ثم يفترقان ثم يلتقيان بعد سنوات حيث يعيشان معاً.
لكن حبيبة بنجامين تستمر كأي إنسان طبيعي يتقدم فيه العمر فتظهر عليها علامات الكبر،بينما بنجامين يستمر بالتراجع وتظهر عليه علامات الشباب.
المأساة تكبر حينما يكتشف بنجامين أن حبيبته حامل!! كيف سيربي طفلته؟وهو الذي يتراجع به العمر حيث قد يصبح بعمر طفلته في المستقبل!! وهنا يضطر بنجامين إلى الإنسحاب والإختفاء من حياة عائلته لكي تربى طفلته بوجود أب طبيعي.
ويعود بنجامين بعد عدة سنوات ليرى طفلته من بعيد تعيش مع أبٍ غيره بينما يكون بنجامين قد أصبح بعمر شاب مراهق وحبيبته وأم طفلته أصبحت إمرأة في الخمسينات.وبعد عدة سنوات تضطر حبيبته إلى الإعتناء به بعد أن أصبح طفل ولا يذكر شيء ثم يتحول بنجامين إلى رضيع ويموت بين يديها.
قصة مؤثرة جداً تُشير إلى مدى العجز والضعف الإنساني فالتقدم في العمر إلى الأمام لا يختلف كثيراً عن الارتداد إلى الوراء،وبكافة الأحوال فإن الإنسان يحتاج إلى الرعاية بعمر الطفولة مثلما يحتاجها في عمر الكهولة.
لذلك لا يجب علينا الشعور بالحيرة أو الإنزعاج حينما نجد أن والدنا أو والدتنا عندما يكبرون يتصرفون مثل الأطفال حيث أن الإنسان الكهل يصبح مثل الطفل وهو بحاجة إلى عناية،و علينا أن نوسع صدورنا ونتحمل أهالينا في الكبر مثلما تحملونا في الصغر
#ديما_احمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟