أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - تجنب الألم سيكولوجية الدفاع عن النفس














المزيد.....

تجنب الألم سيكولوجية الدفاع عن النفس


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 04:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعيش الإنسان في بيئة و محيط واسع ، يحتضن وجوده ، و يحفل بكيانه و هو يعلم من خبراته أن هذه البيئة تحمل معها مجموعة كبيرة و ضخمة من المثيرات المجهولة و الغامضة ، التي لا يعرف أثرها ، و تفسير لمعانيها ، و مدى تهديدها و خطورتها ، و ما الوسائل و الطرق لتجنبها ، و التعامل معها و بواسطتها . و على الرغم من التطور التكنولوجي و الحضاري الذي وصلنا إليه نجد أن بني الإنسان مازالوا يحاولون أن يبتكروا وسائل و أساليب و نظريات جديدة أكثر تطوراً و حداثة ، من أجل الحفاظ على البقاء و حفظ النوع ، أن هذه الرغبة في التطور لم تظهر في سلوكنا او توجيهها لنا ، ألا من الحاجة لتجنب الألم و الأذى ، و الحصول على الراحة و الأمن ، و الحفاظ على كيان الإنسان ضد ما يهدده من مخاطر و مخاوف واقعية كانت أم سلبية ، أنية أم مستقبلية .
أن هذه الحاجة قديمة قدم الإنسان نفسه ، ولدت معه و تقدمت بتطوره ، فمثلاً أن دفاع الإنسان التكنولوجي عن نفسه يختلف عن دفاع الإنسان البدائي نفسه ، و أساليب البقاء قديماً تختلف عن أساليب البقاء حديثاً ، و ما حياتنا النفسية و البيولوجية ألا صور من هذه الأساليب الدفاعية المتمحوره لحماية الشخصية مما قد يصيبها من أذى و ضرر داخلي أو خارجي .

تجنب الألم فطرة أم تعلم ؟
تعد الحاجة لتجنب الألم و الخطر حاجة فطرية بيولوجية يشترك بها الإنسان مع بقية الكائنات الحية ، أذ يخلق الإنسان و هو مزود ببعض الأساليب التي تمكنه من الابتعاد عن ما يؤذيه و يسبب له الضيق ، و قد نشاهد بداية هذا السلوك لدى الإنسان في مرحلة الرضاعة ، و يظهر في صراخ الوليد و بكائه ، أو عندما نضع وسادة أو يدنا على وجه الطفل فسرعان ما يدفعها بيديه او حركة رأسه لتجنبها أو دفعها بعيداً عنه . و هكذا مع نمو الإنسان و احتكاكه مع الآخرين من أفراد الأسرة و الأصدقاء و المجتمع ، يطور الإنسان هذه الحاجة بتعلم الكثير من السلوك الذي يساعده في الدفاع عن نفسه ضد ما يعترضه من مثيرات خطرة و مؤلمة ، و يظهر ذلك في اهتمامه ببناء المنازل ، و اختراع و تطوير الأجهزة الحديثة ، و تحسين العمليات الطبية ، و استعمال الأدوية ، و أبتكاره للأسلحة ، و بحثه في النظريات العلمية .

البقاء للأقوى و الأذكى
يمتاز عصرنا بالسرعة و التقدم و التطور ، و هذا التطور شمل كافة مجالات الحياة و جوانبها ، و بذلك فأن أساليب دفاعانا و حمايتنا يختلف باختلاف ما نمر به من تطور و ما نواكبه من تقدم ، فالإنسان لم يقف في أي عصر من العصور و ثبت عليها ، أذ هو في سعي دائم للبحث عن المعلومات و امتلاك المعرفة و اكتشاف المجهول ، لذا تختلف أساليبنا في الدفاع عن أنفسنا بما نملكه من قوة و معرفة ، فعلى اثر ذلك اختلفت أساليب دفاع الإنسان باختلاف قوته و معرفته و فهمه ، و هذه جاءت كما يلي :
1 . أساليب ( بيولوجية / نفسية ) : و تتمثل بما يمتلكه الفرد من بنية جسدية قوية تساعده على التكيف مع البيئة ، و ما يتمتع به من ذكاء و صلابة نفسية يساعدانه على التوافق و تحمل الشدائد و الأزمات التي يمر بها .
2 . أساليب ( علمية / خرافية ) : و تتمثل بما وصل إليه الإنسان من نضج و تطور فكري و علمي ، فمن خلال هذه الأساليب يواجه الإنسان مشاكله و مخاطره بأسلوب علمي منظم ، يستطيع من خلاله تفسير ما يجري حوله من تغيرات بصورة علمية ، أو قد يواجهها بأسلوب فكري خرافي و بدائي وراء طقوس و تعاويذ و قرابين و أضحية و أدعية يتجنب بها ما قد يواجهه من ألم ، و خاصة أذا لم يجد للتغيرات و الظواهر المحيطة به تفسير علمي مقبول يوضح به هذه التغيرات ، أو عندما لا يستطيع أن يكشف الغموض لمجريات الأحداث التي حوله ، و هذا التفكير البدائي صاحب الإنسان في بداية مسيرة الحياة الإنسانية و إلى حد الآن لدى بعض الجماعات .

تجنب الألم حاجة فردية أم جماعية ؟
بدأت الحاجة الى تجنب الألم كحاجة أصيلة عندما كان الإنسان يعيش وحده ، و يعتمد على قدراته و مهاراته و قوته في حماية نفسه من برد و حر و أمطار و حيوانات ..الخ ، و لكن ما جعل هذه الحاجة جماعية احتياج الإنسان لأخيه الإنسان ، فبالرغم من اعتماد الإنسان على نفسه لكنه لم يستطع أن يشبع كافة احتياجاته و رغباته و المحافظة على أمنه ، لذا هو بحاجة ماسة للمساعدة و الشعور بالطمأنينة وقت الشدة و المرض و الصراع مع الطبيعة ، فعلى أثر ذلك بدأ الناس يتجمعون على شكل جماعات و قبائل تربطهم مواثيق و أعراف في الدفاع عن النفس ، و التجمع و التعاون وقت الشدة و القحط ، كما ظهر في تجمع الناس على قبائل تنظيمات اجتماعية عسكرية مهمتها الحماية و الحفاظ على القبيلة وقت الحرب و قدوم الخطر ضد جماعات أخرى معادية لها . فضلاً عن ذلك ظهرت تنظيمات و تجمعات أخرى كانت غايتها التبادل الفكري و المهاري لغرض التقدم و التطور الإنساني ، و هو ما عزز الصلة و العلاقات بين القبائل و أقامة تحالفات من أجل التعاون و الحماية وقت الحروب و الغزوات ، و قد أخذت هذه التنظيمات بالتعقيد نظراً للتطور و الاتصال بين دول العالم ، فظهرت تحالفات دولية و إقليمية ، كالتحالف الأوربي ، و الأنجلو أمريكي.
ألا أن من المهم أن نوضح أن أي حاجة إنسانية لا بد أن تشبع بشكل مشروع و أمن و بصورة مقبولة ، بعيداً عن الاعتداء و الإيذاء للآخرين أو للجماعات الأخرى ، إذ الكثير من الجماعات أخذت هذه الحاجة كحجة و مبرر للهجوم على جماعات أخرى ، و للسيطرة عليها و استنزاف ثرواتها و خيراتها بقصد الحماية منها أو لها كما هو حاصل الآن في مجتمعنا أو ما كان سابقاً أثناء الاحتلالات الغاشمة للأراضي العربية ، إذ علينا أن نكون على درجة كبيرة من الوعي ، و أن نجمع قوانا لنطور أنفسنا و حمايتنا من كل معتد أثيم لأن الاتحاد قوة و التفرقة ضعف .



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفشل سيكولوجية الإخفاق و الهزيمة
- الحاجة الى التنبيه الحسي سيكولوجية الإثارة الحسية
- الإدراك معنى الحياة
- أسباب التسرب الدراسي لدى طلبة الدراسة المتوسطة و الإعدادية
- مقومات التضحية سيكولوجية الشجاعة و الفداء
- سيكولوجية نشر الشائعات في المجتمع العراقي
- أحلام اليقظة وسيلة لإشباع الرغبات المكبوتة لدى الفرد العراقي
- التمركز حول الذات سيكولوجية تدهور الذات و العلاقات الانسانية ...
- رؤية تحليلية في سيكولوجية الشخصية المتعصبة
- لعب الأطفال بين براءة الأمس و عنف اليوم
- سيكولوجية اللغة بين أسرار النفوس وصدق الكلام
- الأنسان و الخرافة و الطب النفسي
- المستوى الإدراكي للطالب الجامعي اتجاه الوجود الأمريكي في الع ...
- العقاب المدرسي الطريق للهرب من المدرسة
- الاقتدار الاجتماعي سيكولوجية العيش و احترام الآخر
- قلق الموت هل أصبح هاجساً لدى الفرد العراقي ؟
- الذات الجسمانية سيكولوجية التوافق مع الجسد
- الرغبة في الزواج سيكولوجية الحاجة للجنس الآخر
- الاهتمام الاجتماعي سيكولوجية الصداقة و الحب
- الشعور بالوحدة سيكولوجية الانسحاب الاجتماعي


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - تجنب الألم سيكولوجية الدفاع عن النفس