|
الذمة والضمير
مرتضى الشحتور
الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 09:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيرة هي البضائع الفاسدة التي اجتاحت حياتنا واربكت واقعنا وخربت ثقتنا وافسدت قيمنا ، كثيرة هي البضائع النتنة والسلع الرديئة التي نتلقاها من مختلف الجهات والواجهات ،في مقدمتها البضاعة التي يوزعها بعض الساسة والتفاهات التي يطلقها ادعياء الفتوى وشحاذي التقوى . ومن ضمنها الخطاب الرديء لبضع المسؤولين والدفاع الهزيل للفاشلين ،والفشل المتواصل للقائمين على شؤوننا واستمرار الزعامات الفاشلة في التستر عليهم والقائمة طويلة ومعروفة ومفضوحة. قلنا وقرائنا واتفقنا على ان الخراب الكبيروالواسع ليس في مالحق البنيان وانما الخراب الخطير والمرير ذلك الذي اصاب ضمير الانسان. لقد فسدت الضمائر لدى البعض وكنا نمسي ونصبح وقائلنا يقول زيد ماعنده ذمة ،وعبيد ماعدنه ضمير، وابوهم ،طلّق الشرفين جميعا ، لاذمة ولاضمير. منذايام اقدمت الحكومة الصينية على اعدام مائتي رئيس مصنع ميلامين وذلك لثبوت ترويجهم وتداولهم اطعمة تدخل في صناعة حليب وحلويات الاطفال . لقد تاكد ان عدة الاف من الاطفال اصيبوا بامراض قاتلة وان حوالي خمسون طفلا لقوا حتفهم. الصين دولة مترامية الاطراف ولكنها امة متماسكة ودولة تُحكم ادارة شعبها الغفير الملياروربع المليار نسمة وفقا لانظمة واضحة تطبق و بمنتهى الحزم ، حتى عجزت الاسرة عن انجاب طفل ثاني كون الدولة وقد حرّمت ذلك( قانون طفل واحد لكل زوجين) ستكتشف حتما الجريمة ،فالطفل الثاني عمل غير قانوني !ولايعتد باي عذر لدرء العقوبة ،من قبيل ادعاء الرجل تمزق الواقي الذكري جراء ممارسةحميمية حامية اوادعاء الزوجة ، انها تناولت حبة منع تبين لاحقا انها فاسدة.نعود واعود الى بضائعنا. كل البضائع الفاسدة تذهب ويذهب اصحابها لانها تمر فلا تحدث في الاذن غير الوقرسيما ومعظمها نستدل على فساده بسهولة ، اظن ان بضاعة بعض مسؤولينا بارت سريعا. انما الاطعمة الفاسدة التي يتولى توزيعها تجارالقتل او تجار الجملة من اهل المليارات السحت هي الاخطر ، اصحابها لاذمة ولاضمير.فالقتل بالسم ينطوي على دناءة وخسة، ونوع من الاجرام والسلوك العدواني متاصل في النفوس المنحرفة بالفطرة. ماذا اقول عن مروجي الاغذية الفاسدة ؟ اقول بلا تردد انهم حثالة تستحق السحق والحرق . قبيل ايام كنت في احد المواقف ، ولما فرغت من مقابلة المسؤولين فيه وقفت على كدس من الالبان الفاسدة. راجعت نفسي ، واستشعرت الخطر ذلك انني وبحكم العادة لم اكن يوما انظرالى الاكسباير الموجود على عبوات الحليب وشتى المعلبات التي تضعها ام بيتي في قائمة طلباتها فاكون راضيا سعيدا بجلبها قدر السعادة والرضا الذي انثره كما الجميع في قلوبهم . وسرعان ماابتعدت عن موقعي ذهبت افكاري بعيدا بعيدا خشيت على صغاري ثم استعذت فكم مرة كان طفل هناك يتضور الما وبكاءه يمزق القلوب و يؤلم اركان البيت دون ان ندرك اننا اطعماه سما غذائيا ،نشتريه بدراهمنا نهديه العذاب والموت بعدم تحوطنا وحسن نيتنا. حين غادرت المكان كنت اجد غير واحد يدعوني لشراء جهودي اوابتياع ضميري واستخدام معرفتي ومعارفي لمساعدة المجرم ، لانقاذ تاجر السموم البشرية من ميزان العدل. ولم اكن لحظتها قد تجاوزت صدمتي.وارجوا ان تتفهموا اجابتي. ماكنت حياديا قلت اجل لن اكون حياديا ،لن اكون حياديا بين القاتل الجشع المخادع، والضحايا الابرياء من الاطفال الرضع والنساء. ان صاحبكم يستحق حكما غليظا وان القضاء مطالب بعدم استخدام اسباب الرافة والرحمة معه فالغرض دنيء والباعث سيء. انتقلت الى غير منبر حيث واجهت مسؤولا حكوميا من (الكوادر الوسطى). قال ، هؤلاء لاذمة ولاضمير ، لكن مابالك بمن يتوسط لهم.؟ من يدعوا لاطلاق سراحهم.! من يقول لك ،،خطية عنده عائلة وبركبته جهال،،. مابالك ان يغضب مسؤول ويمتعض رجل دين ان رفضنا وساطته ووضعنا المتهم تحت سلطة القضاء. الاطعمة الفاسدة سموم قاتلة يوزعها قتلة ومجرمون رسميون. مافيات توزيع الاطعمة المسمومة تدير اسواقنا وتنشر الامراض الغريبة والمستعصية بين اهلنا.، ولذا اجد اننا في مواجهة قاسية تستدعي جهودا مختلفة.من الجهات المختلفة. البرلمان مطالب اليوم بقول كلمته ، مطالب باصدار تشريعات تشدد وتغلظ العقاب للتجار والمروجين والمتسترين لهذه البضائع القاتلة. الصحة مطالبة بتفعيل لجان المراقبة والقيام بحملات يومية واعطائها الصلاحيات المناسبة لغلق المحلات واتلاف البضائع. توفير رقابة صارمة عند المنافذ الحدودية. تفعيل دور الجهاز المركزي للتقييس. اعادة العمل برقابة البيطرة والزراعة على المجازر وعلةات بيع اللحوم. هناك كارثة حقيقية يدفع شعبنا ثمنها تحت صمت رسمي وشعبي واضح. فساد الضمير وغياب الذمة وانعدام الضمير خطر محدق يطوقنا جميعا. اننا بحاجة لحملة وطنية لمواجهة هذه الكارثة الحقيقية.
#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليفني الاولى حقا
-
لاتظلمونا ،اللقب عراقي!
-
مئة يوم في البيت الابيض
-
كوليرا - الكل يرى
-
الحسناء وماكين
-
امطار ايلول
-
اي شيء مهم لم يتحقق!
-
الداخلية بين قرارين
-
أبو غريب – أبو ظبي
-
فوازير الحكومة
-
لا النجاح ولا المعدل يكفي
-
درس اخلاقي ياشعب الجماهيرية
-
على دين مديري
-
هيئة عليا
-
عقالي ام قبعتي؟
-
جولة هنا وصولة هناك
-
لانفي ولا تأكيد
-
ايها المطران ،اننا نرفض دموعهم
-
شيخ الاعلاميين
-
عذرا يامدينة الرئيس
المزيد.....
-
بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة
...
-
وزير الخارجية الفرنسي: لا خطوط حمراء فيما يتعلق بدعم أوكراني
...
-
سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
-
هل تعود -صفقة القرن- إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى ال
...
-
المسيلة في -تيزي وزو-.. قرية أمازيغية تحصد لقب الأجمل والأنظ
...
-
اختفاء إسرائيلي من -حاباد- في الإمارات وأصابع الاتهام تتجه ن
...
-
أكسيوس: ترامب كان يعتقد أن معظم الرهائن الإسرائيليين في غزة
...
-
بوتين يوقع مرسوما يعفي المشاركين في العملية العسكرية الخاصة
...
-
-القسام- تعرض مشاهد استهدافها لمنزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية
...
-
للمرة الأولى... روسيا تطلق صاروخ -أوريشنيك- فرط صوتي على أوك
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|