أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - إكرع حتى ترتوي!














المزيد.....

إكرع حتى ترتوي!


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من عادته ان يقع ضحية الاكتئاب، كان جالسا على المصطبة امام داره وكف يده اليمنى تسند خده الايمن وعقله سارح بعيدا في المجهول وجفل من طرحي السلام عليه وفزّ واقفا ولسانه يتمتم "نقزتني يا ابن صالحة"! وتابع " ريقي نشف ناولني ابريق الفخار لاروي عطشي، وزرنق من زنبوعة ابريق الفخار وشرب كأنه لم يذق طعم الماء من سنة"! قلت له "مالك يا ابا الحسن، يا علي الحوراني مش على بعضك، الهم راكبك وكشرتك بتقطع الرزق ويطرح الحبلى، افردها عاد واضحك للدنيا حتى تضحك لك" لم اكن في حياتي انسانا متشائما كما تعرفني، ولكن مصائب ربنا هدت حيلي، ارتويت قد ما كرعت مصائب، قال ابو الحسن، ابني "عثمان" انهى الثانوية بدرجة ساقط في البجروت، بعثناه يتعلم صنعة كهربجي سيارات فلم يصمد اكثر من شهر، صاحب الورشة ما عنده رب يعبده كان يشغله من مشرقها لمغيبها، وفي احد الايام شخط صاحب الورشة بعثمان "وينك يا حمار، هات مفك البراغي"، ومن تعبه وحفاظا على كرامته لم يتحمل الاهانة وفش غله بغسل صاحب العمل بدنا اوصل صاحب العمل الى المستشفى واوصل ابني الى السجن ثلاثة اشهر. وهذه المصيبة هوينه مع غيرها، امريكا خوزقتنا، كنت انا والختيارة موفرين قرشين من التأمين وعلى حساب لقمة عيشنا لمواجهة اليوم الاسود، قال بسبب ازمة امريكا ضرب رأس الكلب من نيويورك قام طال الذنب ونعوص ونبح في اسرائيل وخسرنا اكثر من نصف قيمة توفيراتنا وحواش عمرنا. يا حسرتنا كنا مفكرين نخطب لعثمان بعد خروجه من السجن، ولكن الوضع صار يستر الله، المصيبة الاكبر حلت بابني البكر حسن الذي تجاوز عمره الخامسة والخمسين سنة، كانت حالته المعيشية مستورة مع انه وزوجته انجبوا سبعة اولاد، زوج بناته الثلاث، اما اولاده فيدرسون الهندسة والطب والمحاماة وعلم الاجتماع في جامعات ومعاهد القدس وتل ابيب وحيفا. وحسن يعمل منذ ثلاثين سنة في مصنع اللحوم والدجاج والمرتديلا "زيغلوبيك" في مدينة نهاريا. وكان لخبرته المهنية كاختصاصي في هذا المجال يقبض معاشا دسما ويشتغل ساعات اضافية لاعالة وتلبية احتياجات "ربع ياجوج وماجوج في بيته، قبل ثلاثة اشهر استدعاه مدير المصنع وقال له "يا حسن انياب الازمة وصلت مصنغنا الطلب على البضاعة انخفض فشل كبير، خطر الافلاس يهددنا، سنفصل عشرين في المئة من العاملات والعمال ونخفض الاجور عشرة في المئة ونلغى ساعات العمل الاضافية ونقصر اسبوع العمل الى خمسة ايام" وخرج حسن هائما على وجهه في سوق البطالة وهو يردد "لو لم يهججونا قسرا من بلدنا المهجرة لفلحنا ارضنا ودبرنا معيشتنا دون الحاجة لنقع ضحية جلاد الاستغلال وعنصرية الجلادين الذين يطردون العرب اولا"!!
قبل اسبوع – قال ابو حسن الحوراني – جاءنا في ساعات المساء احد معارفنا من قريتنا المنكوبة والمهجرة، كان طاقما بدله على آخر طرزه وكرافتة تتدلى على كرشه المنفوخ، وبالصدفة كان ابني حسن وزوجته لطيفة وابنتي تفاحة وزوجها عمر عندنا مع بزرهما: قال ضيف "الصدفة" حامل لكم معي بشارة سارة، علمت بوضعكم المعيشي الصعب، قلت ان لم اساعد ابناء بلدي فمن ابدى منهم، البرازيل فاتحة اذرعها والشغل فيها حبطرش ويا من يشيل، من يهاجر توفر له التذكرة والارض والمسكن مجانا ولكن بشرط التنازل عن جنسيته وارضه وان لا يتدخل في السياسة في البرازيل"! تنطح له حسن قائلا: يعني ترانسفير وطني والهجرة من الوطن بدل حق العودة اليه، بلغ سيدك ليبرمان وموليدت وكل عصابات الترانسفير انه من هالمراح ما في النا رواح وقال علي الحوراني، "يا ابن حنيفة جدك كان شهيدا وانت جاي تسمسر بتراباته، حتى لو لم نرتو من المصائب فنحن قدها وقدود، اذهب الى اسيادك، لم تعد ابن بلدنا.




#احمد_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمواجهة قانون فاشي عنصري، معاد للعرب وللدمقراطية!!
- نتائج الحوار الفلسطيني في مواجهة مخططات التصفية الاسرائيلية! ...
- حكومة برئاسة نتنياهو واليمين المتطرف دالة لكوارث مرتقبة؟
- جبهة كفاحية واسعة لمواجهة مخاطر التحديات المرتقبة !
- عشية الانتخابات للكنيست - لزيادة تمثيل من صاغ الهوية الكفاحي ...
- دفاعا عن العاملين والمظلومين اجتماعيا: الجبهة عنوان النضال
- خطة نتنياهو الليكود الاقتصادية لتعميق فجوات التقاطب الاجتماع ...
- البعد الكارثي -لمذكرة التفاهم الامني- الاستراتيجي بين اسرائي ...
- حقائق حول استراتيجية الحرب المبيتة على غزة والشعب الفلسطيني!
- بانتصار براك اوباما الحاسم هل تهب رياح التغيير الجذري فعلا ع ...
- هل تطرح فعلا خطة جدية لانقاذ الازمة المالية العالمية جذريا؟!
- التخبط الحاصل في وسائل معالجة الازمة المالية العالمية !
- مع انهيار مجمّع -ليهان برذرس- الاستثماري الامريكي: امريكا مس ...
- ما هي الخلفية والابعاد الحقيقية للقمة الرباعية في دمشق السور ...
- مع قدوم وزيرة الخارجية رايس: هل يتوهّم أي احد تغيرًا جديا في ...
- وتبقى دائما يا درويش المحمود بأصالتك الوطنية المميزة وبأصالت ...
- تدنيس المقدسات وتدمير الشواهد الوطنية ونبش القبور معالم بارز ...
- استقالة اولمرت في الموازنة السياسية الحقيقية
- مع عقد مؤتمرها في طهران: شتان ما بين ماضي وحاضر مجموعة دول ع ...
- المقياس الحقيقي للموقف الايجابي من المقاومة كتجسيد لقوة الحق ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الكلية العسكرية التي درّبت قوات المعارضة قبل ال ...
- أمير قطر يزور موسكو
- صراع النفوذ على النفط يعمق أزمات ليبيا
- عراقجي يميط اللثام عن رسالة خامنئي لبوتين
- غزة.. نزوح نصف مليون فلسطيني جراء استمرار العمليات العسكرية ...
- توتر تركي يوناني حول التخطيط المكاني البحري
- مصادر بوزارة الدفاع التركية: آلية خفض التصعيد مع إسرائيل لا ...
- -سر الطابق الخامس-.. 6 إصابات غامضة بأورام دماغية بين موظفي ...
- بوتين: روسيا قوة فضائية رائدة
- روسيا وقطر.. سنوات من التعاون


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - إكرع حتى ترتوي!