أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حدود التفاوض والمناورة














المزيد.....

حدود التفاوض والمناورة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما أعلنت اللقاءات مع قيادات بعثية غير صدامية فإن الهدف الاهم من هذه اللقاءات قد تحقق بمجرد الاعلان عنها، فعلى مدار الاشهر الماضية كانت حلقات في القرار السياسي والعسكري الامريكي تشير وبإلحاح الى إن هناك عقبة تحول دون منح الحكومة العراقية مزيدا من السلطة السيادية وتعرقل تقليص الدور السياسي الامريكي في العراق وهذه العقبة هي مستقبل ودور البعثيين في العراق، وكان القلق الامريكي على هذه النقطة يزداد بإيحاءات من حكومات دول مجاورة ومن دبلوماسيين شرق أوسطيين ودوليين كانت لهم علاقات جيدة بالحكم البعثي للعراق، وكذلك كانت هناك أطراف عراقية مشاركة في العملية السياسية تغذي مشاعر الذنب عند الساسة الامريكان حول قانون إجتثاث البعث وتطبيقاته، وكل هذه الاطراف أنتجت مشهد غائم إسمه "المصالحة الوطنية" يزداد ضغطه مع كل تدهور أمني وإستحقاق سياسي.
تشعر قوى الائتلاف الموحد إن الضغط الامريكي والاقليمي والداخلي للسماح للبعثيين بالمشاركة السياسية مجددا هو ضغط على مكونات الائتلاف تحديدا ومحاولة لنهش جزء من حصتها في السلطة وهو الامر الذي أقرته قوى سنية في آخر جولات المصالحة خلال تشكيل الحكومة القائمة حاليا عندما طرح سؤال عمن سيتنازل للبعثيين لإدخالهم الى مقاعد الحكومة، ولذلك إعترضت هذه الايام قوى سنية على إدارة ملف التصالح مع البعثيين متوقعة إن أي دخول بعثي لساحة المنافسة السياسية سيأكل من حشد ناخبيها.
لقد شهد البعث منذ زمن طويل إنشقاقا طائفيا أخرس، دفع ببعض الشيعة من أعضاء الحزب للتحول الى معارضة بعثية شيعية تتخذ من دول الجوار مقرا لها، ورغم إن هناك معارضة بعثية سنية للنظام السابق لكن العلاقات الاجتماعية كانت تجعل من البعثيين الشيعة المعارضين لصدام أقرب الى بقية فصائل المعارضة الاخرى التي تسلمت مقاليد الامور بعد التغيير، ومن هنا وجدت قيادات الائتلاف الموحد إن المناورة للتخلص من شبح عودة البعثيين يمكن أن تمر عبر لقاءات مع قيادات بعثية شيعية وهي لقاءات لن تقود الى تنازل حقيقي على المدى الطويل وهذا الامر يدركه قادة الائتلاف الذين أداروا اللقاءات في المنطقة الرمادية بين الوظيفة الرسمية والدور الحزبي.
يمكن للقاء ببعض القيادات البعثية مهما كان دورها وحجمها وإنتماؤها أن يزيح عن طريق الائتلاف الكثير من المشاكل والازمات، أولها إختيار البعثيين الذين يتم التفاوض والحوار معهم بشكل يؤدي لإيجاد تنظيم بعثي على مقاس العملية السياسية وثانيها، التخفيف من ضغط المصالحة مع البعثيين الذي تمارسه أطراف دولية وداخلية وثالثها شق ما تبقى من صفوف البعثيين في الداخل وتفكيك تحشداتهم وتوجيه البوصلة الانتخابية لمؤيدي البعث نحو الاحزاب التي إعترفت بهم مجددا وصالحتهم أو على الاقل أقنعتهم بوجود هكذا إعتراف أو مصالحة.
التصالح مع البعثيين الذين كانوا في السلطة حتى 9/4/2003 مازال خطا أحمر من قبل كل الاطراف السياسية لأن مشروع هؤلاء البعثيين يتركز في إلغاء العملية السياسية ولن تنفع الضغوط الامريكية والدولية والاقليمية والداخلية في دفع الاطراف السياسية العراقية بما فيها بعض الاطراف السنية لتجاوز هذا الخط الاحمر لأنه خط حياة أو موت بالمعنى السياسي والجسدي حتى.
ستقدم الحكومة العراقية وجوها بعثية أو تنظيما بعثيا حتى وتمنحه فرصة للحياة وتعتبره النموذج الوحيد للبعث المسموح له بالوجود في العراق وهذه العملية ستكون طويلة لكنها ستجلب ثمارا عزيزة للأحزاب التي تديرها فهي بكل الاحوال ستشتت البعثيين في الانتخابات وتقلص من سطوة بعض الاحزاب والشخصيات التي تدافع عن مصالح وحقوق البعثيين وتحاول حصد أصواتهم، والاهم إن البعث سيغوص في النفق الطائفي تماما.




#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشائرية والانتفاع السياسي
- بعد التصفيق لأوباما
- مستنقع الأمن
- الموازنة وجدلها المتأخر
- الائتلاف الموحد..المعادلات الجديدة
- المجالس الخاسرة
- إدارة الانتخابات
- قانون الاحزاب
- من سيعتزل؟
- ما لم يحدث في الانتخابات
- دروس في التغيير
- تجاوز الانتخابات
- شرعية المخاوف من الدكتاتورية
- دعاية تغيير الدستور
- المال العام وتكريس السلطة
- الانتخابات..ظلال من الشك
- مغريات السلطة
- المحاصصة..التقويم والمزايدات
- الديمقراطية في الأحزاب
- شؤون المنطقة بعيون عراقية


المزيد.....




- بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس ...
- بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح ...
- نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي ...
- فرنسا دخلت في مأزق سياسي
- القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
- 7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
- مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
- ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
- الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حدود التفاوض والمناورة