أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:29
المحور:
الادب والفن
أدخلُ اليوم في هيئةِ الحرفِ والحرف روح
فرحاً مثل رأس ٍيحدّق في المقصلة.
قلتُ للألفِ: إنّي بريء، وللامِ: إنّي أضيعُ، وللألفِ واللام:
إنها المسألة:
أن أسوح بأرضِ العذاب.
قيل لي: الأرضُ لا تعرف الناسَ والناس غرقى.
لهم أعين لا يرون بأحداقها
ولهم لعنة الصخر مدفونة كلّ يوم
ولهم ألسن كأفاعي الهنود.
حطّ قربي الهنودُ قليلاً قليلاً وطاروا.
أفقتُ قليلاً من الليل
وأزحتُ الأفاعي بعيداً بعيداً إلى أول الصخر،
فانكشفتُ بفجرِ النخيلِ الطويلِ. تسلّـقتُ أعذاقه
مثل كفّ تساقط أعذاقها إصبعاً إصبعاً
في هدوء.
وانتبهتُ طويلاً: فلا النخل نخل ولا الأرض أرض.
ولا الماء ماء.
حوصرتْ دمعتي حين قتلاي قاموا إليَّ بسيف طويل،
حوصرت لغتي ألف دالٍ وياءٍ وباء
صيحة من هباء.
قلتُ للحرفِ: أنتَ الذي يعرفُ النخلَ يسكنه
فسحةَ الوقتِ والوقت ريح.
قلتُ: هزّي إليكِِ، الأماني كلابٌ هزيلة
والليالي ذيول
وأنا فرحٌ مثل رأسٍ سيهوي من المقصلة.
******************************************
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟