أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جمال المظفر - هنيئا للعراقية هذا الترمل














المزيد.....

هنيئا للعراقية هذا الترمل


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 08:41
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


يحتفل العالم كل عام في الثامن من آذار بعيد المرأة ، ونحتفل نحن في العراق بهذه المناسبة ولكن بطقوس خاصة ، على وقع موسيقى جنائزية لجيوش الارامل وطوابير اليتامى ...
فالمرأة العراقية موشحة بالسواد اسوة بأرضها المكناة بأرض السواد ، ما ان تخلعه من جسدها حتى تعيده ثانية لان مصيبة اخرى قد نزلت على رأسها ، أو حربا كونية قد دخلنا في اتونها ، فساستنا مولعون بالحروب والعنتريات والرقص على حد السيف وافتعال الازمات والقاء الخطب والتباهي بالانتصارات التي تأكل من الضحايا مالاطاقة للمقابر والمصحات والمشافي على استيعابهم ...
المرأة العراقية تعاني التهميش والاقصاء وينالها العنف الاجتماعي والاسري ، وهناك احصائيات مرعبة عن جرائم قتل للنساء بدعوى غسل العار او الخروج على الاعراف والتقاليد ، واخريات ذهبن ضحايا لفتاوى التطرف الديني التي اباحت قتلهن لمجرد التبرج او سياقة السيارات او ارتداء ملابس تخل بالشريعة الاسلامية او الاختلاط في مكان عام ...
اما الجانب الاكثر كارثية فهو احتفالنا كل عام بهذا اليوم على وقع مليون ونصف المليون ارملة من ضحايا الحروب المتعاقبة التي قادتها الهرقليات الفارغة ، ناهيك عن جرائم الارهاب والعنف الطائفي الذي شهده العراق بعد احداث سامراء ... نساء فقدن ازواجهن في الحروب وتركن بلامعيل ، واعداد كبيرة منهن لايجدن فرص عمل او غير مؤهلات لممارسة اي عمل سوى التنظيف او الطبخ ، واخريات يتعرضن لمضايقات اثناء عملهن من قبل ارباب العمل او العاملين معهن طمعا في جرهن الى مآرب دنيئة على اعتبار انهن محرومات من مستلزمات الحياة الزوجية ..... والبعض منهن يوافقن على العمل بأجور زهيدة لمجرد توفير لقمة لاطفالهن وينتظرن صدقة او مساعدة من اقرباء او فاعلي خير ....
اكثر من مليون ونصف المليون ارملة يواجهن تحديات اجتماعية واقتصادية بالغة الصعوبة وسط تخلي المؤسسات الحكومية عنهن ، دون احتضان او اعادة تأهيل أوتوفير فرص عمل ، سوى بعض المساعدات المالية المذلة من شبكة الحماية الاجتماعية والتي لاتسد جزءا يسيرا من متطلبات الحياة ، فليس باستطاعة الارملة ان تدفع ايجارها الذي يصل الى عشرة اضعاف ماتتلقاه من معونات ناهيك عن شراء المشتقات النفطية والمواد الغذائية واجور النقل والتطبيب وغيرها من المستلزمات الاخرى ....
منظمات المجتمع المدني هي الاخرى تخلت عن هذه الشريحة الكبيرة سوى بعض المهرجانات الاعلامية وتوزيع هدايا مقابل صفقات مالية تدخل الى جيوب القائمين عليها ....
نشعر بالخجل ونحن نحتفل بعيد المرأة وكلنا عتب على النائبات في البرلمان والناشطات النسويات لعدم قيامهن بواجبهن تجاه الارامل والصراخ بصوت عال بوجه الحكومة للضغط عليها من اجل الاهتمام بهذه الشريحة والتي هي ضحية لطيش وعنتريات الحكومات المتعاقبة ولااحد مستثنى من القائمة ، فلكل منها دور في سحق الارامل وعدم احتضانهن وكأنهن شماعة اخطاء لافلاس خزينة الدولة التي توزع مواردها للايفادات والامتيازات والمكارم والهبات ونفقات الحرس والخدم والمرافقين ولمن يؤدون الدبكة الشعبية بكل زهو امام هذا المسؤول او ذاك ..
من المعيب يا ايها السادة ان يكون لدينا هذا الكم الهائل من الارامل واضعاف اضعاف هذا العدد من الايتام ولنا من الموارد مايكفي لاعادة تأهيلن واحتضانهن بدلا من دفعهن لممارسة الشحاذة واستعطاف الناس والمارة في الشوارع والتقاطعات ....
فلنستح ولو قليلا امام محنة الارامل والايتام وليعي الساسة بكل فئاتهم والوانهم واطيافهم ان هناك افواها جائعة تلتقط لقمتها من فم الاسود وماعليهم الا ان يراجعوا حساباتهم لا ان يبقى غضب الله والشعب يلاحقهم الى يوم الدين ...
من الممكن تقليص ميزانيات النواب والرئاسات والوزراء والدرجات الخاصة وضمها الى نفقات الارامل والايتام من اجل كسب رضا الله وبالتالي رضا الشعب بدلا من ان تبقى الشفاه تنبس بما لايليق بهم ...



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علكة (كلاب السلطة)..!!
- عمق الدرس الثقافي
- انقذوا ماتبقى من المبدعين
- لسنا مضحكة يااصحاب المعالي
- قراءة في ( كيس من الفوضى في زريبة )
- حرامية بثياب السلطة
- الفتاوى تطال ميكي ماوس
- قراءة في سيرة النهد الامازيغي / مليكة مزان انموذجا
- صناعة الفتوى ... صناعة الموت
- شوربة الوزير
- الهلاك الذاتي
- دولة رئيس الوزراء اوقف ارهاب المسؤولين
- البناء العمودي والفقر الافقي
- الشرقيون والحرمان العاطفي
- ملف الكهرباء .. الى اين
- قصائد آيلة للسقوط
- التكنوقراط وثقافة الميكاواط
- راوندوزي وكروكر وحزورة المالكي
- عندما تكتب الانثى بلغة الجسد/ فاطمة محسن، مثلا
- سينوغرافيا الحقائب


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جمال المظفر - هنيئا للعراقية هذا الترمل