أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - الكمبوشة طوباوية معروف وطوباوية هنية














المزيد.....

الكمبوشة طوباوية معروف وطوباوية هنية


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2594 - 2009 / 3 / 23 - 01:27
المحور: الادب والفن
    



د. أبو الحسن سلام
للباحث الفلكلوري والكاتب المسرحي المصري (شوقي عبد الحكيم) مسرحية قمت بإخراجها عام 1966 وهي بعنوان ( الملك معروف ) يوزع فيها الملك كل ما بحوزة الدولة علي شعبه غير المنتج ؛ فلما فرغت مخازن البلاد وقصر الملك مما يمكن توزيعه علي الشعب المتضور جوعا وخلت مما تستر به العورات، خرج معروف وشعبه ليمدوا أيديهم إلي دولة غنية مجاورة.
أراد شوقي عبد الحكيم أن يثبت فشل تحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية المثالي اكتفاء بتوزيع كل ما لدى النظام الحاكم على شعبه مع عدم وجود تراكم إنتاجي مستمر ومتجدد . لأن ذلك أشبه بطائر يطير بجناح واحدة ، ومن الطبيعي والأمر كذلك أن يعجز بعد فترة قصيرة عن الطيران .
ما أشبه موقف السيد ( خالد مشعل ) قائد فصيل حماس من شعب فلسطين في قطاع غزة ؛ بموقف الملك معروف – من حيث الإطار- مع أن معروف اتسم بالسماحة والبراءة وحب شعبه والخوف عليه والحياة وسط شعبه والفناء فيه؛ فما يجري عليهم يجري عليه؛ إلاّ أننا لم نر نظيرا لذلك عند مشعل . ومع أن كليهما يعمل بالسياسة إلاّ أنهما كليهما أبعد ما يكونا عن السياسة ، ذلك أن السياسة هي فن التعامل مع الواقع ، مع الممكن . ولأن الانفصال بقطاع غزة باعتبار حماس نفسها نظاما بديلا للسلطة الفلسطينية في القطاع -علي أرض الواقع- وبديلا لفتح والجبهة الشعبية وبقية الفصائل علي كامل أرض فلسطين - وفق تصورها الافتراضي المأمول منها – لا يجعل منها نظاما سياسيا لأن نظام الدولة وفق كل الأعراف والتجارب السياسية للحكم عبر تاريخ البشرية ، يفترض به أن يسوس شعبا منتجا ، له عليه التزامات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، بحيث يوفر له الأمن والأمان وكرامة الإنسان بدءا من حقه في التعبير عن ذاته وعن معتقداته وآرائه بحرية مطلقة ، طالما كان له حق المواطنة وواجباتها . ومن البداهة والعدو الصهيوني يحاصر شعب فلسطين في القطاع حصارا اقتصاديا ويغلق عليه منافذ الاتصال والتواصل مع العالم الخارجي ، حتى مع دول الجوار، فإن عجز حماس عن توفير الاحتياجات الحياتية الدنيا للشعب في القطاع في ظل نفاد المخزون المعيشي للناس ، سيؤدي حتما إلي اضطرار الشعب إلي القفز من علي الأسلاك الشائكة التي تفصل حدود غزة مع البلد المجاور مصر ، أملا في تسامح مصر، دون قدرة أو مجرد التفكير في اقتحام الجدار العازل أو المعابر بين القطاع والأرض الفلسطينية المغتصبة لفك الحصار . ففي ظل الحصار الجغرافي برا وبحرا وجوا ، وفي ظل الحصار الاقتصادي داخليا وخارجيا وفي ظل حملات الإرهاب الصهيوني الاستباقي اليومي بهدم المنازل والمؤسسات وتقتيل القيادات النضالية ، وفي ظل قرارات عصبة الأمم التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لإخضاع الشعب الفلسطيني ، وفي ظل الاتهامات المتبادلة بالعمالة والتخوين مابين اتهامات بالتبعية للغرب ومقابلها بالتبعية لإيران ، وفي ظل حالة تشرذم قرارات الأنظمة العربية ، وفوق ذلك كله ترسانة الأسلحة في الدولة الصهيونية ، في مقابل الإرادة القتالية للمناضلين الفلسطينيين ، دون وجود الاستطاعة ؛ ولأن هذه السدود والحواجز هي نتاج فعل أنظمة سياسية معادية أو مهادنة أو بين هذا وذاك ؛ فقد بات من الضرورة بمكان أن تواجه بنظام سياسي موحد ذي إرادة ، قادر علي المواجهة النضالية القتالية والتفاوضية ، في حدود معطيات تلك المعادلة علي أرض الواقع . ومن أسف أن ذلك لم يحدث ، إذ أدي الانفصال إلي فراغ مخازن حماس من قوت يوم الناس ، وفرغت صيدلياتها من دواء المرضي ، وأظلمت المستشفيات والبيوت والورش وجرفت البساتين ومنعت الصادرات والواردات ، وتعطلت المصالح والمعامل ، فبات القطاع خالي الوفاض من أي شيء قابل للتوزيع ، فكان رد الفعل الحماسي ،محققا لإرادة شعب محاصر ، مضهد ومهدد باستمرار على أرضه ؛ غير أنه منتقص الاستطاعة ، حيث تحقق للحماسيين الشرط الذاتي لتغيير الواقع علي الأرض ولكن مع غياب الشرط الموضوعي ، المؤازرة العربية الجدية الفاعلة ، والمؤازرة الدولية لحق الشعب المحتل في النضال ومقاومة الاحتلال ، وكان الثمن الباهظ لتحقيق الإرادة الوطنية في الخلاص من مظهر من مظاهر ممارسات دولة الاحتلال تدمير 21 ألف مسكن ومستشفي ومدرسة ومعمل ، وسقوط الآلاف مابين قتلي وجرحي مهددين بالموت بسبب قنابل الفسفور الأبيض . على أن هناك وجه للتشابه بين الملك معروف وشعبه وحماس والشعب الفلسطيني الغزاوى ، هو أن خواء مخازن مملكة معروف بعد أن وزعها علي شعبه غير المنتج وخروجه وشعبه للتسول من ممالك غنية ، يماثل خواء مخازن وزارة ( هنية ) من أقوات الناس ، وعدم لتحقق الشرط الموضوعي فيما أقدمت عليه حماس ، فكان ما كان مما جرى على الناس ، و كان مما كان من بطولة صمود الناس ، وتماسكهم من وراء حماس . ومع كل ما كان وما جرى لم تتحقق العدالة الطوباوية ، للشعب الفلسطيني بسياسة ( هنية) ، كما لم تتحقق العدالة الطوباوية للشعب في مسرحية شوقي عبد الحكيم بسياسة ( معروف) .









#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة الصورة بين غرق سفينة نوح وفيلم تيتانيك والعبارة المصري ...
- البلطة والسنبلة والمهدي غير المنتظر
- بنات بحري بين محمود سعيد ووليد عوني
- فنون السرد بين الرواية والمسرحية
- الإنتاج المسرحي بين التنمية والأمراض الثقافية
- حتمية التحول بين نهار اليقظة وعمى البصيرة
- المسرح الشعري ولا عزاء للنقاد
- أحلام سيريالية
- ثقافة الفالوظ
- لويس عوض والبصيرة الحداثية
- المسرح ومفهوم الإيقاع
- (البلطة والسنبلة) .. المهدي غير المنتظر
- طالما .. وطال ما
- عنكب يا عنكب وصبيان البحث المسرحي
- مفكر وكاتب مسرحي من قنا
- البحث المسرحي والنقطة العمياء
- فلسفة الفوضي الخلاقة في عرض مسرحي بالجزويت
- ليلة من ليالي على علوللا
- بوسيدون يستبدل إكليل الغر بالغتره
- سارتر وليزي وبوش


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - الكمبوشة طوباوية معروف وطوباوية هنية