أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - العرب تراجع أم وفاق














المزيد.....

العرب تراجع أم وفاق


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006, وفي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية 2008, ورغم زج الكثير من الاختلافات في الأسباب والأهداف والنتائج والتداعيات , كانت هناك حقيقة كبرى , وهي أن النظام الإقليمي العربي , بحاجة إلى التجديد على مستوى الإطار , وعلى مستوى آليات اتخاذ القرار, وعلى مستوى إدارة الخلافات , وعلى مستوى أسس وعناصر الوفاق ، لأن البديل عن كل ذلك , هو استمرار تنامي الأدوار الإقليمية الأخرى على حساب دور النظام الإقليمي العربي نفسه , بل وجعله مكشوفا حتى على مستوى أوراقه وقضاياه العربية, التي يفاوضه عليها الآخرون في المنطقة مثل إسرائيل دائما , وإيران وتركيا في الفترة الأخيرة, وكانت التداعيات التي ظهرت في الحربين الإسرائيليتين على لبنان و قطاع غزة خير شاهد على ما أقول .
المسالة من وجهة نظري , ابعد كثيرا من مستوى التصنيفات القائمة , وابرز هذه التصنيفات التي هي في الأساس ليست شرق أوسطية , بل تصنيفات اميريكية عل وجه الخصوص , مثل القوى المعتدلة , والقوى المانعة , فقد ثبت ما بين الحربين أن من وصفوا بالاعتدال لم يكونوا معتدلين , ومن وصفوا بالممانعة لم يكونوا ممانعين، وان الأمر كله أن النظام الإقليمي العربي المصاب بالإرباك في علاقاته الداخلية , والغير واضح في دوره والمختلف على آليات وطرق إدارة القضايا والملفات , أثار طموح القوى الشريكة له والمحيطة به في المنطقة , وهي إيران وسوريا وإسرائيل , بان دورها يمكن أن يتصاعد , وأنها تستطيع أن تشارك العرب أوراقهم وحتى أنها تستطيع أن تأخذ منهم هذه الأوراق لتستثمرها في الصراع السياسي في المنطقة وفي العالم أيضا وكان لإعلام بوجه عام ,والإعلام العربي بوجه خاص قد،
لعب دورا رئيسيا في الكشف عن التأثيرات السالبة لاستمرار عدم الوفاق العربي , وبالتالي لاستمرار ازدياد التراجع في دور النظام الإقليمي العربي ،وليس أكثر دلالة على ذلك من أن الملفات العربية الداخلية الشبه مستحيلة على الحل والشبه مستحيلة على الوفاق مازالت كثيرة , وعلى سبيل الذكر هنا النموذجين الشهرين , النموذج اللبناني , والنموذج الفلسطيني , بالإضافة إلى النموذج الصومالي الدائم , والنموذج العراقي الذي .يصيغ. نفسه بأشكال خطيرة , وأخيرا الملف السوداني الذي يتم فتحه الآن في ظروف طارئة وفي غاية الخطورة .

قمة الدوحة :
ربما يكون هدفها الأول , إعادة صياغة العلاقات داخل النظام الإقليمي العربي , واستعادة الأوراق لصالح النظام الإقليمي العربي وسد الثغرات التي يمكن أن يدخل منها الطامحون إلى جوهر القضايا العربية , وفي صلب الخلافات العربية وهذه مهمة صعبة للغاية , ولكنها مهمة حيوية للغاية , وبدلا من انجازها بنجاح يتم العمل على استمرار التراجع العربي إلى حدود خطيرة جدا .
وأثناء المسير إلى ذلك هناك خطوات هامة , واتصالات هامة, ورؤى في غاية الأهمية , وعلى ودرجة عالية من الجدية , وعلينا أن لا ننسى أن هناك عدد كبير من المستفيدين جراء استمرار الخلاف العربي من العرب أنفسهم مثقفين وإعلاميين وسياسيين , وهؤلاء لهم وجود في كل مستويات الأطر العربية , ولا بد لنا من الحذر , وقطع الطريق عليهم واقتراح الصيغة الصحيحة لعلاقات عربية قائمة على المصالح العليا للأمة , وليس على المصالح الصغيرة لحكام يريدون أن يظهروا بمظهر من يستطيع حمل عبء أدوار هم أنفسهم يعرفون أنهم لا يستطيعون حملها , حتى لو كان هذا على حساب الأمة .
لقد حدثت الاستجابة بسهولة للتوصيف الغربي والأمريكي بشكل خاص لمصطلحات الممانعة والاعتدال , ووقع الكثيرون في شرك هذا التوصيف , ووجدوا أنفسهم في نهاية المطاف يذهبون للتحالف مع الضد حتى ينطبق عليهم توصيف لا يعكس الحقيقة , لدرجة أن مواقف الاعتدال لم تعد مبررة , ولم تعد واضحة , ولم يعد لها هدف سوى إثارة الخلاف لأجل الخلاف ليس إلا , وهنا يحتاج الوضع إلى أكثر جدية وأكثر مصارحة ويحتاج لاتفاق شجاع نستطيع به الخروج من الشرك الملقى على طريق الوفاق , اتفاق يتم له تحديد المصالح العربية بشكل دقيق وواضح , كما وانه يحدد صياغة علاقات مع كافة الأطراف في المنطقة وفي العالم .
على ضوء ذلك ولكن لا على ضوء أهداف ورهانات غامضة قد نكون نحن عربيا أول .الضحايا إذا لم نستطع انجاز الاتفاق والوفاق العربي كضرورة ملحة .
أمام قمة الدوحة مهمة صعبة, ولكني اعتقد أن ضغط الواقع السياسي والأمني والاقتصادي في المنطقة وفي العالم يجعل النجاح في تحقيق هذه المهمة هو الخيار الوحيد.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوفاق العربي ضرورة برغم ما حدث
- الكوتة الانتخابية للمراة رشوة ام تعويض
- أحتلال فوق القانون
- ديمقراطية العرب هل هي كرها أم طواعية
- بانوراما الفشل
- النظام الاقليمي هل يستطيع استعادة الدور والقرار؟
- الفضائيات العربية جدلية الوعي ،اتساع المعرفة،خلق للراي العام
- استعادة الدور الفلسطيني
- التحدي، الأستجابة ،القرار
- من أين ياتي الامل من اين يحدث الاختراق
- الاعلام العربي والحرب غزة نموذجا
- غزة تحت نار العدوان الاسرائلي والاستغلال الاقليمي
- دعوة لرؤية المستقبل
- عين من الداخل
- التهدئة بين المطالب والامنيات
- المراة والمشاركة في القرار السياسي
- جردة حساب
- عيد وفراش
- الحوار المتمدن في مواجهة الركود الثقافي
- العودة الفلسطينية الى الذات والا


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - العرب تراجع أم وفاق