أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ضمد كاظم وسمي - السلطان محك الانسان














المزيد.....


السلطان محك الانسان


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 01:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لتحقيق العدالة في أي مجتمع لابد من طريقة فعالة في تحقيق الحرية والمساواة وهذا يستلزم توحيد القانون ليشمل أفراد المجتمع جميعاً بإلزاماته .. فالقانون العادل هو الوسيلة الضرورية لتحقيق سعادة المجتمع والفرد وإستقرارهما ورفاهيتهما ، في الوقت الذي يدفع الشقاء عنهما . والموظف الحكومي الذي يتولى تطبيق القانون لابد وأن يتسم بالإعتدال الذي هو ( نزعة حب العدالة والأمانة والصدق والإخلاص والنزاهة والعفة ) .. وهذا ما درجت عليه الأمم المتحضرة .. إذ أنها تقدم ذوي الكفاءة والنزاهة من الموظفين وتؤخر الآخرين ممن يقلّون عنهم كفاءة ونزاهة .. دون أن تكترث كثيراً أو قليلاً بخلفياتهم الأثنية والطائفية والسياسية والقبلية والمناطقية ، لذلك كله صارت تلك الأمم الى الرقي والمجد بخلافنا نحن الدول المتأخرة .. إذ مقدم عندنا اللاهوتي قبل العالم ، وإبن الشيخ قبل الكفوء ، وإبن حزبنا وأن كان عيياً ، وإبن طائفتنا وإن كان أمياً ، وأرومتنا وإن كان أبلهاً ، نقدم هؤلاء جميعاً في وظائفنا العامة ونسلط هؤلاء المعاتيه على أبناء جلدتنا يسومونهم سوء العذاب وإن لم يقصدوا لأن البلادة ليست بحاجة الى مقاصد !! . فهي مفقس الكوارث ومفرخ الدواهي وهكذا صرنا الى التخلف والخور نحيا في ذلة وإمتهان يحسبها البلهاء عزاً ورفعة !! .
وهكذا لا تقوم للعدالة قائمة في بلادنا .. لأنها لا تملك أرجل تقوى بها .. وليس لها أيد تبطش بها المنحرفين .. وحتى لو وجدت ستكون من دون رأسٍ يحمل عقلاً يهدي الناس الى سواء السبيل !! والدليل ما صرنا إليه من خسران نتيجة الإحتلال والإحتراب الداخلي والإقصاء المتبادل وهدر حقوق الناس وسفك دمائهم .. واجاعتهم وتهجيرهم وتشريدهم ، مع إستشراء للبطالة ونقص فضيع للخدمات وتفرعن المافيات الدموية والمالية والسياسية والطائفية ... الخ .
لقد عرف من قبل الفيلسوف ( سيموندس ) العدالة : ( بأن يرد لكل ما له ) .. فأين نحن من ذلك وما مدى ضمان كل فرد لحقه من قبل الدولة !! .. فيما أعتبر سقراط أن فضيلة النفس المهذبة هي العدالة .. ليكون العادل هو ( الحكيم الصالح ) .. على ضوء العلاقة بين الحاكم والمحكوم .. فأنظر الى أي مدى ينطبق هذا الوصف على كتلنا السياسة في تأجيجها للإحتراب الأهلي الذي بات على الأبواب ؟ . أما أرسطو فقد عرف العدل بأنه : الفضيلة التامة .. التي تتعدى الى الغير .. لذلك تعتبر كلمة ( بياس ) : السلطان محك الإنسان ، ذات معانٍ ودلالات عظيمة .. حيث أن المنحرف الشرير هو الذي يضر نفسه ولكنه يكون شر الناس عندما يضر المجتمع أيضاً .. فيما يكون العادل الذي لا يستخدم الفضيلة لنفسه فحسب بل يوجهها في خدمة الآخرين .. وإن كان طريق الفضيلة شاقاً . وهو عين ما ذهب اليه الإمام علي – ع – في قوله : ( الأمارة مضامين الرجال ) .. أي أن حقيقة الإنسان تظهر عندما يتولى سلطة ما .. لذلك جاء في الأثر : ( طالب الولاية لا يولى ) لأنه بطلبه هذا ما يضمر من غرض قد يشينه ويؤذي الناس لذلك يمنع من وطره رحمة به ومصلحة للمجتمع ..
فلننظر جميعاً بعيوننا لا بعيون الخفاش ، ولنفكر بعقولنا لا بعقول غيرنا .. ولنسعى الى مصالحنا المشتركة لا لأغراض المتلاعبين بنا .. فهل نجد أن الشخص المناسب يجد طريقة الى المكان المناسب في دولتنا بعيداً عن كل الإعتبارات الأخرى البلهاء سوى إعتبار المواطنة الحقة .. فإذا كان الجواب بالسلب – وهو الواقع – فالمؤكد أننا نزاول العدالة مزاولة شاذة .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلاموفوبيا
- الديمقراطية في العصور القديمة
- نزيف الصمت
- أسرار المواهب
- الابداع/ تشفير النص .. ومفاتيح المتلقي
- التربية .. وآفاق المستقبل
- مستلهم الاوجاع وحكواتي الامتاع
- الثقافة العربية وكراهية الحداثة
- رهاب المرأة
- العرب والديمقراطية
- الدين والسياسة
- نحن والحداثة
- عين السمكة
- النقد الادبي واشكالية المعنى
- تصفية العلماء والكفاءات
- الابستمولوجيا بين الفلسفة والعلم
- الحداثة .. ومأتمية النهايات
- جدلية الادب والحياة
- قرن الهزائم العربية
- نقد الحداثة / آيديولوجيا النسق المغلق ودينامية التحكم المحاي ...


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ضمد كاظم وسمي - السلطان محك الانسان