أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم جعفر - محكمة التفتيش البغدادية














المزيد.....

محكمة التفتيش البغدادية


حاتم جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تخطىء كثيرا رئاسة الوزراء العراقية حين ردت على استفسار المحكمة الجنائية المشكلة لمحاكمة الصحفي منتظر الزيدي, معتبرة زيارة الرئيس الامريكي للعراق قد تمت بناءا على دعوة رسمية, وجهت له من قبلها, لكن كان من الاولى الاجابة على ذلك التساؤل بأن تقول بأن الرئيس جورج بوش هو من وجه الدعوة للرئاسات الثلاث في العراق, رئيس الدولة العراقية, رئيس البرلمان وأخيرهم رئيس الوزراء, وليس من ضير في ان تكمل, بأنه قد تم استقبالهم جميعا في قصر الرئاسة الامريكي المقام في بغداد والخصص لتلك الزيارات.
في هذه اللحظة نبدو كرماء جدا, حين رفعنا ورفضنا كل الاجراءات الرسمية البرتوكولية التي ينبغي الالتزام والقيام بها في هكذا مناسبات. وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من جهتها, نقلت مراسيم استقبال كل المسؤولين العراقيين, وكيف كان الرئيس يرحب بضيوفه وعلامات الدهشة والتعجب بادية على محياهم جميعا, وكذلك تلك الحفاوة والحرارة الفائقة والتكلف الزائد عن اللزوم حين المصافحة, أيضا العناق الخاطف على الطريقة الغربية وليس على الطريقة الشرقية, مما يثبت ثانية بأن مراسيم الاستقبال قد تمت في حضرة الرئيس الامريكي وظلاله الوارف.
والشيء الاخر الذي كان يثبت اننا في ضيافة الرئيس, هي الحيرة التي انتابت المسؤولين في تحديد المكان الذي دخل منه الى بغداد, فأبو جعفر المنصور طيب الذكر حين بنى عاصمته, أخذ في حسابه ضرورة السيطرة الامنية على مداخلها, وزاد من أعداد العسس مخافة الاعداء وذوي النوايا السيئة ( لا أدري ان كان الامريكان يعدون من هذا الصنف أو لا ) ومن اي البوابات ولج, فهل من باب المعظم أم من الباب الشرقي أم من باب القبلة في الكاظمية أم شطحت به الجغرافيا ودخل من باب الطوب في الموصل أم ان الحقيقة فأن أبوابنا مشرعة وصار العراق ( خان جغان ).
هل تتذكرون حين حط الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بطائرته الخاصة مضارب الدليم في غرب العراق وجعل من خيمة رئيس مجالس الصحوات في العراق آنذاك الشيخ أحمد ابو ريشة مكان استقبال ضيوفه من قادة الدولة العراقية الجديدة؟. هل تتذكرون كيف قطع هؤلاء الزعماء التزاماتهم الرسمية وغير الرسمية وتواتروا تباعا وبسرعة قياسية,على اللقاء بالرئيس الامريكي, في أرض ليس هناك خلاف على عراقيتها, كما هو الحال في بعض المناطق التي عدت حسب الاحزاب المؤتلفة على حكم العراق الجديد بالمتنازع عليها؟.
قد يتهمني البعض بعدم اطلاعي بشكل كافي على ما يجري من تطورات سياسية وادارية في أرض السواد خاصة واني قد قضيت أكثر من نصف عمري مغتربا أو هاربا ان شئتم, فلربما صدر مرسوم رئاسي, على حين غفلة مني ومن غيري, يقضي بجعل احدى مدن الانبار عاصمة صيفية للعراق الجديد, عرفانا وردا للجميل الذي تحملت وزره هذه المناطق في تصديها لتنظيم القاعدة, حيث عجزت أجهزة الامن العراقية من القيام بهذا الدور, رغم كل الامكانيات التي وفرت له. علما ان فكرة العاصمة الرديفة هو نظام معمول به في بعض الدول حيث تجعل من احدى مدنها المهمة عاصمة اقتصادية أو عاصمة للثقافة.
وشروط الدولة الكاملة السيادة وغير المنقوصة, معروفة المعالم في المواثيق التي أقرها المجتمع الدولي, وبالنسبة للعراق فهو عضو كامل السيادة منذ اربعينات القرن الماضي ومع تأسيس المنظمة الدولية والتي سميت حينذاك بعصبة الامم, وبحدوده التي توارثناها أبا عن جد, وحين تجري المنازعات بين دولة واخرى بسبب تجاوز ما, يتم في البدء الشروع بحلها عبر الطرق الدبلوماسية واذا ماعجزا عن ذلك يجري التدخل من قبل هذه الجهة او تلك وصولا الى فك الازمة وفي ذلك أمثلة كثيرة ابتداءا بمشكلة المياه وانتهاءا بتعديل الحدود.
اذن هناك آلية دولية, جرى اعتمادها في سبيل حل الخلافات آنفة الذكر, غير اننا العراقيون امام مأزق كبير بل كارثة حقيقية, فالامر لايتعلق بخلاف بسيط بل اننا امام احتلال غاشم, يسيطر على كافة المنافذ والحدود, أرضا وبحرا وجوا, والاتفاقية الامنية التي عقدت بين امريكا والعراق, تؤكد وتكرر للمرة الالف بأننا بلد محتل والسلطات جلها بيده, فما من تشكيلة وزارية ولا من اقرارميزانية ولا من علاقات دبلوماسية ولا.. ولا .. الا وكانت تحت رغبة او على الاقل بدراية وعلم السلطات الامريكية, واذا ماكنا متساهلين قليلا ومخففين من غلواء هذه التهمة, فهي ( قوات الاحتلال ) راضية عن هذا القرار, ولو جاء على الضد من رغبتها لأتخذت الاجراءات اللازمة.
والحديث عن استقلال القضاء العراقي هو ضرب من ضروب التمني والادعاء ليس الا, فقد كان امام الجهاز القضائي فرصة ذهبية ليثبت مدى استقلاليته ووطنيته, اثناء المهزلة التي تم فيها محاكمة الصحفي منتظر الزيدي, فبدل من ان تصدر قرارها بحبسه ثلاث سنوات كان عليها ان تفرج عنه فورا ويجري تكريمه لتصديه لشخص غير مرغوب فيه, لم تقم الحكومة العراقية بتوجيه دعوة رسمية لزيارة العراق فهذا مجافي للحقيقة والواقع. وهي تدرك جيدا أن الكثير من دول العالم رفضت تلبية الدعوات الرسمية التي وجهت لها لزيارة العراق بسبب غياب الامن وفقدان السيادة.
واذا استهدفت الحكومة العراقية فمن وراء محاكمة الصحفي العراقي رد الاعتبار للكرامة التي هدرت بسبب من تلك الفعلة, فالوسيلة كانت لاترتقي الى اسلحة الدمار الشامل التي أستخدمت في تدمير العراق ولم تهدر كرامات كما هدرت على أيدي قوات الاحتلال في سجونها التي أقامتها خصيصا للمقاومين لمشروعها, كذلك ليس بجديد في أسلوب التعبير الغربي حين الاحتجاج على زائر بتلك الوسيلة او بأخرى كالبيض الفاسد, وبالمناسبة وعلى ذكر البيض الفاسد فقد قررت احدى المحاكم البريطانية تغريم احد الموطنين بغرامة مالية تعادل غسل وكوي الملابس التي تضررت بسبب القاء البيض على أحد المسؤولين الكبار, وفي حادثة منتظر لم يقع أي ضرر فاحدى الرميتان أخطأت الهدف وفي بالثانية جرى تلافيها بأعجوبة. والى رمية أخرى قد تصيب الهدف, لاندري على من ستكون.



#حاتم_جعفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الصعبة
- مؤامرة على الطريق
- في نقد ( الباب العالي )
- بأنتظار كلكامش
- بعيدا عن الركن الهادىء
- حدوته امريكيه
- مآل الابن الضال
- يا اعداء ( الفدرالية ) اتحدوا
- الحقيقة المرة


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم جعفر - محكمة التفتيش البغدادية