أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - بورخيبة عبد الناصر ، وانتصار بورقيبة















المزيد.....

بورخيبة عبد الناصر ، وانتصار بورقيبة


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" .. في إحدى الأمسيات حدث بين الدكتور حسن الحفناوي وزوجته السيدة أم كلثوم شيء من ذلك وفي لحظة الانفعال امتدت يده إليها.
ومادت الدنيا بأم كلثوم وإذا بها تطلب جمال عبد الناصر على خط التليفون المباشر وتجهش بالبكاء وسمعها عبد الناصر, أم كلثوم تبكي, وأخذ سيارته وقادها بنفسه وكانت ليلة من ليالي الصيف وبقميص وبنطلون قاد سيارته من منشية البكري إلى منزلها في شارع أبو الفدا في الزمالك واستأذن ودخل, وبعد أن واساها وخفف عنها قال للدكتور حسن الحفناوي: يا دكتور حسن هي زوجتك وأنا لا أتدخل في حياتكما, ولكن هذه هي مصر, وما أظن أن أحدا يجرؤ, أو يجوز له أن تمتد يده إلى مصر واستأذن خارجا وانصرف "
جريدة المصري اليوم بقلم د. يحيى الجمل ٩/ ٢/ ٢٠٠٩ http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=198280&IssueID=1311
----
وعن بورقيبة وقضية ضرب الزوجات :
في صالون العالم الموسوعي الكبير والطبيب دكتور وسيم السيسي . بالقاهرة ..
كان صديق قد دعاني لحضور احدي ندوات ذاك الصالون الثقافي – عام 2004 – وكانت هي المرة الوحيدة التي حضرت فيها ندوة بهذا الصالون الراقي .- بحي المعادي بالقاهرة - . ويومها حكي دكتور السيسي . للحضور . ما حدث من الزعيم التونسي الراحل " بورقيبة " عندما ذهبت اليه ثلاث نساء يشتكين من ضرب أزواجهن لهن . فما كان من الزعيم التونسي . أن أحضر الأزواج الثلاثة في التليفزيون علي الهواء . وسألهم واحد واحد . ان كانوا قد ضربوا زوجاتهم حقا . فردوا جميعا بالايجاب .
فهب بورقيبة واقفا وقام بصفع الرجال الثلاثة واحدا تلو آخر– في التليفزيون . علي مرأي من الشعب كله . فكانت تلك رسالة لكل الرجال . .
ولو تعلم عبد الناصر . من الزعيم الحقيقي " مصطفي النحاس باشا " – زعيم حقيقي .. مختار من الشعب فقط ولم يسنده لا مدفع ولا دبابة ولا انقلاب عسكري - وقت ان كان النحاس باشا رئيسا لوزراء مصر . وهو في جولة باحدي القري تقدم منه شاب وقام بصفعه علي وجهه .
فامسك " النحاس " بالشاب حتي نقطة الشرطة وحرر ضده شكوي ليأخذ القانون مجراه ..
لو تعلم عبد الناصر من الزعيم الحقيقي " النحاس باشا " لاخذ ام كلثوم وزوجها معا في سيارته . الي قسم الشرطة لتحرير محضر ضد الزوج . ليأخذ القانون مجراه .

ولكن عبد الناصر لا فعل مثل بورقيبة ولا فعل مثل " مصطفي النحاس " بأن أحال الأمر للقانون . ولا هو سن قانونا جديد يحمي المرأة في مثل تلك الحالة .
وكان بمقدور عبد الناصر أن يلقي بزوج أم كلثوم هذا في المعتقل ولو لمدة شهر واحد . بعد أن اعتدي علي مصر – أم كلثوم - ولو كان في ذلك ثمة طغيان . لكان هو أهون وأخف ما في سجل طغيانات عبد الناصر . ولكن معتقلات عبد الناصر كانت ولمدد سنوات لا شهر واحد : للمثقفين أغلي عقول مصر الذين يحلمون لمصر بالديموقراطية والحياة البرلمانية والحكم المدني . ولم تكن معتقلات عبد الناصر لمن يعتدون علي مصر – لا مصر الممثلة في أم كلثوم ، ولا حتي مصر الممثلة في المال العام بشركات القطاع العام التي كانت نهبا لزملاء عبد الناصر - الضباط - ..

و كان تصرف عبد الناصر في مشكلة أم كلثوم - اعتداء زوجها عليها بالضرب – كتصرف أي فلاح جاهل وكأي صعيدي أمي : واحد ضرب امرأته . خلاص دي امرأته ..!
هكذا الأمر عند عامة وسوقة المصريين . وكان بمقدور عبد الناصر سن قانون يرقي بحياة المرأة وبالعلاقة بين الزوج والزوجة فقد كان سن القوانين بيده والمعتقلات والسجون بيده وفصل الناس من أشغالها وقطع أرزاقها كان بيده .. وكل شيء .
ولكن الضابط لم يفعل . فقد اعتاد عامة الشعب المصري – أخذا عن ثقافة العرب وعقيدتهم الدينية المسماة اسلام – ان رأوا رجلا يضرب امراة بالشارع وهرعوا لانقاذها . فانهم ينصرفون بسرعة تاركين اياه بمجرد ان يقول لهم انها زوجتي ..! كأن من حقه ضرب زوجته في الشارع . . – عروبة واسلام .. الاسلام الذي شرع ضرب المرأة . ونقل لنا نحن المصريين عدواه وفرض علينا شريعته التي تنص علي جواز ضرب الزوجة نصا ! فصار ذاك عرفا اجتماعيا بالاضافة لكونه شريعة مقدسة ! .

قرأت من قبل لكاتب وأديب مصري شهير . عن حادث وقع بالقاهرة قبل استيلاء عبد الناصر وعصابته علي الحكم . كيف قام رجل انجليزي كان يعمل بالجامعة المصرية استاذا للأدب الانجليزي في عهد الملك . بالامساك بزمام عربجي . لانه يضرب حماره في الشارع بقسوة . وأصر علي ان يسلم العربجي للبوليس لاعتدائه علي حق الحيوان في الرفق به . ..!. وذاك الرجل الانجليزي ليس من اتباع من يسمي بنبي الرجمة ودين الرحمة !
وكانت جمعيات الرفق بالحيوان نشطة . بحيث لو رات عربجيا . يشغل حماره الجريح رابطا اياه بالعربة . نزعوا منه الحمار . وادوعوه بمستشفي بيطري حتي يتم شفاؤه . ويغرموا العربجي ويعاقبوه . بسبب حقوق الحمار وواجب الرفق بالحيوان .

وربما لو لجأت أم كلثوم لقسم الشرطة بدلا من عبد الناصر . لربما طال زوجها شيء من العقاب . ولو ببيات ليلة في التخشيبة – غرفة الحجز بقسم الشرطة – مع المتهمين والخارجين علي القانون . وفي الغالب كانت الزوجة – ام كلثوم – ستكتفي بذلك – وتشعر برد اعتبارها الذي لم يرده اليها بطل العروبة . عبد الناصر .

ومن مقال لكاتب وناشط حقوقي تونسي :
ايلاف يوم 9-3-2009
" .. بما حصل في تونس خلال أشهر قليلة على اثر حصول الدولة على استقلالها في العام 1956. و لقد حصل هذا في نطاق عملية الإصلاح البورقيبية الكبرى التي ألغت تعدد الزوجات و حددت السن الادنى لزواج الفتيات بــ 18 سنة، مع تعميم التعليم العصري للبنات كما للبنين بدمج التعليم الديني الزيتوني (نسبة لجامع الزيتونة) في التعليم العصري العام. و لم يكن كل ذلك ليحصل لولا ادرك الزعيم الحبيب بورقيبة بان عبودية المرأة و تخلف التشريعات و المناهج التقليدية للتعليم تجعل الدول العربية و الإسلامية عصية عن الحداثة و التقدم . "
http://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2009/3/417068.htm
------
قال لي احد التونسيين : ان بورقيبة . عند وضع اول ميزانية للدولة خصص 30% منها للتعليم . فاندهش من حوله من هذه النسبة العالية جدا .. ولما أخبروه بضخامة تلك النسبة قال لهم : نحن بلد لا بترول فيه وفقير الموارد . فعلينا أن نعلم اولادنا تعليما جيدا ليتمكن كل منهم . من أن يشق طريقه في الحياة : بالعلم .
فتري كيف صار حال التعليم ؟ وكيف هو حال من تعلموا منذ يوم 23 يوليو 1952 للآن . بعد 57 سنة من حكم عسكري علي يد عبد الناصر وورثته من زملائه ضباط الجيش ؟؟؟
---- ----
كان بورقيبة زعيم تونس . الراحل هو من أوائل من طالبوا بالصلح مع اسرائيل والاعتراف بها . وقتما كانت مساحة كبيرة من فلسطين بيد العرب . كانت مجرد دعوة من بورقيبة ولا أكثر من مجرد دعوة :
ولكن الذي حقق الصلح بالفعل هو النائب الأول لعبد الناصر واقرب زملائه الضباط الي قلبه في سنواته الاخيرة – السادات – بعد ما صار رئيسا خلفا لعبد الناصر .

وكان اعلام عبد الناصر . قد هاج علي " بورقيبة " وقت دعوته تلك . وأشبعوه شتائما باذاعة صوت لعرب ، ووصفوه بالخائن ، والعميل للصهيونية والامبريالية العالمية - .

ومات عبد الناصر بعدما اضاع سيناء بأكملها ومعها غزة . وضاعت الجولان والضفة الغربية ، كما أضاع علي المرأة المصرية فرصة أن تحصل علي حقوق منحها بورقيبة للمرأة التونسية ...

وعاش اسم بورقيبة بصفته الزعيم الوحيد بالمنطقة الذي حقق في بلده اصلاحات عصرية لم يحققها زعيم آخر من ثراثرة الثورية و مدعيي الاشتراكية ، ومن باعوا لشعوبهم الدجل السياسي والشعوذة الوحدوية العرباوية . ووهم الديموقراطية . وزرعوا في عقول تلك الشعوب التخويف الدائم من بعبع اسمه : المؤامرات الخارجية علي عروبتنا الحميدة وديانتنا المجيدة ..!. وعلي الشعوب ألا تتكلم وألا تشكو جوعا أو قهرا او فسادا .. كي لا تعطل الحكام عن التصدي للمؤامرات الأجنبية ! .

ربما لم يكن بورقيبة علي المستوي الثقافي الذي يرضي عنه كاتب أو مثقف كبير . مثل الكاتب الساخر المصري الشهير . مما دعاه للسخرية يوما من بورقيبة ..
ولكننا نري انه يكفي هذا القدر من الوعي الحضاري التمديني بالمفهوم الحديث والذي جعله يشرع للمرأة – نصف كل مجتمع وصانعة النصف الآخر – من الحقوق . ما لم يفعل مثله حاكم آخر بالمنطقة .

قدر من الوعي الفاعل مع بعض من الثقافة . خير من ثقافة غزيرة وعقيمة .

عاش بورقيبة في قلوب أبناء وطنه . بعد أن فاته أن يزرع في بلده وفي الشعب مبدأ تداول السلطة .

ومات عبد الناصر . الا.. من أفواه وأقلام ، واعلام (وقناديل حمدية ! ) و حناجر وموشحات الأتباع والمريدين الدراويش في حلقات ذكر : الطريقة الصوفية السياسية الناصرية القومجية .
-==-



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الفنانين / من أم كلثوم لهيفاء وهبي
- لماذا يكرهون الاسلام والعرب؟
- مذكراتي في كندا - 6
- من رسائل - فايز محمد -
- كورال البوم والغربان - 2
- ومضات
- الوقوع في الواقع
- قاسم السماوي والكاريكاتير السياسي
- قانون الطواريء في الاسلام / بين - محمد صلعم - و محمد حسني مب ...
- مذكراتي في كندا - 5
- تاجر الرقيق المبشر بالجنة!
- مذكراتي في كندا – 4
- منوعات بانورامية - 2
- تركيا الاسلامية بين الأرمن والفلسطينيين 3/3
- تركيا الاسلامية بين الأرمن والفلسطينيين 2/3
- تركيا الاسلامية بين الأرمن والفلسطينيين 1/3
- كورال البوم والغربان
- من مذكراتي في كندا -3
- الاسلام لم يختطفه أحد – والعكس صحيح .
- من ضحايا الاسلام – الشيخ عبد الله السماوي –


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - بورخيبة عبد الناصر ، وانتصار بورقيبة