أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - اللغز السوري















المزيد.....

اللغز السوري


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 09:53
المحور: الادب والفن
    



غالب الظن سنة 1996 في كراج بيروت,في عزّ الشتاء,مضطر لدخول المرحاض العمومي....عشرة دقائق ثم ربع ساعة ونسأل أحد الباعة المجاورين:
هل المرحاض معطّل_كأنه مقفل من الداخل؟
بصرخة تدمج الغضب بالقرف مع الخوف وبلهجته اللبنانية"بيكون سوري يستحمّ"
فعلا خرج شاب سوري ودون العشرين مبللا....ونحن نرتجف من البرد
قد يكون السوري مجندا أو عامل خدمة أو يشتغل في البناء أو أية صفة أخرى تستدعي الشفقة.
لا أعرف "السوري" سوى في سوريا ولبنان لاحقا.
صفة تشرطني أيضا ومن مختلف الجهات والمستويات.
يخبرني صديقي العائد من أمريكا.....هناك السوري أيضا غير مرغوب فيه
صديق آخر عبّر بطرافة"السوري يثير الحساسية"
.
.
هذه التداعيات أثارتها عبارة في جريدة الأخبار البيروتية,تصف أرمن لبنان بأنهم لم يضطروا لاستزلام السوري, وبقيت العلاقة متوازنة....
غمرتني الذكرى والتداعيات,وبدل أن استكمل العبارة والمقالة...
انفتح عالمي الداخلي لهذه الكلمة_اللغز....سوري
هل أنا سوري!
هل أنا أي شيء...هل لي صفة؟حقوق!
دخلت عامي أل 49 بصفة سوري ممنوع من السفر.
هل يستمر منع السفر الصادر بحقي................ إلى الأبد
سيان
في مختلف الأحوال,وبعد سنة على الأكثر,لن يكون معي ثمن تذكرة سفر إلى قبرص حتى.
لن يعنيني بعدها من سوريا ومن العالم بأسره
أكثر من شعرة مفرق المتنبي
.
.
اللغز السوري مغلق ومتعذّر على الحلّ
*


أوقف سيارة تاكسي ...إلى بسنادا
السائق الشاب يتحدث بالتلفون....مريض بالهوى والتعلّق
ناديا....
نسي وجودي. مر أمام شرطة المرور. نجونا من حوادث شبه مؤكدة
يناديها بأكثر مما قرأت أو سمعت يوما....وله_استجداء_عبادة....المسكين وجهه مصفرّ وصوته متهدّج
تعاطفت معه. أحببته. أحببت عشقه بهذا الاحتراق
حسدته وحسدتها
هو سوري وهي سورية
اللغز السوري أيضا
*
لا أدّعي....وأعرف أنني لم أغادر عباءة "الصغير" الذي خاطبه يوما ويلهام رايش_ وعبر الترجمة العربية بكلمة"استمع"
ما أدّعيه.....أنني استمعت وما أزال أحاول.
أكثر من ذلك,دخلت مرة فيما أسميناه"الحوار السوري" بهدف وقدر استطاعتي_ العمل على كشف وتفكيك _"الألغام النفسية"المبعثرة في الحياة والثقافة_الألغام التي تخرّب حياتنا ودون أن ننتبه,إلا بعد خراب مالطا كما نكرر وننوح...دائما بعد خراب ما كان بين أيدينا للتو,وفقدناه.
ما الذي يخيف"كل السوريين" من الحياة في الضوء,من التعبير العفوي والبسيط, من الكلام والكتابة....
ما المشكلة في الأخطاء الطبيعية_بل الضرورية للتعلّم!
اللغز السوري مغلق ومتعذّر على الحلّ
*
لها كل يوم اسم جديد وصفات مختلفة
هي حبيبتي
وكأني لم أحبها يوما
رأيت النهدين في آذار وأيلول
وكأني ما لمستها
ما لثمتها
لتفيض البهجة فوق الدروب
فوق الحكايات
هي لغز سوريا
الجميلة بين الجميلات
الملكة
بالتاج والهدهد والصولجان
تبتسمين
تضحكين
دائرة تحصر خارجها
*
في الثقافة والسياسة وحتى داخل علاقات الأسرة,يتعذّر تمرير كلمة "مصداقية" بدون قسر....تحريف وتزييف ربما
كيف تشكّلت أسطورة"الطفولة السعيدة",في بلاد أطفالها عبيد للآلهة والشيوخ وضحايا مؤبدين للعنف والجهل....وأكثر
لعب وفرح يصل حدّ المجون في البيوت,حول أسوار المدارس,بين الوحل والأوساخ تفيض البهجة_ترى وتسمع وتكاد تلمس
اللغز السوري
*
ثلاثة أوامر مدمجة في عبارة واحدة
كان درس السواقة الأول:
ارفع قدمك عن دواسة الدبرياج وأنظر إلى الأمام وأبقي قدمك تلامس دواسة البنزين...
علّمنا بافلوف_منذ أكثر من مئة سنة_ أن أمرين متعاكسين بنفس اللحظة كفيلين بإثارة عصاب حادّ لكلب...
ينكص العقل والتفكير إلى خبرات سابقة,مع حالة تناقض للأوامر أو الدوافع أو الرغبات_ ذلك ما يحدث في اللغة والكلام والحياة المشتركة
المتلازمة الشهيرة" افعل_لا تفعل" حاكمة لعالمي الداخل والخارج
متاهة إضافية في اللغز السوري
إما طفيلي أجوف يدور حول حياة غيره
أو خجول تنحصر رغباته في إيجاد ولو عبر التخيّل وقوة الوهم, مجرّة عازلة, تحميه من الطفيليين والدخلاء
في كلا الحالتين خسارة محتّمة
واللغز السوري يبتعد في الانغلاق والغموض
*
المفكّر السوري جورج طرابيشي_ والأكثر ملائمة للصفة
ينحصر اهتمامه,جهده, قوة الفكر لديه وهرطقته بالأخصّ.....في تأكيد تهافت(كتابات ودعوات) كثر,غافلا عن خبرة بسيطة وأولية: في الاهتمام السلبي أيضا تغذية دائمة للفكرة وللسلوك.
الأكثر ملائمة للصفة بعد أدونيس,عبر جهده في نقد النقد(نقد نقد العقل العربي):
كيف تكتب مئات الصفحات عن كتاب كله ركاكة و مغالطات وتصفه بالمتهافت ؟
.
.
أبعد من توصيف باشلار للعلم: تاريخ الأخطاء المصحّحة
يضيف مفكّر أمريكي له منجز في علم النفس ومترجم للعربية بعض كتبه في السياسة,وممن ترجموا له ياسين الحاج صالح, ونسيت اسمه... عبر تشبيه مثير:
يدور البحث العلمي تحت ضوء مصباح,مع المعرفة المسبقة "أن ما فقدناه"ما يزال في الجهة الأخرى المعتمة.
.
.
إشارة للخرف المبكّر_أو المتأخر,كما وصفتني صديقتي الملعونة
شققت نفسي لأتذكّر الاسم الذي أعرفه كثيرا,وفشلت
يعني....رسالة من اللاوعي
توقّف. يكفي
ليس بمقدورك حلّ اللغز السوري,ولا حتى مقاربته
.
.
أفسدت لعبتي بتحطيمها
اللعنة على معرفة تقتل مادتها وموضوعها
وتبقى معرفة.
.
.
بعد ساعة
نسيت الموضوع,مع تقليب محطات التلفزيون
تذكرت اسمه....نعوم تشومسكي
يا لذكائي
أنا أسعد رجل في العالم
وزوجتي فريدة السعيدة
.
.
لا أمريكا أمي
ولا بوذا معلمي
اسمي حسين عجيب
زوجتي فريدة احمد
ونحلم بوطن للإيجار

هذا النص _التافه شعريا وجماليا_ كتب 1994
قيمته ومعناه في ما يحدث اليوم والآن
بين اللاذقية ولوس أنجلوس
اشتقت إليك يا فريدة السعيدة
وكشفت اللغز السوري
"اللاضطغان"....أظنني قرأتها يوما
مزيج الغضب والخوف والمرارة والقرف ورغبة الانتقام
اللاضطغان. اللغز السوري. اللغم النفسي القديم وقابلية انفجاره لا تتقادم ولا تتعطّل لوحدها.
اللغز السوري_هذا المدمج الجديد القديم_بين مختلف مشاعر السلب وشغف الحياة مع المغامرة القصوى.
بيت قابل للانفجار في كل لحظة. بيتنا.
والآن أعود لمتابعة المقالة.....الأرمن لم يخضعوا مثل غيرهم لاستزلام السوري......



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحترام.............نبض الحياة
- يائس............وحزين/كشف حساب
- سوف تلاحقكم لعنتي إلى الأبد
- 6 حالة عابرة
- خط الحاجة.....خط القهر
- 5_حالة عابرة
- 4_حالة عابرة
- 2_حالة عابرة
- 3_حالة عابرة
- 1_حالة عابرة
- حكايتنا...........حالة عابرة
- الحاضر الدائم
- أفق ضيّق.........سماء واطئة
- أيها الأعزاء رسائلكم وصلت_ختام الثرثرة
- الصورة هي الأصل_ثرثرة
- الحلقة الأضعف_ثرثرة
- لا نساء ولا دموع _ثرثرة
- اسم آخر للوردة_ثرثرة
- حلم يقظة طويل_ثرثرة
- أحدنا لا يصغي_ثرثرة


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - اللغز السوري