أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف محسن - رهاب جماعي














المزيد.....

رهاب جماعي


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رهاب جماعي
منتظر الزيدي ونحطاط الحقل الثقافي العراقي

أطلقت حادثة الرئيس الامريكي جورج بوش في بغداد تعبئة غير متجانسة وغرائبية على صعيد العالم العر بي بشكل عام والعراق بشكل خاص (مظاهرات تضامن قسم واسع من روؤساء تحرير الصحف العربية يطالبون بالاخراج الفوري عن الصحفي العراقي المعتقل من قبل الحكومة العر اقية فضلا عن اعلان الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن صدام حسين المحامي خليل الدليمي من عمان ان 200محاميا عربيا وأجنبيا أبدوا استعدادهم للدفاع عن ((منتظر الزيدي)) اما المرجع العلامة محمد حسين فضل الله اعتبر ان مقاربات السياسة الامريكية الخاطئة لقضايا الشر ق الاوسط ستؤدي الى الفشل والمزيد من الاحذية !!
بهذا الحشد المتنوع بدأ الهوس ضد امريكا لصناعة (بطل) في الوعي الجمعي العربي ضمن النسق المخيالي للثقافة العربية بصورة عامة والثقافة العراقية بصورة خاصة وقد مثلت هذه الحادثة الجزء الحيوي من الثقافة الشعبية السياسية المهيمنة اضافة الى اليات التخصيب الديني والسياسي وقدرتها على استنفار الكتل الجماهيرية في الطبقات السفلى من المجتمعات العربية والمجتمع العراقي بالذات لتصريف الطاقات السياسية بأتجاه الاخر الافتراضي كعدو( الغرب , امريكا ) بعيدا عن الانظمة السياسية السائدة في العالم العربي ، وعندما نتأمل مواقع الانترنيت العربية والعراقية بالذات نعثر على جانب شديد القسوة من الركاكة في المعنى وشبهه انعدام للوعي النقدي وتشويش وخلط مثير للغثيان وعدم تفحص المأزق الاجتماعي والسياسي و الاخلاقي في العالم العربي والعراق بالذات.
اذ ان انحطاط الحقل الثقافي العراقي انتج ظاهرة بمستوى (منتظر الزيدي) وهي ظاهرة مجتمعية منفلتة اخلاقيا وجزء من اليات التربية الدكتاتورية العراقية ومؤشر على بلوغ الانحطاط المادي والمعنوي درجاته القصوى ما يعطي دليل على تمزق الشخصية العراقية نتيجة تقاليد الاستبداد السياسي الكلي والانحطاطات المعرفية وثقافة التجهيل الايديولوجي وتدني الوعي الجمعي وتمثل اقصى صيغ الرذيلة في العراق ،نقيض للانساني والواقعي والعقلاني . حيث لم يجري لحد الان التساؤل عن الابعاد القانونية والتاريخية والسياسية والاخلاقية لهذا الحدث .
فمنذ عام 2003 لم يضع المثقفون العراقيون مفهوم الاحتلال تحت القراءة النقدية لمعرفة المتغيرات السوسيولوجية التي ادخلت على هذا المفهوم الملتبس والغامض مرتبطا بالتعليلات التاريخية واشكالية الشرعية حيث حقق ( الاحتلال او الغزو ) استحقاق وطني باسقاط نظام صدام الدكتاتوري، العدواني ،الاستبدادي ، والتي عجزت القوى الوطنية العراقية بكل تلويناتها من تحقيقة وذلك بسبب ستراتيجية السلطة الشمولية المعقدة التي قامت عليها الدولة العراقية قبل عام 2003 حيث شيدت نظام متشابك من البنى القرابية والايديولوجية الريعية والحزب الجماهيري المسلح والاقتصاد المركزي والهيمنة على وسائل الاعلام والجيش والاجهزة البوليسية (منظمات حزبية ..مخابرات .. امن وطني وقومي ..استخبارات .... اضافة الى التلاعب بالمؤسسات الاجتماعية التقليدية الاهلية مامنح هذه الدولة درجة عالية من الضبط والقسوة ادي الى تشويه شخصية الانسان العراقي وجعلت من الهوس ضد الاخر او الرهاب من امريكا احد المرتكزات الايديولوجية للتلاعب بهذا الكائن ماانتج شخصية هشة هزيلة ،متخلفة ،وجماعات رثة في التاريخ تتصور ان رفع رأس الامه( بحذاء) بطوله وليس سقوط اخلاقي وجعل من هذه الظاهرة امر مقبولا وواقعي.
رغم ان هذا الحدث بحد ذاته جزء من الفشل الممهور بالجهل والعنف والصلف .ووقوع انصاف الاعلاميين والمثقفين العراقيين والعرب في التباسات سياسية كون التغيير الامريكي في العراق ادى الى عنف دموي هائل متناسين حقيقة ان الانتقال العسير من نسق سياسي استبدادي كلي الى منظومة سياسية اخرى لابد ان يمر عبر استنفار كلي للعنف من قبل القوى القديمة التي انزاحت عن مسار التاريخ بسبب تغيرات العقد الاجتماعي وهي تقاتل بلا منظومة اخلاقية تذبح المختلف دينيا وتهاجم العزل والمدنيين والاقليات والاثنيات
واخيرا اننا بحاجة الى محاكمة تاريخية عادلة للثقافة العراقية حتى لاتحتفل مرة اخرى (( بحذاء ))





#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل شياع .... طفل العذراء الهارب نحو حافات التنوير
- النخب العراقية وازمة سؤال الهوية
- خفة الكائن الذي يطير
- سيرورات التمركز في الثقافة العراقية {خطابة الهوية
- سيرورات التمركز في الثقافة العراقية
- سؤال الثقافة في الدولة الوطنية
- الرسوم الدنماركية
- تخطيطات اولية حول تأهيل الدين العقلاني
- ماركس او فخ النظام الاستشراقي
- قراءة في كتاب هوبزبوم (نحو تأسيس تاريخية نقدية)
- الاوهام المقدسة
- السرديات الاسطورية للدولة التوتاليتارية العراقية ........... ...
- الاستعارات الكبرى التمركز الاوربي ، الهوية ،الاسلامويه الاصو ...
- لاتقلع جذور القلب انها في القلب ( حلبجة )
- المخرج السينمائي العراقي جمال محمد امين : السينما أداة ثقافي ...
- فخ الخطاب الشعبوي العراقي
- في تركيب صوره هجائيه للسياب
- اختراع الشرق: وظيفة النظام الثقافي الاوربي
- قراءة على هامش كتاب الاسلام واصول الحكم ل(علي عبد الرازق)
- مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف محسن - رهاب جماعي