أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - النظام الديموقراطي ضامن لبقاء المجتمع المدني في كثير من المراحل














المزيد.....

النظام الديموقراطي ضامن لبقاء المجتمع المدني في كثير من المراحل


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يكون المجتمع فعالا و حيويا ينتج ما يفيد مستقبل اجياله و بلده ، و ان كان الشعب مصدرا للسلطة و مراقب لها و يضمن عدم التراجع او الانحراف ، و يكون له القدرة على تغيير الامور متى ما احس ببوادر التحول في النظام و طبيعته و اداء واجباته، يسهل العمل فيه على تحقيق الاهداف العلمانية .
على العكس تماما فالنظام الاستبدادي منعزل و بعيد عن الشعب و امانيه و لا يمكنه تحقيق اهدافه العامة ، لانه يحصر تفكيره و توجهاته على كيفية بقائه و تسلطه فقط ، و لا يكون ملما باحتياجات الشعب و ضرورات تقدمه ، و في ظل انعدام الحرية تُسد كافة الطرق امام التقدم و اي حركة او فعالية في هذا الاتجاه تكون صورية و غير ملبية للدعوات الحقيقية للتقدم العلمي الثقافي ، و تبقى ظروف الشعب كما هي ساكنا على ما هي عليه .
وفي هذه الحالة ، لابد ان تكون الديموقراطية غير فوضوية في الواقع ، و يجب ان تستند على اركان و جواهر الديموقراطية الحقيقية و ليس استغلالها من اجل افكار و توجهات اخرى ، و اكثر الظن بان الديموقراطية الشعبية الملتزمة هي التي تلائم الوضع و الوقت الراهن لهذه المنطقة ، لانها تحتاج الى مرحلة انتقال لاعداد الدول لاستقبال مراحل يمكن ضمان ما يهم الشعب من العدالة الاجتماعية و المساوة ، على الرغم من ضعف المكونات السياسية المبدئية بهذا التوجه في هذه المرحلة ، و لكن بصيص الامل الذي يُشاهد من بعيد و هوالقاسم المشترك الذي يجمع اكثرية التركيبات السياسية و ان كانت الاهداف المرحلية تفرض العمل على التوافق بين الديموقراطية السياسية و ما تنويها الراسمالية او الليبرالية بحد ذاتها مع تحقيق المباديء المعتدلة من الديموقراطية الاجتماعية . و تحتاج العملية في هذه المرحلة الى العمل على ما يفيد المراحل الابعد و الاستراتيجية الاهم عند التطور و التقدم . فهناك حماسة مفاجئة للديموقراطية في هذه الايام و لابد من استغلالها من اجل تحقيق اهداف و مباديء انسانية . و ان الظروف ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي جعلت الديموقراطية حقيقة واقعة و فرضت نفسها اكثر على خصومها رغم اختلاف الارضيات التي امتدت اليها بدايات الديموقراطية كآلية و نظام عام ، و خاصة في بلدان الشعوب المغلوبة على امرها . على الرغم من العوائق في كثير من المناطق في العالم لحد اليوم ، و النقاط و القواسم المشتركة الهامة الموجودة في النظام الديموقراطي و التي يمكن الاستناد و التركيز عليها من اجل تحقيق اهداف انسانية بعيدة المدى هي الحرية الضامنة لاداء العمل و احترام الحريات المدنية و السياسية و الاجتماعية للمواطنين كنافذة هامة لترسيخ المجتمع المدني و توفير مؤسساته ، و المساواة و الحقوق المتوفرة في بعديها السياسي و الاجتماعي من الناحية القانونية و الثقافية ، و من ثم المشاركة الفعالة بشكل مباشر او غير مباشر في الامور العامة التي تخص الشعب و بالاخص القرارات السياسية . و من خلال الممارسة تتجسد اعراف و تقاليد حديثة يمكن تقويتها لضمان الخطوات الرئيسية في تحقيق القدر الممكن من العدالة الاجتماعية ، كالتسليم بوجود المعارضة و الاعتماد على الية تداول السلطة التنفيذية و التعدد السياسي و حكم الاكثرية و احترام الاقلية . اذن الديموقراطية التي تفرض شروط السلام و التراضي تكون ضامنا لبناء مجتمع مدني و ان كانت هناك خروقات و افرازات سليبة مضرة بالطبقة الكادحة ، وهي الطبقة التي تبدا عملها من اجل تحقيق اهدافها الحقيقية في هذا الجو و بشكل سلمي و بكافة الوسائل السياسية و الاجتماعية و المدنية و الثقافية و من خلال الضغوطات المطلوبة لاخذ الجقوق . و بعد تحقيق المجتمع المدني المترامي الاطراف تبدا التحولات باتجاه مصالح الشعب بشكل عام و من اجل زوال الفروقات الطبقية و تحقيق المساواة و العدالة الاجتماعية ، و هذه من اهم اهداف و واجبات المراحل المعينة التي تاتي بعد ترسيخ المجتمع المدني العلماني الحديث ، في حين يقاس التقدم و المستوى الثقافي و السياسي العام استنادا على مستوى و مدى و درجة تطبيق الديموقراطية ، و هي التي تستعمل للدلالة على تقدم الدول و المجتمعات ، فان المساواة و العدالة الاجتماعية ستصبح المقياس الحقيقي للدلالة على تقدم المجتمع و تطوره ، اي النظام الديموقراطي الحديث مرحلة هامة في الوصول الى الاهداف او المبتغاة من النظام اليساري و في ظروف ملائمة وفي ظل مجتمع مدني ديموقراطي علماني تقدمي ، و بداية الخطوات في الشرق الاوسط هي العمل على تغيير النظم الاستبدادية و تجسيد بديل ديموقراطي علماني ، بعد تهيئة الارضية المناسبة في هذه الاجواء المعقدة من سيطرة الغيبية على الكثير من الافكار و المعتقدات في هذه المنطقة ، و هذا ما يحتاج الى الدقة من اجل عدم انعكاس الهدف و تذهب التضحيات لصالح قوى تعيد المجتمع الى عصور الظلام و كما حدث في اماكن عدة ،و من اهم الولويات هو اختيار التكتيك الصحيح والبديل الديموقراطي الواقعي الملائم لظروف المنطقة و من ثم تبدا ترسيخ مباديء العلمانية التقدمية اليسارية في ظل مجتمع مدني تنعدم فيه فرصة الارتداد وهي ضامنة لحقوق الشعب .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اهم مهامات اليسار في المرحلة الراهنة، الواقعية و الاعتدال ...
- مابين الليبرالية و اليسارية و الديموقراطية
- المجتمع بحاجة الى المؤسسات و العقليات الثقافية التقدمية اكثر ...
- اصرار البرلمان الكوردستاني على القائمة المغلقة للانتخابات ال ...
- ما النظام السياسي و الحضارة التي تنصف المراة و تضمن حقوقها ؟
- تمسك المراة بالروحانيات عادة مكتسبة
- الشفافية تزيل الشكوك و الخوف من مجريات العملية السياسية الرا ...
- العراق بحاجة ماسة الى اعادة التاهيل السياسي و الثقافي
- اهمية ادارة التغيير و كيفية قطف ثمار الصراعات و الاختلافات
- لماذا اختيار هذا الوقت لكشف تورط النواب العراقيين في الجرائم ...
- اليسارية بين العقل والحرية
- ماذا يحل بالمنطقة بعد نضوب النفط فيها ؟
- هل ستنتظر امريكا نتائج انتخابات الرئاسة الايرانية لتتحذ الخط ...
- على هامش اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- عوامل اخفاق اليسار في انتخابات مجالس المحافظات
- سيطرة اليمين في اسرائيل و تاثيراتها على علاقاتها في المنطقة
- التراجع في تطبيق ديموقراطية اقليم كوردستان
- ترسيخ الفلسفة و النهج التربوي التقدمي اولى مهامات الدولة الح ...
- اهمية الاصلاح داخل الاحزاب و تاثيراته على الوضع العام في الع ...
- هل سيشهد اقليم كوردستان فوضا خلاقة و تغييرا جذريا


المزيد.....




- صعدت الرصيف وصدمته.. شاهد لحظة دهس سيارة لطفل يركب دراجة هوا ...
- الكرملين يكشف عن رسالة بعثها بوتين إلى ترامب بشأن أوكرانيا
- مع تصاعد تهديدات ترحيل الطلاب الدوليين بأمريكا.. ما حجم تمثي ...
- لبنان.. 2700 خرق إسرائيلي منذ وقف النار أوقعت 180 قتيلا
- بعد تحسن العلاقات الروسية الأمريكية... شركة معلبات قد تفجّر ...
- ترامب يتهم -هارفارد- ببث -الكراهية والغباء- وتهديدات بمنع تس ...
- صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية .. ...
- إطلاق أكبر عملية لمكافحة المخدرات في تركيا (فيديو)
- بوتين خلال استقباله تميم بن حمد: قطر أحد أهم شركاء روسيا في ...
- دوديك يحدد أسباب رفض الإنتربول ملاحقته بطلب من قضاء البوسنة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - النظام الديموقراطي ضامن لبقاء المجتمع المدني في كثير من المراحل