أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الكريم عليان - غزة تنهض من كبوتها














المزيد.....

غزة تنهض من كبوتها


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:35
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


بعدما انتهت الحرب على غزة والتي لم تنتهي تماما.. تفاجأ المجتمع الغزي من حجم الغضب والانفعال الذي أختزن في وجدان الغزيين بعامة، والمثقفين بشكل خاص! الذي ثار فجأة كالبركان المتدفق ليملأ الساحة الثقافية ميلادا جديدا لا يمكن القفز عنه بسهولة خاصة للجمهور المتابع للحركة الثقافية والتي يجب أن تكون العنوان الرئيسي للحركة السياسية وقادتها الذين يعملون بعيدا عن هذا المؤشر المهم، ولعل هذا يؤكد ما ذهب إليه المشتغلون في علم الاجتماع عن حساسية مفرطة بين المثقف والسياسي خاصة في المجتمعات العربية، ومجتمعات العالم الثالث... وتجدر الإشارة إلى ضعف وسائل الإعلام التي تتبارى في التقاط الأحداث الساخنة، وتحيد بشكل مقصود أو غير مقصود عن كل الأحداث الإنسانية والثقافية التي تنتج أو تقوم يوميا في غزة المحاصرة... وكما يذكرنا التاريخ بحصار لينينجراد عندما حاصرتها مدافع الألمان سنة 1944 مدة 900 يوما تحت طقس شديد البرودة ووفاة ما يقارب 800 ألف من الروس جراء الحصار النازي.. إلا أن أكثر ما كان يغيظ الألمان هو الأوبرا التي كانت تصدح تحت دوي المدافع.. بالطبع سجل التاريخ الذي كان فقيرا حينها لوسائل الإعلام الحالية مفخرة للإنسان وصموده الأسطوري.. لكن هل ستسجل غزة بصمودها الذي يوازي في ذلك حصار لينينجراد مع فارق الزمن الذي نعيشه بكل أدواته المختلفة عن ذلك الزمن..؟ غسان بن جدو مذيع ومقدم برامج مشهور في قناة الجزيرة الإعلامية قد فشل في توصيل رسالة إعلامية لأنه أغفل الجوانب الإنسانية التي يعاني منها المجتمع الغزي جراء الحصار والعدوان الشرس، واقتصر برنامجه الذي بث في أكثر من حلقة على حياة المقاتلين وخاصة عناصر من حماس والجهاد..
ما أن انتهى العدوان على غزة حتى فاجأنا الفنان التشكيلي فايز السرساوي بمعرضه النحتي "ميلاد مدينة" هي مدينته التي خرجت للتو من الركام بمنحوتاته الجديدة، والتي كان للعدوان أثر بارز في تفاصيلها، كما عكست أحلام الفنان ومعاناته الشديدة مع أسرته زمن الحرب.. ما كاد للمعرض أن ينتهي حتى باغتتنا الأديبة مي نايف رئيسة صالون نون الأدبي بندوة أدبية قدم فيها الدكتور حماد أبو شاويش من جامعة الأقصى دراسة عن صورة المرأة في أعمال الأديب غريب عسقلاني وتخللت الندوة قراءات شعرية جديدة لعدد من الشاعرات الحديثات مما كان للندوة نكهة مميزة.. في يوم المرأة العالمي حيث احتشدت النساء من كل أنحاء غزة أمام باحات المجلس التشريعي الذي دمرته الطائرات، وبدلا من أن يتلقين الورود والابتسامات في هذا اليوم كانت هتافاتهن تنطلق إلى عنان السماء يطالبن بالوحدة وانتهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ولم يفتن مطالبتهن بالمساواة مع الشريك حيث يشاركنه ويقتسمن معه السراء والضراء.. وهناك في نفس الظهيرة افتتح في المركز الثقافي الفرنسي معرضا فنيا لسبعة من الفنانات الناشئات اللواتي عبرن عن آلامهن وأحلامهن بالألوان في صور فنية جميلة تؤثر في النفس الإنسانية لتبقى حية تؤرخ لشعبنا مدى الدهر.. يستمر هذا الزخم الفني المتدفق ليبهرنا الفنان التشكيلي إياد صباح صاحب تمثال العنقاء المنتصب في ساحة الشهداء وسط مدينة غزة بمعرضه المعنون "ظلال حمراء" في المركز الفرنسي أيضا، وجمع المعرض بين منحوتات ولوحات فنية كما لو كانت قصائد شعرية غنية باللغة والبلاغة لها رنين وصدى موسيقيين لتثير في نفس المشاهد فرحا وحزنا معا.. أما على خشبة مسرح المسحال الثقافي عرض المخرج الشاب عصام شاهين مسرحية بعنوان "بكفي تمثيل..!" تميزت المسرحية بطاقة هائلة لحركة الممثلين الشباب وأداء لا يشوبه أي خلل يذكر بما يتلاءم وفكرة المسرحية التي جمعت بين الهزل والعبث في حالة من السريالية للمجتمع الغزي الذي يعاني قسوة العيش من لقمة الحياة إلى أزمة الكهرباء والوقود إلى التناحر السياسي والكذب إلى الأزمات الانفعالية والعاطفية التي يمر بها شبابنا بأسئلة مفتوحة للمشاهد عله يجد إجابتها في عنوان المسرحية بكفي تمثيل..؟
بالطبع هناك العديد من القصائد الشعرية والقصص والأعمال الأدبية التي كتبت في الحرب، منها ما نشر ومنها ما لم ينشر.. كلها تنتظر الباحثين والمنشغلين بالعمل الثقافي كي يقدموها لنا بشكل يؤرخ لمرحلة سطر فيها شعبنا آيات للخلود والعزة..! ومن لا يدرك هذه القيمة التي تميز بها شعبنا مدى التاريخ عليه أن يتذكر ما ورثنا إياه آباؤنا وأجدادنا من تراث مادي ومعنوي هائل انشغل به الباحثون ومازالوا.. إن المعاناة عندما تتحول إلى فنون راقية تعوض عن أصحابها قسوة الحياة؛ لا شك أنها أسمى صور الإنسانية والحضارية وشعب بهذه الروح لا بد أن ينتصر كما انتصر الروس وشعب لينينجراد، وكذلك مات نيرون ولم تمت روما وستبقى غزة وسيموت كل ظلامها وستسقط كل المؤامرات المحاكة ضدها..



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقراص ( دواء ) لمنع الحكي ؟!
- لا نصر لأي من الفلسطينيين إلا بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام
- الإعلام الإسرائيلي الكاذب!؟
- رسالة مهمة وسريعة لمجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي ...
- حركة حماس من المقاومة إلى تهدئة طويلة الأمد..؟؟
- إليها..؟ حينما طلبت مني أن أكتب شعرا
- المرأة والرجل (3) حنان الزوجة المطلقة المكسورة أجنحتها
- نظرية (شيمعون بيرس) للشرق الأوسط الجديد ومبادرة السلام العرب ...
- غزة قربان للمعيدين!!
- المرأة والرجل(2) نداء المرأة المزواجة؟!
- الرئيس محمود عباس هو الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني وليس رئيس ...
- المرأة والرجل (1) صابرة وزوجها الثاني
- الكهرباء في غزة قهر وأذى للمواطن الفلسطيني
- البنوك في غزة توحشت ..؟!
- الخلاف والاتفاق على نص القاهرة المنتظر التوقيع عليه بداية ال ...
- أنفاق الموت بين مصر ورفح الفلسطينية ؟؟
- ليست مرثية وفاء للشاعر الخالد محمود درويش
- الفلسفة والحب عند هدلا القصار في ديوانها - نبتة برية -
- نتائج الثانوية العامة تحت المجهر ؟!
- من يرع أبناءنا الطلبة الذين لم يستطيعوا العودة إلى غزة ؟؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الكريم عليان - غزة تنهض من كبوتها